محمد ناصر العطوان يكتب | أتغيَّر... وأنت كذلك يجب أن تتغير

عزيزي القارئ...! تخيل معي هذا المشهد... أنت جالس في كرسي طائرة «فيرست كلاس»، تمسك كأس عصير برتقال فريش، في رحلة إلى هوليوود من أجل أن تتسلم جائزة، والجميع يعاملك على أنك «أيقونة»... ولكن في اللحظة نفسها، أنت داخلك «طفل صغير» مرعوب، يشعر أنه «نصاب» وأن الجميع مخدوع فيك، وأنك لو عدت إلى البيت، ستجد نفسك وحيداً تماماً ولا أحد يستطيع أن يفهمك!

هذه الحالة عزيزي القارئ! ليست سيناريو فيلم دراما كئيباً... بل هي حياة واحدة من أعظم ممثلات القرن العشرين، ليف أولمن، وهذا ملخص الكتاب الذي نتناوله اليوم.

من هي ليف أولمن، ولماذا كتابها «قنبلة»؟

ليف أولمن، لكل من لا يعرفها، هي ملهمة المخرج الأسطوري إنغمار برغمان... امرأة جميلة، ناجحة، أيقونة في السينما العالمية، وينبغي أن تكون حياتها «لوز العنب»... أليس كذلك؟ في كتابها «أتغير» لا نجد مذكرات فنانة تقليدية تخبرك أنها «كافحت ونجحت والجمهور يحبها»... لا، الكتاب أشبه بجلسة تعذيب نفسي أو اعترافات منتصف الليل... ليف أولمن هنا تنزع «الماسك».

في علم النفس، كارل يونغ، أخبرنا أننا جميعاً نرتدي «أقنعة» (Persona) من أجل أن نتعامل مع المجتمع، ولكن ليف أولمن في هذا الكتاب تقول لنا: «أنا الممثلة التي تجيد تمثيل كل الأدوار على المسرح، ولكنها تفشل في تمثيل دور المرأة السعيدة في الحقيقة».

أهم الأفكار في كتاب «أتغيَّر» هي «الطفلة التي ترفض أن تموت» وهذه جملة عبقرية في الكتاب. ليف تخبرنا أن داخلها طفلة صغيرة، خائفة، تحتاج الأمان، تحتاج «أباً» (لأن أبوها توفي وهي صغيرة). وهذه الطفلة هي التي تتحكم في قرارات ليف الكبيرة، وقد مارست التمثيل من أجل هذه الطفلة لكي يراها الآخرون ويحبوها... لكن المشكلة أن التصفيق لا يُشبع الطفلة، يسكتها قليلاً فقط.

تُحدثنا عن الحب، أو «السجن الاختياري» وهذا الجزء عزيزي القارئ! «توكسيك» جداً. تحكي عن علاقتها بـ إنغمار برغمان (التي تسميه في الكتاب أحياناً «الرجل الذي أحببته»). عاشت معه في جزيرة معزولة (جزيرة فارو)، بنيا بيتاً، وعاشا في عزلة تامة. كانت تعتقد أن الحب هو «الاندماج الكامل»، أن تصبح هي وهو شخصاً واحداً. ولكنها اكتشفت أن هذا «محو للذات». هي تجلس في مكتبه، ترسم قلوباً ودموعاً على الباب، تنتظره ينتهي من عمله من أجل أن يعطيها فتات اهتمام. حب تحول لسجن، وهي كانت السجان والمسجون في الوقت ذاته!

تحدثنا أيضاً عن «عقدة الذنب» عند الأم العاملة... وتجلد ذاتها في الكتاب. هي تحب ابنتها «لين» جداً، ولكن عملها يخطفها. تسافر لتصور فيلماً، وتتحدث مع ابنتها في التلفون. البنت تبكي، يتقطع قلب الأم حزناً. الصراع الأزلي بين «تحقيق الذات» وبين «الأمومة». ليف تعترف بصدق مرعب أنها أحياناً كانت تتمنى الهروب من مسؤولية الأمومة، وفي الوقت نفسه خائفة من أن تنساها.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الراي

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الراي

منذ 6 ساعات
منذ ساعة
منذ 6 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 8 ساعات
صحيفة الأنباء الكويتية منذ 19 ساعة
صحيفة الجريدة منذ 8 ساعات
صحيفة الأنباء الكويتية منذ 19 ساعة
صحيفة الراي منذ 6 ساعات
صحيفة الراي منذ 6 ساعات
صحيفة السياسة منذ 16 ساعة
صحيفة القبس منذ 7 ساعات
صحيفة الراي منذ 3 ساعات