عواصم/ متابعة عراق اوبزيرفر
كشفت صحيفة نيويورك تايمز تفاصيل دقيقة عن حياة الرفاه التي تعيشها عائلة الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد في منفاها الروسي، منذ فرارها إلى موسكو أواخر عام 2024.
وذكرت الصحيفة في تقرير موسّع اطلعت عليه وكالة عراق اوبزيرفر ، أن منفى عائلة الأسد بدأ منذ اللحظات الأولى لوصولهم إلى روسيا عبر طائرات خاصة ومواكب سيارات، وفقًا لأحد أقارب العائلة، واثنين من أصدقائها، وضابطين عسكريين سابقين من الفرقة الرابعة التي كان يقودها ماهر الأسد. وأكدت المصادر أنهم تحدثوا مباشرة مع أفراد من العائلة، أو أقاموا معهم، أو التقوا بهم.
وبحسب التقرير، أقامت العائلة في البداية داخل شقق فاخرة تابعة لفندق فور سيزونز في موسكو، تحت حراسة مشددة من أجهزة الأمن الروسية، حيث تصل كلفة الإقامة الأسبوعية إلى نحو 13 ألف دولار أمريكي.
ومن هناك، انتقل بشار الأسد وعائلته إلى شقة بنتهاوس من طابقين في برج الاتحاد، وهو البرج ذاته الذي يضم مطعم سيكستي الشهير، ولاحقًا، جرى نقل الأسد إلى فيلا تقع في ضاحية روبليوفكا الهادئة غرب موسكو، وفقًا لمسؤول سوري سابق على اتصال بالعائلة، إلى جانب معارف آخرين ودبلوماسي إقليمي نقلت إليه المعلومات من مسؤولين روس.
وأشارت الصحيفة إلى أن ضاحية روبليوفكا تُعد من أكثر المناطق تفضيلًا لدى النخبة الروسية، وتضم مجمعات تجارية فاخرة.
كما أفاد مسؤولون سابقون ودبلوماسيون إقليميون بأن أجهزة الأمن الروسية لا تزال تتولى حراسة الأسد وتراقب تحركاته، مع تعليمات صارمة لأفراد عائلته بعدم الإدلاء بأي تصريحات علنية.
وفي فبراير، تحركت السلطات الروسية بسرعة، بحسب ثلاثة مسؤولين سابقين، بعدما كتب حافظ الأسد، نجل بشار البالغ من العمر 24 عامًا، عن هروب العائلة على وسائل التواصل الاجتماعي، ونشر مقطع فيديو يظهر فيه وهو يتجول في موسكو. ومنذ ذلك الحين، لم ينشر حافظ أي محتوى جديد على الإنترنت.
وذكر التقرير أن ماهر الأسد شوهد عدة مرات مرتديًا قبعة بيسبول تخفي عينيه، بالقرب من ناطحة سحاب لامعة في الحي التجاري بموسكو، حيث يُعتقد أنه كان يقيم. وقال أحد أصدقاء العائلة إنه كان يسكن في أبراج كابيتال تاورز في تلك المنطقة.
وفي يونيو، ظهر ماهر الأسد في مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي داخل مقهى الشيشة العصري مياتا بلاتينيوم في مجمع أفيمال التجاري والترفيهي القريب.
ويُعد هذا الظهور أول ظهور علني له منذ سقوط نظام الأسد، حيث بدا مرتديًا ملابس خضراء، مسترخياً داخل مقهى شيشة في أحد أشهر المراكز التجارية في الحي التجاري الدولي بموسكو.
وأضافت نيويورك تايمز أن ماهر الأسد كان كريمًا مع بعض ضباطه المقربين، وفقًا لاثنين من القادة السابقين وصديق للعائلة على تواصل معه، مشيرين إلى أنه أرسل أموالًا لمساعدة حلفائه القدامى في استئجار شقق أو بدء مشاريع صغيرة في حياتهم الجديدة.
في المقابل، سلّط التقرير الضوء على مصير مساعد بشار الأسد الشخصي، الذي تُرك عالقًا في موسكو من دون دعم. ووفقًا لاثنين من أصدقائه ومساعد آخر، فإن هذا المساعد كان من بين القلائل الذين رافقوا الأسد في رحلته السرية إلى موسكو في ديسمبر 2024.
وبحسب المصادر، طُلب من المساعد الانضمام إلى الرحلة بشكل مفاجئ، ما حال دون أخذه جواز سفره أو نقوده أو حتى ملابسه. وأقام مع مساعدين آخرين في جناح منفصل داخل شقق فندق فور سيزونز ، قبل أن يتفاجأوا في صباح اليوم التالي بفاتورة مرتفعة قدمها لهم أحد موظفي الفندق.
وأشارت الصحيفة إلى أن المساعدين الثلاثة حاولوا مرارًا الاتصال ببشار الأسد في حالة من الذعر، إلا أنه لم يرد على اتصالاتهم. وفي نهاية المطاف، تدخل مسؤولون روس وعرضوا نقلهم إلى موقع عسكري يعود إلى الحقبة السوفيتية، حيث نُقل ضباط آخرون من النظام السابق برتب أدنى. غير أن المساعد الشخصي، الذي كان قد نفدت أمواله، فضّل ترتيب عودته إلى سوريا.
ويعيش المساعد حاليًا بهدوء مع عائلته في قرية جبلية، متجنبًا لفت الأنظار، وفقًا لثلاثة أشخاص على اتصال به. وقد رفض التحدث إلى *نيويورك تايمز* عندما حاولت الصحيفة التواصل معه عبر وسيط.
وبعد مرور عام على تلك الأحداث، يعاني المساعد من ضائقة مالية شديدة، ويضطر أحيانًا إلى تلقي مساعدات مالية من مسؤول سابق آخر في النظام لتغطية نفقاته. وقال زميله السابق إن عائلة الأسد لم تقدم له أي دعم على الإطلاق.
ونقلت الصحيفة عن أحد زملائه قوله: يعيش بشار حياته وكأن شيئًا لم يكن. لقد أهاننا عندما كان هنا، وخدعنا عندما رحل .
هذا المحتوى مقدم من عراق أوبزيرڤر
