مقال بسمة السيوفي: سوق الزواج

يبدو أن سوق الزواج العربي، وبخاصة في السعودية يعيش حالة ركود؛ إذ تراجعت حركة «التداول» وانخفضت أسهم الزواج مقابل ارتفاع ملحوظ في أسهم العزوبية، فتحول الزواج من صفقة سهلة نسبيا تبرم بين عائلتين لجمع «رأسين بالحلال» إلى مشروع معقد تحكمه منظومة متشابكة من التحديات والاعتبارات.

يعيد الواقع تنظيم مسار الزواج وفق منطق العرض والطلب، عبر مؤشرات ومعدلات جديدة وتطبيقات تعارف الكترونية توسع نطاق الاختيار، لتجعل اختيار العرسان شبيها باختيار وجبة غداء عبر تطبيقات التوصيل. ومع تعدد الخيارات، بما فيها الزواج من غير السعوديات، وتضخم المعايير المطلوبة، يتحول الزواج إلى مشروع مرتفع المخاطر يدفع بعض الفتيات إلى التأجيل، ويتحاشاه الشباب خشية الفشل.

تكشف تقارير رسمية أن ثلث السعوديات بلا زواج، وثلاثة أرباع الذكور في صف الانتظار، وثلثي الشباب تحت 34 عاما في دائرة المؤجل وفق الهيئة العامة للإحصاء. وتسجل يوميا أكثر من 150 حالة طلاق، وتراجع الطلب على الاستقرار العاطفي لصالح الشهادات والدخل. وبين تأجيل وعزوف، ينخفض عدد الأسر الجديدة، وتتراجع معدلات المواليد، لتصبح الحياة العاطفية معلقة على حبال الانتظار.

تعود أزمة الزواج إلى منظومة من العوامل المتداخلة التي تتغذى بعضها من بعض، تبدأ بأعباء مالية متصاعدة، وأولويات تعيد ترتيب التعليم وتحقيق الذات قبل الارتباط، وتفاقمها توقعات مرتفعة في اختيار الشريك، وضغط اجتماعي دائم يخشى الفشل. وتتسع هذه الدائرة مع التحولات العميقة في أدوار الشاب والفتاة داخل المجتمع، وتأثير قوانين الأحوال الشخصية في إعادة تشكيل وعي الشباب بالالتزام والمسؤولية، إلى جانب سياسات الإسكان ودور الإعلام في رسم صورة مثالية للزواج يصعب بلوغها. وفي موازاة ذلك، ينشغل الخطاب الاجتماعي الديني المتداول بإطار الزواج وشكله العام، أكثر من تركيزه على تأهيل الزوجين للحياة اليومية ومهارات الاستمرار والاستقرار الأسري.

النتيجة، في تقديري، أن التردد أصبح سلوكا اجتماعيا واسع الانتشار مع تراكم الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، تدعمه بيانات ميدانية (2023) تشير إلى أن صعوبة العثور على الشريك المناسب تمثل سببا مباشرا للتأخر عند 7.11% من الإناث و9.1% من الذكور. ومع تأخر قرار الارتباط، يعاد ترتيب معايير الاختيار لدى الطرفين وفق منطق السوق، فيطلب بعض الشباب مواصفات شكلية وعمرية بعينها؛ فتاة العشرين البيضاء النحيفة... وتدفع الفتيات تنازلات متزايدة، فيقبلن بالمطلّق ومن لديه أولاد، وهكذا ننتج بأيدينا أسرا لديها تحديات نفسية واجتماعية.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة مكة

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة مكة

منذ 3 ساعات
منذ ساعة
منذ 3 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات
صحيفة عكاظ منذ 11 ساعة
صحيفة عاجل منذ 5 ساعات
صحيفة الشرق الأوسط منذ 8 ساعات
صحيفة الوئام منذ ساعتين
صحيفة الوئام منذ 3 ساعات
صحيفة عاجل منذ 4 ساعات
صحيفة الشرق الأوسط منذ 17 ساعة
صحيفة عكاظ منذ 8 ساعات