باتت جدوى تعدين «بيتكوين» موضع تساؤل، على الأقل في الولايات المتحدة. فبحسب تقرير نشره موقع «بيست بروكرز» في 22 ديسمبر، أصبح شراء «بيتكوين» حالياً أكثر ربحية من تعدينه داخل الولايات المتحدة، ويعود ذلك أساساً إلى ارتفاع كلفة الكهرباء اللازمة لعمليات التعدين.
وباحتساب متوسط أسعار الكهرباء في البلاد، يقدّر «بيست بروكرز» أن كلفة إنتاج وحدة واحدة من «بيتكوين» تقترب اليوم من 130 ألف دولار، وهو مستوى يفوق بكثير السعر الحالي للعملة المشفّرة البالغ نحو 87 ألف دولار.
«بيتكوين» ترتجف قبل حدث تاريخي.. ماذا يجري بعد 3 أيام؟
وعلى الصعيد العالمي، تستهلك شبكة «بيتكوين» قرابة 417 غيغاواط/ساعة من الكهرباء يومياً، أي أكثر من 152 تيراواط/ساعة سنوياً، وهو استهلاك يضاهي استهلاك دول متوسطة الحجم مثل النرويج أو هولندا. ويشير التقرير إلى أن شبكة «بيتكوين» باتت تحتاج إلى كمية كهرباء «تعادل الاستهلاك الوطني» لبعض الدول. ووفق حسابات الموقع، فإن الكهرباء التي يستهلكها التعدين يومياً في الولايات المتحدة تكفي لشحن أكثر من 11 مليار هاتف «آيفون» لمدة عام كامل.
ويرتبط هذا الاستهلاك المرتفع للطاقة مباشرة بقوة الحوسبة، أو «معدل الهاش»، المطلوبة لتعدين «بيتكوين» وتأمين الشبكة. وقد أصبحت فاتورة الطاقة اليوم بند الكلفة الأكبر لدى المعدّنين، متقدمة على كلفة المعدات أو الصيانة.
قصة أكبر احتيال مالي في تاريخ العملات المشفرة
ويقف «معدل الهاش» حالياً عند مستوى قريب من ذروته التاريخية، ما يزيد حدّة المنافسة داخل القطاع ويرفع استهلاك الطاقة، في وقت جرى فيه خفض مكافأة كل كتلة يتم التحقق منها إلى النصف في عام 2024، وفق آلية «التنصيف» المعتمدة في بروتوكول «بيتكوين».
وفي بعض الدول، تمثل أنشطة التعدين حصة ملموسة من إجمالي إنتاج الطاقة، إذ تتجاوز 8% في أيرلندا وتقترب من 17% في كازاخستان، ثالث أكبر منتج عالمي، حيث يستفيد المعدّنون من كهرباء منخفضة الكلفة تعتمد على الفحم والغاز. وقد أدى ذلك أحياناً إلى تضارب في استخدامات الطاقة؛ ففي عام 2022 تسببت استهلاكات مزارع التعدين في أزمة طاقة أدت إلى انقطاعات كهرباء في البلاد.
ووفق «بيست بروكرز»، فإن هذا النمو المتواصل في استهلاك الطاقة، إلى جانب الفجوة المتسعة بين كلفة الاستخراج وسعر «بيتكوين» يثير «تساؤلات حساسة حول الكفاءة والربحية والكلفة البيئية» لهذه النشاطات.
هذا المحتوى مقدم من إرم بزنس
