مع اقتراب أعياد الميلاد، تجتاح الكثير من الطقوس أشكال الاحتفالات حول العالم، حيث لا يقتصر الأمر على الشجرة المضيئة والهدايا وموائد الطعام التقليدية.
وفي العديد من المجتمعات، تظهر مجموعة من الطقوس والعادات الغريبة التي تمتد من إخفاء المكانس خوفًا من الأرواح الشريرة، إلى الاحتفال على زلاجات بعجلات، أو التنبؤ بالمستقبل عبر الطعام.
في تقليد يعود إلى الموروث الشعبي القديم، يحرص النرويجيون ليلة 24 ديسمبر على إخفاء المكانس داخل المنازل، اعتقادًا بأن الساحرات والأرواح الشريرة قد تخرج في هذه الليلة بحثًا عنها للطيران وإحداث الفوضى.
يتحوّل طبق البودينغ "وهو نوع حلوى شحمية" كما يطلق عليها في سلوفاكيا إلى وسيلة للتنبؤ بالمستقبل، إذ يقوم أكبر رجل في العائلة بإلقاء ملعقة من الحلوى على السقف ليلة العيد، وفي التقليد السلوفاكي إذا التصقت الحلوى بالسقف عُدّت بشارة بعام سعيد، أما إذا سقطت، فيُحمَّل الطاهي مسؤولية سوء الحظ.
يتوجه المصلون في العاصمة كاراكاس إلى قداس عيد الميلاد وهم يرتدون أحذية التزلج ذات العجلات، حيث تُغلق بعض الشوارع لتأمين مرورهم، في تقليد يعود إلى خمسينيات القرن الماضي.
تعتمد بعض العائلات الأمريكية تقليدًا طريفًا يُعرف باسم "مخلل عيد الميلاد"، حيث تُخفى زينة على شكل مخلل بين أغصان شجرة العيد، الطفل الذي يعثر عليها أولًا يحصل على هدية إضافية أو امتياز خاص، ويُعتقد أن هذا التقليد ذو أصول ألمانية، رغم أنه غير شائع في ألمانيا نفسها، لكنه أصبح جزءًا من الاحتفالات العائلية في أمريكا.
إلى جانب الكعكة والغناء والهدايا، يتميز عيد الميلاد في إسبانيا بطقس طريف يُعرف باسم "Los Tirones de Oreja"، ووفق هذا التقليد الشعبي، يتلقى صاحب عيد الميلاد شدًا خفيفًا على شحمة الأذن بعدد سنوات عمره، في أجواء مليئة بالضحك والمزاح.
ورغم غموض أصل هذه العادة، يعتقد البعض أنها ترمز إلى التمنّي بطول العمر والحظ السعيد، فيما يعتبرها آخرون مجرد تقليد عائلي مرح يعزز روح القرب والاحتفال.
يأخذ الألمان مسألة التوقيت في أعياد الميلاد على محمل الجد، إذ يُعد تقديم التهنئة قبل حلول يوم الميلاد رسميًا أمرًا يجلب سوء الحظ وفق المعتقدات الشعبية. لذلك، يمتنع الأصدقاء والعائلة عن قول "عيد ميلاد سعيد" قبل منتصف الليل تمامًا، ويُسمح فقط بالاحتفال عشية الميلاد في تقليد يُعرف باسم "Reinfeiern"، دون تقديم التهاني حتى اللحظة المحددة، ما يعكس احترامًا صارمًا للعادات والتقاليد.
هذا المحتوى مقدم من بوابة دار الهلال
