بعد الغراب الهندي.. "المينا" يفرض حضوره في العقبة وسط مخاوف من ازدياد انتشاره

أحمد الرواشدة العقبة- لم يكد سكان مدينة العقبة، يتنفسون الصعداء بالاختفاء شبه النهائي لطائر الغراب الهندي الذي ارتبط في الوعي الجمعي بالصوت الخشن والحضور المزعج والظل الثقيل على المشهد الحضري، حتى أطل على المدينة بين الأزقة، وعلى أسلاك الكهرباء، وفي حدائق المنازل والساحات العامة، طائر المينا الذي بدأ يفرض حضوره تدريجيا، حاملا في طياته قلقا بيئيا متناميا.

ولم يكن ظهور طائر المينا في العقبة مفاجئا تماما، لكنه بدا غريبا ومربكا للمواطنين، فمنذ نحو عام، رصد مختصون وهواة مراقبة الطيور وجوده على نحو محدود، فيما وثق مواطنون وجود طائر أسود لامع، ذي بقع صفراء حول العينين، وصوت حاد متكرر، يختلف عن أصوات الطيور المحلية المألوفة.

وفي البداية، لم يتعامل كثيرون مع الأمر بجدية، فالأعداد كانت محدودة، والحضور متقطعا، لكن التجارب العالمية والإقليمية مع هذا الطائر تحديدا جعلت الخبراء يدقون ناقوس الخطر مبكرا.

ويؤكد الخبراء، أن طيور المينا، المعروفة أيضا باسم "المينا الهندي"، ليست طيورا عادية يمكن التعامل مع وجودها على أنه تنوع طبيعي عابر، فهي من الأنواع الغازية التي أثبتت عبر عقود قدرتها على الانتشار السريع والتكيف مع البيئات الجديدة، خصوصا البيئات الحضرية وشبه الحضرية، مؤكدين أن الاتحاد العالمي لحفظ الطبيعة صنفها ضمن أسوأ 100 نوع من الأنواع الغازية في العالم، نظرا لما تسببه من تهديد مباشر للتنوع البيولوجي المحلي، ولما لها من آثار بيئية واقتصادية واجتماعية طويلة الأمد.

وأشاروا إلى أن هذا التهديد مضاعف، إذ إن النظام البيئي في المدينة حساس لأي اختلال في توازن الأنواع، رغم قدرته على التكيف، معتبرين في الوقت ذاته، أن المشكلة الحقيقية مع طائر المينا تكمن في سلوكه وعدوانيته وقدرته العالية على إقصاء الأنواع المحلية من موائلها الطبيعية.

أحد أبرز الأنواع الغريبة الغازية

يقول الخبير في التنوع الحيوي والمحميات الطبيعية إيهاب عيد، إن طائر المينا الشائع استطاع، خلال السنوات الأخيرة، الانتشار في جميع المحافظات الأردنية، مع تسجيل تركز واضح وكثافة مرتفعة في مناطق الشمال الغربي من المملكة، حيث كون مجموعات كبيرة ومستقرة، ما يجعله أحد أبرز الأنواع الغريبة الغازية التي تهدد التنوع الحيوي في الأردن، بل وقد يكون له تأثيرات مجتمعية واقتصادية في المستقبل.

وأضاف أن هذا الطائر يرصد في البيئات الحضرية والزراعية على حد سواء، مستفيدا من التوسع العمراني وتوفر الغذاء في مكبات النفايات والمناطق السكنية، الأمر الذي أسهم في تسارع انتشاره وقدرته على التكيف مع مختلف الظروف البيئية.

وبين عيد، أنه تم توثيق وجود طائر المينا في أكثر من 100 موقع موزعة على مناطق متعددة، شملت مدنا رئيسية وأراضي زراعية، إضافة إلى رصده بالقرب من محميات طبيعية ذات أهمية بيئية عالية، ما يثير مخاوف حقيقية بشأن تأثيره على الأنواع المحلية والنظم البيئية الحساسة، مؤكدا أن طائر المينا يظهر سلوكا عدوانيا، خصوصا خلال موسم التكاثر، حيث ينافس الطيور الأصيلة بشراسة على الغذاء ومواقع التعشيش، ويتسبب في تخريب الأعشاش وقتل الفراخ، ما يؤدي إلى تراجع أعداد بعض الأنواع المحلية واختلال التوازن البيئي.

كما لفت إلى أن هذا الطائر يمتلك قدرات سلوكية متقدمة، تشمل الذكاء العالي وسرعة التكيف والسلوك الاجتماعي، ما يسمح له بالتكاثر بمعدلات مرتفعة والانتشار السريع في البيئات الحضرية والزراعية، ويصل معدل تكاثره إلى مرتين سنويا، مع عدد بيض قد يصل إلى خمس بيضات في كل دورة.

وأشار عيد إلى أن الحد من انتشار هذا النوع يتطلب تبني نهج متكامل يشمل رفع الوعي المجتمعي، وتحسين إدارة النفايات، وتنظيم تجارة الطيور، وتعزيز التشريعات البيئية وتطبيقها بفعالية، إلى جانب برامج مراقبة مستمرة، نظرا لأن الأنواع الغازية تمثل تحديا بيئيا طويل الأمد.

من جهته، أكد.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الغد الأردنية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الغد الأردنية

منذ 8 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ ساعتين
منذ ساعتين
منذ ساعتين
منذ 9 ساعات
قناة المملكة منذ 14 ساعة
قناة المملكة منذ ساعتين
خبرني منذ 4 ساعات
قناة المملكة منذ 3 ساعات
خبرني منذ 23 ساعة
صحيفة الغد الأردنية منذ 7 ساعات
خبرني منذ 9 ساعات
خبرني منذ 9 ساعات