تحدثت إلى "اندبندنت عربية" وروت قصتها لصحف عالمية ونالت جوائز كبرى عن تحقيقها "انحراف العدالة" الذي تحول لكتاب... فماذا نعرف عن الصحافية التي أسقطت جيفري إبستين؟

ملخص من المعروف لدى الكثيرين فضائح رجل الأعمال الأميركي جيفري إبستين، لكن القليل فقط يدرك أن سقوطه جاء نتيجة تحقيق استقصائي شجاع أجرته الصحافية جولي ك. براون بعنوان "انحراف العدالة"، الذي أعاد فتح قضية تم دفنها قبل عقدين نتيجة تسوية مشبوهة بفعل المال والنفوذ.

مخطئ من يظن أن الصحافة فقدت بريقها وتأثيرها، فالصحافة التي ترفع تلويحة جورج أورويل "في زمن الخداع العام، يصبح قول الحقيقة عملاً ثورياً"، تفعل ما لا يمكنك أن تتخيله، تطيح بالرؤساء وتسقط الحكومات وتقود المفسدين إلى العدالة.

LIVE An error occurred. Please try again later

Tap to unmute Learn more الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون غادر البيت الأبيض بسبب تحقيق صحافي، والرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما أزاحه عن عرشه خبر صحافي مقتضب.

وآخر ضحايا السلطة الرابعة، جيفري إبستين الرجل الذي سقط وأسقط معه منظومة كاملة من النفوذ السياسي والمالي امتدت من أروقة السلطة في الولايات المتحدة إلى دوائر النخبة والنبلاء في بريطانيا.

أسماء كبيرة هربت من الضوء ولاحقتها لعنة أضواء "تحقيق صحافي" يمكن تسميته، وفق أورويل "عملاً ثورياً" لم يسلم منه أحد، رؤساء وسياسيون وأمراء، من بينهم كبار رجالات أشهر بيوت الأرض، البيت الأبيض، بيل كلينتون ودونالد ترمب ومعهم الأمير أندرو، حفيد "جدة أوروبا" الملكة فيكتوريا التي كثيراً ما قُدمت كرمز للتقاليد والفضيلة.

كل هذه الأسماء لم تسقط بحكم قضائي، ولا بانقلاب سياسي، بل بسبب تحقيق صحافي واحد.

"انحراف العدالة" من المؤكد أن ليس هناك أحد لا يعرف رجل الأعمال الأميركي جيفري إبستين وفضائحه التي تركها وراءه كتركة تلوكها الألسن ليل نهار، لكن ربما هناك قلة يعرفون أن كل ما حدث له كان بسبب تحقيق استقصائي أجرته صحافية شجاعة اسمها جولي ك براون تحت عنوان "انحراف العدالة"، وهو التحقيق الذي جاء بعدما وأد المال وأصحاب النفوذ قضيته قبل عقدين من الزمان بتسوية مثيرة للشبهات.

(الصحافية والكاتبة جولي ك. براون، في نيويورك. تصوير: مايك مكغريغور (ذا أوبزرفر)

كان أول بلاغ رسمي واجهه الملياردير إبستين "رفيق الرؤساء" عام 2005 في فلوريدا، بتهمة الاعتداء الجنسي على قاصرات.

لكنه عقد اتفاقاً مثيراً للجدل عام 2008 مع الادعاء حين كان متنفذاً، وأقر بتهمة واحدة وهي التحريض على الدعارة، ليحكم عليه بالسجن 13 شهراً فقط، وعلى رغم ذلك سمح له بالخروج يومياً من السجن للعمل، فكان يقضي 12 ساعة بين شركاته وجزيرته وأملاكه، ويعود للسجن كما لو أنه عائد لمنزله لينام.

هذا الاتفاق المثير منح حصانة له ولمتعاونين محتملين، مما أثار انتقادات قانونية وأخلاقية واسعة، لكنه أمر انتهى وطوته السنين. وراح إبستين يجوب العالم في طائرته الخاصة ويمارس رذيلته بحصانة النفوذ والمال والقرب من أصحاب السلطة والقرار.

قدر على هيئة "تحقيق صحفي" وبينما كان يظن رجل الأعمال الذي ردد العالم اسمه وصوره ميتاً أكثر منه حين كان حياً أنه في مأمن من العقوبة والقانون، جاءته صاعقة القدر على هيئة "تحقيق صحافي استقصائي" نشر في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2018، أي بعد 10 سنوات من شراء حريته بتسوية مثيرة.

إنه التحقيق الذي نشر في صحيفة "ميامي هيرالد" Miami Herald، وفتح ملفاً ظُن أنه دفن إلى الأبد، لكنه كشف كيف يمكن للسلطة وأرباب النفوذ والمال أن تسقطهم الصحافة.

لم يغير تحقيق براون مسار قضية إبستين وحسب، بل غير حياتها وحياة المئات، وأودى بحياة آخرين ومن بينهم بطل القصة الذي مات في زنزانته منتحراً، هارباً من العدالة والحياة وأحكام تتجاوز 45 عاماً كان من المحتمل أن يقضيها في السجن، وترك وراءه وثائق وصوراً وأسراراً وأسئلة لا تزال تبحث عن خيوط إجاباتها.

يقول الصحافي الأميركي فينلي بيتر دان، "وظيفة الصحافة أن تواسي المتألمين وتقلق المطمئنين"، مما فعلته مواطنته الستينية براون حين راحت تنفض أرشفة الأعوام، بحثاً عن الحقيقة وتساؤلها الوحيد "لماذا انحرفت العدالة في قضية إبستين؟"، وهو التساؤل المفاجئ الذي أشعلته قصة كانت تعتزم كتابتها عن "الاتجار بالجنس" في فلوريدا عام 2016.

كورتني وايلد واحدة من ضحايا إبستين التي التقتها براون (إميلي ميشو/ميامي هيرالد)

براون التي تحدثت إلى "اندبندنت عربية" بقولها "سأمضي في ممارسة كتابة التحقيقات"، وهي مهنتها التي تحب، تورد في تحقيقها الذي أطاح بـإبستين، "على رغم وجود أدلة مادية قوية وشهود متعددين يدعمون روايات الفتيات، سمحت الصفقة السرية لإبستين بالاعتراف بالذنب في تهمتين جنائيتين تتعلقان بالدعارة. واعترف إبستين بارتكاب جريمة واحدة فقط ضد فتاة قاصر، وصفت بأنها عاهرة، على رغم أنها كانت تبلغ من العمر 14 سنة، وهو عمر أقل بكثير من عمر الرضا القانوني البالغ 18 سنة في فلوريدا".

"كيف أفلت من العقاب بهذه السهولة؟ وكيف استطاع العودة لعالمه المترف المليء بأصدقائه من أصحاب المليارات ورفيقاته من المشاهير من دون أن يلحق به أي وصم حقيقي؟"، هذه التساؤلات التي طرأت على الصحافية التي أطاحت بإمبراطورية إبستين والذين معه، وتقول، "كنت أرغب في إعداد تقرير عن الاتجار بالجنس، لكن في كل مرة كنت أبحث فيها على غوغل عن فلوريدا والاتجار بالجنس، كانت تظهر قصة عن جيفري إبستين"، كما روتها براون لـ"ذا غارديان" البريطانية، أي إن قصة جلبت راوية مثيرة طمرتها العدالة وذاكرة السنين.

عين ترمب أكوستا وزيراً للعمل وثارت شكوك براون التحقيق الصاعقة كانت الصحافية الشقراء عنونته "كيف مُنح أحد أعضاء حكومة ترمب المستقبليين متحرشاً جنسياً متسلسلاً صفقة العمر"، إذ عين الرئيس المنتخب حديثاً آنذاك دونالد ترمب، ألكسندر أكوستا وزيراً للعمل في إدارته، وهو منصب تضمنت مسؤولياته مكافحة الاتجار بالجنس.

وحين عادت الاستقصائية لسيرته الذاتية، وجدت أنه كان يشغل منصب المدعي العام الأميركي للمنطقة الجنوبية من فلوريدا، وهو الذي وافق حين كان يشغل منصبه على صفقة الإقرار بالذنب التي برأت إبستين، تقول المحررة الأميركية التي روت قصتها لصحف العالم، "بل ذهب إلى حد زيارة محامي إبستين الرئيس في اجتماع سري في فندق يبعد نحو 70 ميلاً من مكتبه".

وضمن تحقيقها الذي تحول لاحقاً إلى سلسلة من التحقيقات ثم إلى كتاب، تقول "لم يستجِب أكوستا لكثير من الطلبات لإجراء مقابلة أو للرد على الاستفسارات عبر البريد الإلكتروني".

لكن سجلات المحكمة تكشف عن تفاصيل المفاوضات والدور الذي قام به أكوستا في إبرام الصفقة التي عرقلت التحقيق الفيدرالي في عملية اتجار جنسي دولية محتملة.

ومن بين أمور أخرى، منح أكوستا محامي إبستين صلاحيات غير مسبوقة في تحديد بنود اتفاق عدم الملاحقة القضائية.

نُقل جيفري إبستين إلى قسم خاص في سجن مقاطعة بالم بيتش وسمح له بمغادرته 12 ساعة يوميا (إميلي ميشو/ميامي هيرالد)

ومن جهته، قال برادلي إدواردز، المدعي العام السابق الذي يمثل بعض ضحايا إبستين إن "الضرر الذي حدث في هذه القضية لا يغتفر. كيف يعقل أن يتفاوض المدعي العام الأميركي مع متهم جنائي، ويسمح له فعلياً بصياغة الاتفاق؟" ونتيجة لذلك، لم يكُن الضحايا، ولا حتى القاضي، على علم بعدد الفتيات اللاتي يزعم أن إبستين اعتدى عليهن جنسياً بين عامي 2001 و2005، عندما كشفت الشرطة للمرة الأولى عن أنشطته الجنسية مع القاصرات.

وأحالت الشرطة القضية إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي بعد عام، عندما بدأت تشك بأن مكتب المدعي العام لولاية بالم بيتش يعرقل تحقيقاتها.

عام من التحقيقات وعلى مدار عام كامل، أجرت صحافية "ميامي هيرالد" تحقيقها الموسع واستندت فيه إلى مراجعة آلاف الصفحات من وثائق المحاكم والدعاوى المدنية، وإفادات الشهود، وملفات مكتب التحقيقات الفيدرالي التي رُفعت عنها السرية حينها، وتغطي وقائع امتدت لعقد كامل.

كما أجرت مقابلات مع شخصيات محورية في القضية، كثيرون منهم تحدثوا علنًا للمرة.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من اندبندنت عربية

منذ ساعتين
منذ 6 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 6 ساعات
اندبندنت عربية منذ 14 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 12 ساعة
سي ان ان بالعربية منذ 16 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 7 ساعات
بي بي سي عربي منذ 9 ساعات
قناة العربية منذ 18 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 11 ساعة
قناة العربية منذ 14 ساعة