موجةُ البرد التي تهبّ علينا تُثير في الوجدان تأمّلاتٍ لا تنتهي.
فالشتاء في الكويت ليس مجرّد انخفاضٍ في درجات الحرارة، بل حالةٌ شعورية تتسلّل إلى الجسد والذاكرة معاً. هو ضيفٌ لا يطيل المكوث بيننا، لكنّه إذا حلّ غيّر إيقاع الحياة، وفرض على الناس طقوساً جديدة، من المعاطف الثقيلة إلى دفء المواقد، ومن السكون المبكر إلى الحنين الطويل.
يوقظ البرد فينا إحساس الهشاشة؛ فالجسد، مهما بدا قويّاً، ينكمش أمام لسعة الريح. لكنه، في الوقت ذاته، يوقظ قيماً أخرى: التضامن، والبحث عن الدفء الجماعي، والاقتراب من العائلة.
في ليالي الشتاء الباردة تتقارب الأجساد حول مدفأةٍ أو فنجان قهوة، وتتعانق الحكايات كما تتعانق الأيدي. وحين كنّا في زمن الدراسة خارج الوطن، كانت الغربة والحنين إلى الأهل يشتدّان علينا في أمسيات البرد وعصف الرياح.
ومن جهةٍ أخرى، للبرد أثره الصحي الواضح؛ فهو امتحانٌ لجهاز المناعة، وقد يكون قاسياً على كبار السنّ والأطفال. لكنه يحمل أيضاً جانباً إيجابياً، إذ يخفّف من بعض.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الراي
