ليست السنة الجديدة صفحة بيضاء كما نحب أن نُقنع أنفسنا، بل هي ساحة أوسع نعود إليها ونحن نحمل معنا كل ما لم يُحل، كل ما كُبت، وكل ما أُجِّل بحجة «بعد العيد» أو «مع بداية السنة». من منظور نفسي، لا يبدأ الصراع مع الزمن، بل مع الذات التي تغيّرت ولم نعترف بتغيّرها. نحن لا نحارب أحداثاً جديدة بقدر ما نواجه نسخاً قديمة منّا لم تعد تصلح للمرحلة المقبلة.
العقل البشري بطبيعته لا يحب التحوّل المفاجئ. هو مبرمج على الأمان، حتى لو كان هذا الأمان مؤلماً. لذلك، مع كل سنة جديدة، يستيقظ داخلنا صراع خفي بين رغبتين: رغبة في النمو ورغبة في البقاء كما نحن. هذه هي المعركة الحقيقية. ليست مع الآخرين، ولا مع الظروف، بل مع أنماط نفسية تشكّلت عبر سنوات من التجارب، والخوف، والتعلّق، والخذلان.
نحن نحارب فكرة التخلي أكثر مما نحارب الواقع. التخلي عن نسخة كانت تنجو بالصمت، عن شخصية كانت ترضي الجميع، عن معتقدات زرعت فينا أن الألم دليل قوة، وأن التحمل فضيلة مطلقة. في العلاج النفسي نرى بوضوح أن أغلب مقاومة التغيير لا تأتي من الكسل أو الضعف، بل من الخوف العميق من المجهول. الدماغ يفضّل الألم المألوف على راحة غير مضمونة.
السنة الجديدة تُحرّك ما يسمى.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الراي
