في خطوة دبلوماسية غير مسبوقة، عرضت الولايات المتحدة على الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الحليف الأقرب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تسهيلات اقتصادية تشمل تخفيف العقوبات، إضافة إلى دواء لمساعدته على إنقاص الوزن، مقابل الإفراج عن مئات السجناء السياسيين.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر مطلعة، أن المبعوث الأميركي جون كويل، الذي مثل الرئيس الأميركي دونالد ترمب في دعاوى قضائية ضد منصات التواصل الاجتماعي، أجرى محادثات مطولة مع لوكاشينكو خلال عشاء احتوى على كميات من الفودكا، تناول خلالها الجانب البيلاروسي موضوع العقوبات الاقتصادية على شركاته الرئيسية، بالإضافة إلى إصلاح طائرته الرئاسية.
وفي سياق المحادثات، أظهر لوكاشينكو اهتماماً شخصياً ببرنامج اتبعه المبعوث الأميركي لإنقاص الوزن باستخدام دواء "زيبباوند" ZEPBOUND، الذي أثبت فعاليته في مكافحة السمنة.
الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو يحضر اجتماعاً مع جون كويل، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترمب في مينسك بيلاروسيا. 13 ديسمبر 2025 - REUTERS
وأوضحت المصادر أن هذه الجهود جاءت ضمن استراتيجية واسعة لتعزيز العلاقات مع لوكاشينكو بهدف الإفراج عن السجناء السياسيين، بما في ذلك الناشطة ماريا كاليسنيكافا، والحائز على جائزة "نوبل" أليس بيالياتسكي، حيث أُفرج عن أكثر من 250 سجيناً منذ تولي إدارة ترمب السلطة، بينهم 5 أميركيين على الأقل.
وبالمقابل، رفعت واشنطن بعض العقوبات عن قطاع البوتاس البيلاروسي، كما سهلت حصول الخطوط الجوية البلاروسية على برمجيات وقطع غيار من شركة "بوينج" إضافة إلى إصلاح الطائرة الرئاسية.
"رسالة غير مباشرة لبوتين"
وبحسب الصحيفة، كانت إدارة ترمب تأمل في أن تكون بيلاروس مثالاً على المكافآت التي قد تُمنح أيضاً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، صديق لوكاشينكو منذ ربع قرن، إذا ساعدت روسيا الولايات المتحدة على إنهاء الحرب في أوكرانيا سلمياً.
وقال مسؤول أميركي: "في النهاية، سيواجه بوتين موقفاً يتطلب اتخاذ قرار صعب للغاية. ووجود الشخص الذي يعرفه ويثق به أكثر، ليعبر عن موقف إيجابي تجاه الاتفاق هو أمر مهم".
وأشار التقرير إلى قناة اتصال خلفية غير معلنة بين واشنطن ولوكاشينكو، وصفها أكثر من 12 مسؤولاً أميركياً وأوروبياً، من بينهم عدة مشاركين في المفاوضات، بأنها "أصبحت جزءاً متشابكاً من المحادثات التي يقودها شريك ترمب في الجولف ستيف ويتكوف، بهدف إنهاء الصراع الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية".
اقرأ أيضاً
اقرأ أيضاً
تسوية أوكرانيا | اتصالات روسية أميركية مرتقبة.. وتقدم في صياغة خطة سلام منقحة
كشف الكرملين عن آخر المستجدات بشأن التسوية الأوكرانية، فيما قالت كييف إن الوفدين الأوكراني والأميركي اقتربا من وضع اللمسات النهائية على خطة من 20 نقطة.
وبحسب الصحيفة، كان لوكاشينكو، الذي كان يعتبر منبوذاً دولياً، قد قدم نصائح للولايات المتحدة حول كيفية التعامل مع بوتين، وساعد في تشجيع القمة الأميركية-الروسية في ألاسكا الصيف الماضي.
كما قدم توجيهات بشأن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، وأكد لزوجة كويل، مذيعة Newsmax، جريتا فان ستورسن، أن مادورو مرحب به للانتقال إلى مينسك.
ويقدم لوكاشينكو أيضاً نصائح حول خصوم الولايات المتحدة الآخرين، بما في ذلك حليفه الآخر الرئيس الصيني شي جين بينج، الذي تناول الطعام مع أحد أبناء لوكاشينكو خلال دراسته في بكين.
"إنجار ترمب"
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت: "لقد أنجز الرئيس ترمب أكثر من أي رئيس آخر في التاريخ فيما يتعلق بحل النزاعات العالمية، وإعادة الأميركيين إلى الوطن، والإفراج عن السجناء المحتجزين ظلماً، وهذا غير قابل للمقارنة".
وأثارت هذه التحركات ردود فعل متباينة بين الحلفاء الأوروبيين والمعارضين البيلاروسيين، الذين رحبوا بالإفراج عن السجناء، لكنهم أبدوا قلقهم من "منح واحد من أبرز مختطفي الرهائن في العالم اهتماماً ومكافآت اقتصادية"، وفقاً للصحيفة.
وقالت زعيمة المعارضة سفياتلانا تسخانوسكايا، الفائزة المعترف بها دولياً بانتخابات 2020، التي كان زوجها من بين المفرج عنهم هذا العام: "المشاعر مختلطة. أشعر بالفرح للشعب البيلاروسي، لكن بالنسبة للوكاشينكو، إطلاق سراح الناس له ثمن، وهو مستعد لبيع الناس طالما كان ذلك ممكناً. قد يبدو الأمر كأنه باب دوار".
وكانت إدارة ترمب أول من قاد حملة عالمية لمقاطعة لوكاشينكو، الذي سجن أكثر من 30 ألف متظاهر بعد ادعائه الفوز بالانتخابات عام 2020، وخضع المعارضون للتعذيب والاحتجاز الانفرادي، واستخدمت السلطات العنف الجنسي لقمع الاحتجاجات، وفق تقرير لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
اقرأ أيضاً
اقرأ أيضاً
ماذا تريد أوروبا من مفاوضات إنهاء الحرب في أوكرانيا؟
تنظر أوروبا إلى مفاوضات إنهاء الحرب في أوكرانيا كمعركة على مستقبل القارة، واضعة هدفاً أساسياً بوقف القتال دون ما تصفه بـ"مكافأة" روسيا.
وفي العام التالي،.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من الشرق للأخبار
