حدثتكم بالأمس عن السيدة العجوز التي التحقت بمركز لمحو الأمية ولما تكرر رسوبها هددت معلمة الصف بأنها ستأتي بعيالها ليكسروا عظامها . وهذه الواقعة عادت بي إلى الفترة التي عملت فيها مدرسا، وشاركت عدة مرات في تصحيح أوراق امتحانات الشهادة الثانوية، ولا أذكر قط أن طالبا نال أكثر من 80 % من درجات أي مادة، وبالنسبة إلى المادة التي كنت أدرسها وهي الإنجليزية كان تقديرا ممتازا نصيب من يحرز 65 % من الدرجات ( وكان ذلك التقدير يقتصر على 3 أو 4 طلاب سنويا ) ، وفجأة صارت مدارس السودان مثل مدارس بقية الدول العربية تنجب العباقرة الذين يحصلون على الدرجات الكاملة في كل المواد أو معظمها ! صار من المألوف جدا أن تجد طالبا أحرز 98 % من مجموع الدرجات ويأتي ترتيبه الرابع . لماذا؟ لأن من أحرز المرتبة الأولى لم يخطئ في كلمة أو حرف أو عدد في أي مادة وفقد نصف درجة فقط لأنه يا عيني - كتب اسم قارة آسيا بالباء ( هكذا « آسبا » ).. مما يؤكد أن تصحيح الامتحانات يخضع لقيود وضوابط صارمة « ما عندها يمة ارحميني » .
لا أظن أنه يوجد على ظهر الأرض شعب يتعامل مع امتحان الشهادة الثانوية على أنها كابوس أو وباء فتاك أو إعصار مدمر كما المصريين . ولا أظن أيضا أنه مرت سنة واحدة خلال نصف القرن الماضي دون أن يحاول نحو 10 طلاب مصريين الانتحار خلال أو بعد الامتحانات . وذلك بسبب الكثافة السكانية ومن ثم الطلابية في ظل محدودية المقاعد في الجامعات، ولأن 80 % من المصريين شأنهم شأن بقية العرب العاربة والهاربة تريد لأبنائها وبناتها العمل في مجالات الطب والهندسة .. وإن لم يحدث ذلك ففي الصيدلة .. وهذا « آخر كلام عندي .. مفهوم؟ »
في امتحانات الشهادة الثانوية التي جلس لها الطلاب المصريون في يونيو من عام 2010، سجلت كل المحافظات حالات إغماء وهستيريا وصيحات الغضب، وانصبت اللعنات على من أعدوا امتحان اللغة الإنجليزية . بل قام بعض أولياء الأمور في مدارس في القاهرة باقتحام لجان الامتحانات بعد
أن سمعوا صرخات بناتهم من «.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة أخبار الخليج البحرينية
