مع تزايد سباق القوّة التقنية عالمياً، تراجعت طموحات روسيا في مجال الذكاء الاصطناعي بعدما كانت تستهدف التحوّل إلى لاعب رئيسي في هذه الصناعة.. التفاصيل في

مع تزايد سباق القوّة التقنية عالمياً، تراجعت طموحات روسيا في مجال الذكاء الاصطناعي بعدما كانت تستهدف التحوّل إلى لاعب رئيسي في هذه الصناعة.

وتجد موسكو نفسها اليوم في ظل الضغوط الاقتصادية الناتجة عن الحرب والعقوبات الغربية، خارج الدائرة التنافسية، بينما تستثمر الولايات المتحدة والصين ودول أخرى بكثافة في البنى التحتية الحاسوبية والنماذج المتقدمة.

روسيا تعتزم إنشاء محطة طاقة نووية على القمر خلال 10 سنوات

وبحسب تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال»، فإن الفجوة بين روسيا والمراكز العالمية للذكاء الاصطناعي اتسعت بشكل لافت خلال العامين الماضيين، حيث لا تزال النماذج الروسية المتاحة تجارياً بعيدة عن المراكز الأولى، إذ يأتي أفضل نموذج لغوي روسي خارج قائمة العشرين الأوائل عالمياً.

كما يُظهر قياس حديث لقوة منظومات الذكاء الاصطناعي أن روسيا تتموضع في المراتب الأخيرة بين الاقتصادات الكبرى.

وتعزا هذه الانتكاسة إلى القيود الشاملة التي فرضتها العقوبات الغربية بعد الحرب الروسية الأوكرانية، والتي شلّت قدرة موسكو على الحصول على الرقائق المتقدمة والمكوّنات عالية الأداء، لا سيما أن معظم وحدات معالجة الرسوميات اللازمة لتدريب النماذج لم تعد متاحة مباشرة، ما دفع الشركات الروسية إلى اللجوء إلى وسطاء في الصين ودول آسيا الوسطى لتأمين الكميات المحدودة المتوفرة.

وتشير البيانات التجارية إلى أن واردات روسيا من المكوّنات الحاسوبية الضرورية للذكاء الاصطناعي تراجعت بأكثر من 80% مقارنة بما قبل الحرب.

كما تواجه روسيا فجوة تقنية واسعة في صناعة الرقائق المحلية، فبينما يقترب مصنعو الشرائح الأميركيون من الجيل البالغ 2 نانومتر، تعمل المصانع الروسية على هدف متواضع يتمثل في الوصول إلى 28 نانومتر بحلول نهاية العقد.

وكذلك تعتمد موسكو بصورة متزايدة على نماذج مفتوحة المصدر صينية، وعلى تعاون حكومي مباشر مع بكين لتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي، في ظل تصاعد العزلة الدولية.

وينعكس هذا الواقع على الشركات العاملة في القطاع، فمؤسسات كبرى مثل «سبيربنك» تقود مبادرات الدولة لتقليص الاعتماد على النماذج الأجنبية، لكن قيود التمويل وضعف القدرة على الوصول إلى البيانات الضخمة والحوسبة المتقدمة يحدّان من إمكاناتها.

وتعترف شخصيات بارزة في القطاع بأن الصناعات المحلية «بعيدة سنوات» عن المعايير العالمية، بينما تواجه الشركات صعوبات في توسيع نطاق أعمالها نظراً لضيق السوق المحلية وصعوبة النفاذ إلى الأسواق الخارجية.

روسيا والصين في الصدارة.. خريطة تكديس الذهب عالمياً

وعلى صعيد الكفاءات، تعاني روسيا من نزيف بشري كبير، حيث غادر عشرات الآلاف من المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات منذ عام 2022.

ويقدّر خبراء أن ما يصل إلى 70% من أفضل مهندسي الذكاء الاصطناعي الروس يعملون حالياً في الخارج، ويعقد هذا النقص قدرة الشركات على تطوير نماذج متقدمة أو تدريب فرق قادرة على المنافسة.

كما أن المبادرات الرمزية لم تسلم من الانتقادات، إذ تعرّض أول روبوت بشري روسي مدعوم بالذكاء الاصطناعي لموقف محرج عندما تعثّر وسقط على المسرح خلال عرض تقني في موسكو، في مشهد اعتُبر دليلاً على هشاشة التطوير المحلي.

وأكد التقرير أنه في الوقت الذي تضخّ فيه الاقتصادات المتقدمة استثمارات هائلة لبناء قدراتها الذاتية في الذكاء الاصطناعي، تواجه روسيا عراقيل بنيوية متشابكة، من نقص الشرائح وانقطاع سلاسل الإمداد إلى هجرة الكفاءات، تجعل اللحاق بالمنافسين مهمة تزداد صعوبة مع مرور الوقت، وتضع موسكو أمام تحديات استراتيجية عميقة في واحدة من أكثر التقنيات تأثيراً في الاقتصاد العالمي.


هذا المحتوى مقدم من إرم بزنس

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من إرم بزنس

منذ 36 دقيقة
منذ 3 ساعات
منذ ساعتين
منذ 6 ساعات
منذ ساعة
منذ ساعة
قناة CNBC عربية منذ 7 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 3 ساعات
قناة CNBC عربية منذ ساعة
قناة CNBC عربية منذ ساعة
منصة CNN الاقتصادية منذ ساعة
قناة العربية - الأسواق منذ 20 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 3 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 18 ساعة