الرابحون والخاسرون في العالم من السياسة الخارجية لترامب

عند وصف أسلوب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الحكم، وخصوصا في علاقاته مع الدول الأخرى، تتكرر كلمتان بشكل لافت حسب تقرير لمجلة فورين بوليسي وهما "المتقلب" و"البراغماتي القائم على الصفقات".

الوصف الثاني يناسب عددا من حلفاء واشنطن وشركائها وحتى خصومها، في حين أن الوصف الأول هزّ، خلال العام الماضي، حسب التقرير بعضا من أقدم وأقوى شراكات الولايات المتحدة.

وفي تقييم الدول التي ربحت أو خسرت أكثر من الإدارة الثانية لترامب، جرى استبعاد طرفي النزاعين الأكبرين اللذين تحاول واشنطن التوسط فيهما: الصراع بين إسرائيل و"حماس"، والحرب بين روسيا وأوكرانيا.

فكلا النزاعين لا يزالان إلى حد بعيد دون حل (رغم التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل و"حماس" في أكتوبر)، كما أن تقلب مواقف ترامب جعل سياساته تجاههما متغيرة خلال العام.

وفي ما يلي 5 دول نجحت في لعب "لعبة ترامب" بذكاء، و5 دول أخرى وجدت نفسها في موقع الخاسر.الرابحون

الصين

قد يبدو إدراج الخصم الأكبر للولايات المتحدة والمنافس الندّي لها ضمن خانة الرابحين أمرًا غريبًا، لكن من الصعب القول إن الصين تكبدت خسائر كبيرة خلال الولاية الثانية لترامب، خصوصًا مقارنة بالحرب التجارية القاسية والقيود التكنولوجية التي شهدتها ولايته الأولى، والتي واصلت إدارة بايدن تطبيقها بل وتوسيعها.

بعض هذه القيود، بما فيها بيع الرقائق الإلكترونية المتقدمة للصين، وكذلك المقترح الأميركي بحظر منصة تيك توك المملوكة لشركة صينية، باتت اليوم محل نقاش وربما تخفيف.

صحيح أن ترامب صعّد الرسوم الجمركية على الصادرات الصينية في بداية ولايته، لكنه تراجع عنها بالسرعة نفسها عقب لقائه بالرئيس الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية في أكتوبر.

وأسفر اللقاء عن هدنة تجارية اعتُبرت في مجملها أكثر فائدة لبكين، التي استخدمت نفوذها الكبير في مجال المعادن الحيوية والعناصر الأرضية النادرة لدفع ترامب إلى التراجع.

ورغم أن إستراتيجية الأمن القومي الجديدة لم تقدم التنازلات التي كانت الصين تأملها بشأن تايوان، فإن تركيزها على "سيادة الدول" والاعتراف بـ"اختلاف أنظمة الحكم والمجتمعات" يوحي بنزعة واقعية يُرجّح أن تلقى ترحيبا في بكين.

السعودية

لطالما أظهر ترامب تقاربه مع السعودية، وكان أبرز دليل على ذلك اختياره الرياض وجهة لأول زيارة خارجية له خلال ولايتيه الأولى والثانية.

اليوم، تبدو العلاقات بين واشنطن والرياض في أفضل حالاتها. ففي نوفمبر، استقبل ترامب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بحفاوة كبيرة خلال زيارة رسمية أسفرت عن حزمة واسعة من الاتفاقات الاقتصادية.

وصنّف البيت الأبيض السعودية "حليفًا رئيسيًا من خارج حلف الناتو"، ما يعزز التعاون الدفاعي بين البلدين، مع المضي قدمًا في خطط بيع مقاتلات "إف-35".

كما تشمل الشراكة مجالات أخرى مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة النووية والمعادن الحيوية.وقال ترامب: "حالف أقوى وأكثر قدرة سيخدم مصالح البلدين، وسيخدم أعلى مصلحة للسلام".سوريا

أصبح الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع أول رئيس سوري يزور البيت الأبيض منذ نحو 8 عقود، حين استقبله ترامب في نوفمبر، في تحول لافت لمسار رجل كان حتى أواخر 2024 مصنفًا "إرهابيًا" ومطلوبًا بمكافأة أميركية قدرها 10 ملايين دولار.

لكن مكاسب الشرع لم تكن رمزية فقط؛ إذ نجح خلال الزيارة في إقناع ترامب برفع معظم العقوبات الأميركية عن سوريا، قبل أن يصوّت الكونغرس في ديسمبر على إلغاء تشريعات كانت تبقي بعض العقوبات سارية.

ورغم استمرار التوتر مع إسرائيل، تشير المعطيات إلى احتفاظ الحكومة السورية بدعم ترامب.

فقد كتب الرئيس الأميركي في ديسمبر أن "من المهم جدًا أن تحافظ إسرائيل على حوار قوي وصادق مع سوريا"، مشيدًا بجهود الشرع لإعادة بناء بلاده.

وحتى بعد تنفيذ الجيش الأميركي ضربات ضد تنظيم "داعش" في سوريا، واصل ترامب الإشادة بالرئيس السوري، مؤكدًا دعمه لتلك العمليات.

الأرجنتين

لم يُخفِ ترامب إعجابه بالرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، الذي وصفه بـ"الرئيس المفضل".

وعندما جرت الانتخابات النصفية في الأرجنتين في أكتوبر، دعم ترامب ميلي علنًا، وربط حزمة إنقاذ مالي ضخمة بقيمة 20 مليار دولار بفوزه، وقال صراحة: "إذا لم يفز، سننسحب".

فاز ميلي، لكن خطة الإنقاذ واجهت معارضة قوية داخل واشنطن، ما دفع المصارف الأميركية إلى التراجع عن الصفقة الضخمة، والتفكير بدلًا من ذلك في دعم أصغر وأقصر أمدًا، وفق ما أفادت به صحيفة وول ستريت جورنال.

باكستان

في ولايته الأولى، كان ترامب من أشد منتقدي باكستان، متهمًا إياها بالخداع وإيواء جماعات متطرفة، وعلّق معظم المساعدات العسكرية لها.

لكن في بداية ولايته الثانية، استفاد من دور باكستان في اعتقال العقل المدبر لهجوم "إرهابي" في أفغانستان، ما فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين.

وساعدت لغة المجاملات والصفقات – من العملات الرقمية إلى المعادن الحيوية – إضافة إلى العلاقة الشخصية بين ترامب وقائد الجيش الباكستاني عاصم منير، على تحسين العلاقات.

وقال السفير الباكستاني في واشنطن: "علاقتنا اليوم في أفضل حالاتها على الإطلاق".

الخاسرون

فنزويلا

تدهورت العلاقات بين واشنطن وكراكاس إلى مستوى غير مسبوق، مع تنفيذ ضربات أميركية قرب السواحل الفنزويلية، والحديث عن احتمال تدخل بري وتغيير النظام.

واستهدفت إدارة ترامب فنزويلا باعتبارها "ولة نركو-إرهابية"، متهمة الرئيس نيكولاس مادورو بالتواطؤ مع كارتلات المخدرات.

إيران

تلقت إستراتيجية الردع الإيرانية ضربة قاسية هذا الصيف، عقب حملة عسكرية إسرائيلية أعقبتها ضربات أميركية استهدفت منشآت نووية إيرانية باستخدام قاذفات "بي-2".

وإلى جانب ذلك، ساهمت سياسات ترامب الإقليمية، ورفع العقوبات عن سوريا، والضغط على "حزب الله"، وفرض عقوبات جديدة على قطاع النفط الإيراني، في إضعاف موقع طهران إقليميًا واقتصاديًا.

جنوب إفريقيا

واجهت بريتوريا عامًا صعبًا مع إدارة ترامب، التي خفّضت مئات ملايين الدولارات من المساعدات، وفرضت رسومًا جمركية بنسبة 30%، وانتقدت سياساتها الداخلية ومواقفها الخارجية، خصوصًا بشأن إسرائيل وروسيا.

كندا

شهدت العلاقات الأميركية الكندية توترًا غير مسبوق، بعد تهديدات ترامب المتكررة بضم كندا وفرض رسوم جمركية مرتفعة.

ولا تزال المفاوضات التجارية بين البلدين متعثرة، وسط تصعيد في الخطاب السياسي.

الهند

تراجعت العلاقات الأميركية الهندية إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من عقدين، على خلفية خلافات تجارية وملفات جيوسياسية، رغم استمرار التعاون العسكري بين البلدين.

ومع بقاء رسوم جمركية مرتفعة وغياب اتفاق تجاري، تبدو صورة الشراكة الاستراتيجية أقل إشراقا مما كانت عليه.(ترجمات)۔


هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من قناة المشهد

منذ 4 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ ساعتين
منذ 3 ساعات
منذ ساعتين
منذ ساعتين
بي بي سي عربي منذ 20 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 17 ساعة
قناة العربية منذ 16 ساعة
سكاي نيوز عربية منذ 8 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 8 ساعات
صحيفة الشرق الأوسط منذ 8 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 10 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 8 ساعات