الجزائر تبدأ بقوة وتدخل خانة المرشحين، العنوان الذي حملته ردود الصحافة الإفريقية في المركز الإعلامي الخاص بكأس أمم إفريقيا في الرباط، في حوار لمنصة "المشهد" مع مجموعة من الصحفيين، ركز الجميع على الجزائر، عند الحديث عن المرشحين للفوز باللقب، في أعقاب مباراة السودان الأولى لحساب المجموعة الـ5. قدم المنتخب الجزائري عرضا كرويا متكاملا، أبرز الرغبة الكبيرة التي تحذو المدرب فلاديمير بيتكوفيتش والنجم رياض محرز الذي وقع ثنائية رائعة، في تقديم بطولة جيدة، تمحو الصورة الهزيلة التي رافقت آخر مشاركتين في الكاميرون وكوت ديفوار تحت قيادة المدرب جمال بلماضي، الجمهور الجزائري، يعرف أنّ كان المغرب 2025 قد تكون الأخيرة لرياض محرز، وهو ما جعل خروجه من مباراة السودان في الدقيقة 78 تاركا مكانه لحاج موسى، لحظة لتحيته ومنحه الحب والود الذي يحتاجه من أجل الإحساس بالدعم اللازم لتقديم أفضل نسخة منه.الجمهور الجزائري صنع الحدث في الرباط
منذ الساعات الأولى ليوم المباراة، راقبت "المشهد" تنقل الجمهور الجزائري من وسط المدينة - باب الأحد- على شكل مجموعات وأفراد، تغني الأهازيج المرتبطة بالمنتخب الجزائري، وصولا إلى ملعب المباراة "مولاي الحسن" في حي النهضة، الأعلام الجزائرية رفرفت في العاصمة وسط ترحيب من الجماهير المغربية التي رافقت هذه الأهازيج. كما أثارت عبارات "خاوة خاوة" الانتباه خلال كل تنقلات الجماهير الجزائرية في الرباط، في إشارة إلى العلاقات الودية بين الشعبين والترحاب الكبير الذي حظيت به البعثة الجزائرية في العاصمة المغربية، وخلال مواجهة السودان، بلغ عدد الجماهير في الملعب تقريبا 16 آلاف مشجع، من بينهم أكثر من 5 آلاف جزائري، جاءوا من الجزائر عبر تونس ومن فرنسا لتشجيع "الخضر".
رياض محرز القائد الملهم
خلال مباراة السودان، احتاج رياض محرز بطل "حطها في الغول يا رياض" العبارة الشهيرة للمعلق حفيظ دراجي التي ارتبطت بهدفه التاريخي في نصف نهائي كأس إفريقيا 2019 أمام نيجيريا في البطولة التي كسبتها الجزائر في مصر، الدقيقتين فقط، كي يتلاعب بمدافعي السودان ويسجل الهدف الأول في المباراة، ثم عاد في بداية الشوط الثاني، ليضيف الهدف الثاني، اللاعب الذي فاز بكل شيء في مساره رفقة مانشستر سيتي، يريد ترك بصمة في كأس إفريقيا 2025، التي قد تكون الأخيرة له بقميص الخضر، في ظل تقدمه في السن 34 سنة.
الأداء الذي أبرزه محرز على أرضية الملعب سرق الانتباه من الجميع، وأكد أنّ اللاعب يصل في أفضل جاهزية ممكنة، يلعب دورا أساسيا في طريقة لعب الخضر كجناح هجومي على الجانب الأيسر، كما أنه القائد المحفز الذي يساعد الأسماء الشابة على غرار محمد أمين عمورة، وفراس شايبي وأخرين.
بيتكوفيتش كسب رهان الظهور الأول
نجح المدرب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش في صناعة جو إيجابي في محيط المنتخب الجزائري، عندما سألت "المشهد" أحد الصحفيين الجزائريين عن ملاحظاته بخصوص المدرب الصربي، جاءت الإجابة واضحة، لقد فهم عقلية اللاعب الجزائري والجماهير بطريقة سريعة، الملاحظة الوحيدة، لماذا يوجه الدعوة دائما لزروقي؟ يقولها بطريقة ساخرة.
وإن كانت هذه الملاحظة، لا تحمل أهمية كبيرة مع إيجابياته الكثيرة، فهو الرجل الذي أعاد التوازن للخضر بعد سنوات عجاف مع جمال بلماضي، تأهل إلى كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وكسر عقدة 6 مباريات دون فوز في المسابقة، هذا يعني الكثير، حتى وإن كان لا يتحرك كثيرا على حافة الميدان، لم يبدي أي ردود فعل غاضبة أو متشنجة باستثناء لحظة الدخول القوي من أحد مدافعي المنتخب السوداني على محمد أمين عمورة في نهاية الشوط الثاني.زيدان ضيف خاصوالتقطت عدسات الكاميرات بلهفة صورة الأسطورة الفرنسية زين الدين زيدان وهو يقف في المنصة الرسمية مساندا لابنه لوكا الذي لعب أساسيا في حراسة مرمى الخضر، زيدان شغل الجماهير الجزائرية ووسائل الإعلام الباحثة عن لقطة أو صورة أو تحية من نجم الكرة الفرنسية السابق الذي يقطن في نفس الفندق الذي يقيم به المنتخب التونسي في قلب العاصمة المغربية.
محرز أفضل لاعب في مباراة السودان
وبعد الصافرة النهائية للحكم الغابوني أتشو، احتفلت الجماهير الجزائرية بنتيجة الفوز، وسط أمطار الرباط الغزيرة التي تميز هذه النسخة من كأس إفريقيا، فاز رياض محرز بلقب أفضل لاعب في المباراة، وخرجت الجماهير سعيدة لتواصل احتفالاتها خارج أسوار الملعب في يوم جزائري، مزج بين الشغف الجماهيري وبين التميز الكروي، ولخصه محرز بقوله: "إنها البداية التي كنا نبحث عنها".(المشهد)۔۔
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد
