يُعد قطاع البتروكيماويات الامتداد الحيوي لصناعة النفط والغاز نحو القيمة المضافة، وأحد أهم محركات الاقتصاد العالمي، فمشتقاته تستخدم في كل شيء تقريباً؛ من البنية التحتية إلى السيارات والطب والتغليف وحتى الطاقة المتجددة. لهذا يواصل القطاع تسجيل النمو مدفوعاً بارتفاع الطلب في آسيا وتوسع الصناعات التحويلية في الشرق الأوسط، حيث أصبحت دول الخليج بقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة جهة فاعلة في سلاسل التوريد العالمية.
شراكة استراتيجية بين "أدنوك" و"بورياليس" النمساوية ومن بين أبرز الشركات التي تقود هذا التحول شركة «
بروج » الإماراتية، وهي ثمرة شراكة استراتيجية بين شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» وشركة «بورياليس» النمساوية.
أحد أكبر مرافق إنتاج البولي أوليفينات في العالم من مجمعها الصناعي في مدينة الرويس، تُشغل بروج واحداً من أكبر مرافق إنتاج البولي أوليفينات في العالم، بطاقة سنوية تتجاوز 5 ملايين طن من البولي إيثيلين والبولي بروبلين، وتصدر منتجاتها إلى أكثر من 90 دولة حول العالم.
بولي أوليفينات متطورة لسيارات «روكس موتورز» الرياضية متعددة الاستخدامات الرائدة عالمياً، وأطلقت مؤخراً أول محلول بولي إيثيلين منخفض الكثافة للرعاية الصحية.
وعلى صعيد الأسواق المالية، فقد أدرجت بروج أسهمها في سوق أبوظبي للأوراق المالية (ADX) في يونيو 2022، ضمن واحدة من أكبر عمليات الطرح العام في تاريخ دولة الإمارات، حيث جمعت الشركة نحو 7 مليارات و400 مليون درهم إماراتي.
أداء مستقر للأسهم ومنذ إدراجها، حافظت أسهم الشركة على أداء مستقر نسبياً مع عائد توزيعات نقدية مرتفع يتجاوز 6% سنوياً، وهو ما يجعلها من أبرز الأسهم الجاذبة للمستثمرين الباحثين عن دخل ثابت في سوق الإمارات، خاصة أنها أعلنت خطة لتوزيعات الأرباح تستمر حتى عام 2030.
يقول رائد خضر، وهو مدير تطوير أعمال في مجموعة إكويتي: «سهم بروج حقيقة لا يمكن قراءته بمنطق الأسهم التقليدية، حقيقة هو يجمع بين قوة التشغيل وجاذبية التوزيعات والتحول الاستراتيجي العميق مع (أدنوك)».
واحدة من أكثر شركات البتروكيماويات مرونة ويضيف رائد خضر: «في 2025 أثبتت بروج أنها واحدة من أكثر شركات البتروكيماويات مرونة عالمياً، ورغم ضغوط الأسواق وهبوط الأسعار بشكل خاص، نجحت الشركة في تعويض تراجع الأسعار عن طريق رفع الإنتاج إلى مستويات قياسية لتصل مبيعاتها إلى 3.8 مليون طن خلال الأشهر التسعة الأولى من السنة الجارية 2025، كذلك بروج ما زالت تحافظ على هوامش أرباح (بعد إطفاء ديون) تقارب الـ39%، وذلك يعتبر من بين الأعلى في قطاع البولي أوليفينات عالمياً».
كما قال رائد خضر: «بالنسبة لسهم بروج، يُنظر إليه اليوم كأحد أسهم الدخل في المنطقة مع عائد توزيعات تجاوز 6%، ويستقطب المستثمرين الباحثين عن استقرار نقدي».
على المدى المتوسط، تتجه أنظار المستثمرين إلى التطورات المحتملة في خطة دمج بروج مع شركة «نوفا للكيماويات» الكندية بعد الحصول على الموافقات اللازمة، والاستحواذ على شركة نوفا لتشكيل «مجموعة بروج الدولية، ضمن تحالف مشترك بين (أدنوك) و(OMV) النمساوية، في خطوة من شأنها أن تخلق كياناً كيميائياً عملاقاً سيكون رابع أكبر شركة للبولي أوليفينات في العالم بقيمة تتجاوز 60 مليار دولار.
ويعد سهم بروج اليوم بمثابة فرصة استثمارية في قطاع البتروكيماويات العالمي، فبعد خطة الاندماج بين بروج ونوفا، يتوقع المحللون تضاعف التقييمات والعوائد، وستزداد حصة بروج في الأسواق العالمية لتنافس بقوة في أحد أكثر الأسواق ديناميكية.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية
