كتب محمد البغلي مقالة لافتة بعنوان "اسكت يا إخوانجي" في جريدة "الجريدة" تناول فيها ظاهرة اختزال أي رأي نقدي، أو تساؤل مشروع في تهمة جاهزة، مفادها أن صاحب هذا الرأي "إخوانجي"، بغض النظر عن مضمون ما يطرحه، أو خلفيته الفكرية أو السياسية.
هذا الطرح تحديداً هو ما دفعني إلى الكتابة تأييداً لمضمون المقالة، ومن باب الدفاع عن حق السؤال ذاته، والتنبيه إلى خطورة تحويل الاتهام إلى بديل عن الحوار.
نمط اختزال النقد في جملة واحدة ليس جديداً، وهو معروف في علم السياسة حين لا تُناقَش الفكرة بذاتها، بل يُجرَّم صاحبها، ويُشكك في نواياه. وقد تفنن مناصرو إسرائيل على مدار سنوات في هذا المجال، إذ لا يُجاب السائل عن سؤاله، بل تُدان نيته، ويُحوَّل أي نقد، أو مساءلة إلى تهمة معاداة السامية، بما يُغلق باب النقاش قبل أن يُفتح.
والغرب نفسه ليس بمنأى عن هذه الظاهرة المَرَضية.
ففي الولايات المتحدة شهدت خمسينيات القرن الماضي حقبة عُرفت بـ"المكارثية"، حيث جرى تخوين المثقفين والفنانين، والسياسيين لمجرد طرح أسئلة، أو آراء مختلفة، واتُّهم كثيرون بالانتماء إلى الشيوعية دون أدلة، فقط لأنهم خالفوا المزاج السائد.
وقد اعترف الغرب لاحقاً أن تلك المرحلة كانت خطأً أخلاقياً وسياسياً، لأنها قوّضت حرية التعبير، وأضعفت الثقة بالمؤسسات، ولم تحمِ الدولة كما كان يُروَّج.
والأمر لا يقتصر على السياسة الدولية. اجتماعياً نمارسه نحن أيضاً أحياناً بسذاجة. قد يُطرح سؤال مباشر على وزير، أو مسؤول في ديوانية، فيأتي الاعتراض لا على مضمون السؤال، بل على جرأة طرحه. ويُقال لماذا تسيء للشيخ، مع أن ما قيل لم يكن إساءة، بل سؤال واضح لا أكثر.
بالعودة إلى ما كتبه محمد البغلي، فإن.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة السياسة
