من 9 محافظات إلى جيوب معزولة.. الأكحلي يفضح السقوط المدوي للإخوان وفسادهم داخل الشرعية

كشف الناشط عصام الأكحلي، في قراءة مطوّلة لمسار فرع تنظيم الإخوان باليمن، خلال سنوات الحرب، عن تراجع غير مسبوق في مساحة نفوذه وسيطرته الجغرافية، مقابل تصاعد الفشل والفساد داخل مؤسسات ما يُعرف بالشرعية.

وأوضح الأكحلي أنه في مطلع العام 2020 كان التنظيم يتواجد في 9 محافظات هي: صنعاء، الجوف، مأرب، البيضاء، شبوة، أبين، حضرموت الوادي والصحراء، المهرة، وتعز، وبمساحة تُقدّر بنحو 253 ألف كيلومتر مربع تقريبًا.

وأشار إلى أن أواخر يناير 2020 مثّلت بداية ما وصفه بمسلسل السقوط، والذي انطلق من جبهة نهم بمحافظة صنعاء، واستمر خلال الأشهر اللاحقة، حيث خسر التنظيم خلال أقل من عامين مساحات شاسعة في محافظة الجوف، وفي مقدمتها مدينة الحزم ومديرية خب والشعف، إضافة إلى جميع مديريات مأرب الغربية والجنوبية، ومنها الجوبة والعبدية وحريب وماهلية، إلى جانب أربع مديريات في البيضاء هي: نعمان وناطع والصومعة والزاهر، وثلاث مديريات في شبوة أبرزها بيحان.

وبيّن الأكحلي أنه في أغسطس 2019 كان تنظيم الإخوان يطرق أبواب عدن قبل أن يُجبر على التراجع، وفي مرحلة لاحقة فقد وجوده في الأجزاء الشرقية والشمالية من محافظة أبين، فيما جاءت معركة شبوة في أغسطس 2022 لتُنهي وجوده في المحافظة التي وصفها بأنها كانت تمثل أهمية كبرى للتنظيم، لارتباطها بالنفط، إلى جانب وادي حضرموت ومأرب.

وأكد الأكحلي أنه في ديسمبر 2025 استمر مسلسل السقوط، مع مغادرة التنظيم آخر مواقعه في المحافظات الجنوبية والشرقية، وتحديدًا حضرموت الوادي والصحراء والمهرة، ليتقلص وجوده الحالي بحسب وصفه إلى أجزاء من محافظتي مأرب وتعز، وبمساحة لا تتجاوز 10 آلاف كيلومتر مربع تقريبًا، داعيًا إلى مقارنة المساحة قبل وبعد لمعرفة حجم الخسارة.

وتساءل الأكحلي عن أسباب إدارة التنظيم لمعركته من خارج البلاد، وتحديدًا من إسطنبول، وعدم تواجد قياداته ونخبه في الداخل، خصوصًا في مأرب، طوال الفترة الماضية، مرجّحًا أن يكون ذلك نتيجة سوء تقدير أو لا مبالاة أو انغماس في الفساد والترف والهروب من جحيم الوطن.

واعتبر أن ما جرى يمثل فشلًا ذريعًا لا يحتاج إلى شرح، مشيرًا إلى أن الفساد غير المسبوق، خصوصًا في ملفات مبيعات النفط والغاز بحسب تقارير حكومية، يُعد صفحة عار سوداء في زمن الحرب يتحمل تنظيم الإخوان مسؤوليتها.

وأشار إلى أن التنظيم نجح، عبر شخصيات من بينها عبدالله العليمي، في توزيع عناصره على مفاصل الشرعية وكشوفات الإعاشة، كوكلاء ومستشارين ومدراء عموم ووكلاء محافظات وموظفين في الوزارات والمؤسسات والسفارات والملحقيات والإعلام، إضافة إلى آلاف آخرين دون مسميات وظيفية، وتقاسمهم مقدرات وثروة البلاد لأكثر من عقد من الزمن، معتبرًا أن هذا هو النجاح الوحيد للتنظيم إن جاز تسميته نجاحًا.

وأضاف أن التنظيم اهتم بحكومة المنفى وسلطة الفنادق، وأهمل الوطن والشعب، وركّز على رواتب ورفاهية النخبة بالعملة الصعبة، ما أدى بحسب قوله إلى تدمير الاقتصاد ومعيشة المواطنين، كما ركّز على المناصب الخارجية وتجاهل فقدان الأرض والنفوذ داخل الوطن.

واتهم الأكحلي التنظيم بقيادة مسيرة الفساد والفشل، واختيار أسوأ الكوادر لمفاصل الشرعية، ووضع الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب، ونهب مستحقات الجنود، وإهمال ملف الجرحى، مقابل الانشغال بالفساد العابر للقارات والاستثمارات الخارجية.

كما أشار إلى انتشار ما وصفه بالجيش الوهمي في كشوفات الدعم المالي ومكرمة الملك، مقابل الغياب عن ميادين المعركة ومسار استعادة الدولة، مؤكدًا أن التنظيم احتكر مفاصل الشرعية، وأقصى الآخرين، وعرقل توحيد الصف الوطني، بينما أنكر في الوقت ذاته سيطرته وادعى تمثيل نسبة ضئيلة، محمّلًا فشله للرئيس السابق عبدربه منصور هادي ثم لرشاد العليمي.

واختتم الأكحلي حديثه بالتأكيد على أن التنظيم لم يعترف حتى اللحظة بالفشل والفساد ومسار النهب والفوضى، ولا يزال يرفض الانسحاب من صدارة المشهد والتنازل لمصلحة البلاد، رغم استمرار المأساة وبقاء صنعاء رهينة الخوف والكهنوت والاحتلال الفارسي .


هذا المحتوى مقدم من نافذة اليمن

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من نافذة اليمن

منذ ساعتين
منذ 6 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ ساعة
منذ ساعتين
منذ 5 ساعات
عدن تايم منذ 4 ساعات
صحيفة عدن الغد منذ 7 ساعات
صحيفة عدن الغد منذ 3 ساعات
صحيفة عدن الغد منذ 6 ساعات
صحيفة عدن الغد منذ 11 ساعة
عدن تايم منذ ساعة
صحيفة عدن الغد منذ 7 ساعات
صحيفة عدن الغد منذ 4 ساعات