عاجل.. خارج دائرة «العوز».. الدستور توثق شهادات ناجيات من الفقر بفضل «تكافل وكرامة»

لم يعد برنامج «تكافل وكرامة» مجرد دعم نقدى للأسر الأولى بالرعاية، بل أصبح مسارًا حقيقيًا للتمكين الاقتصادى، وربط الحماية الاجتماعية بفرص العمل.

ويتضمن هذا المسار الانتقال بالأسر المستفيدة من الاعتماد على المساعدات النقدية إلى الاندماج فى سوق العمل، والمشاركة فى العملية الإنتاجية، بما يعزز اعتمادها على الذات، وتحقيق الاستقرار الاقتصادى.

فى هذا الإطار، التقت «الدستور» عددًا من السيدات المستفيدات من «تكافل وكرامة» لرصد التحول الذى طرأ على حياتهن بفضل البرنامج، من الاعتماد على الدعم إلى العمل والإنتاج، بما يعكس رؤية جديدة لمواجهة الفقر، تستند إلى الكرامة والاعتماد على النفس.

تحسن أوضاع 3.36 مليون أسرة.. وميزانية البرنامج تسجل ٥٤ مليار جنيه

قالت الدكتورة مايا مرسى، وزيرة التضامن الاجتماعى، إن برنامج الدعم النقدى «تكافل وكرامة»، فى مرحلته الحالية، يشهد تطورًا نوعيًا، يستهدف الانتقال بالأسر المستفيدة من الاعتماد على المساعدات النقدية إلى الاندماج فى سوق العمل، والمشاركة فى العملية الإنتاجية، بما يعزز الاعتماد على الذات، وتحقيق الاستقرار الاقتصادى، مشيرة إلى أن الوزارة تولى اهتمامًا خاصًا بتطوير خدمات رعاية الطفولة المبكرة، باعتبارها أحد المحاور الأساسية الداعمة لتمكين المرأة، وإتاحة الفرصة أمامها للعمل والإنتاج.

وأوضحت أن البرنامج شهد انضمام نحو مليون مستفيد جديد خلال الفترة الأخيرة، ليرتفع عدد الأسر المستفيدة من الدعم النقدى تدريجيًا من ١.٧ مليون أسرة عند إطلاق البرنامج فى ٢٠١٥ إلى نحو ٤.٧ مليون أسرة فى ٢٠٢٥، تمثل النساء قرابة ٧٥٪ منهم، مقابل ٢٥٪ للرجال.

فى المقابل، تخارج من البرنامج نحو ٣.٣٦ مليون أسرة، لتحسن وضعها الاقتصادى، وخروجها من دائرة العوز، بعد تمكينها اقتصاديًا. علمًا بأن إجمالى عدد الأسر التى استفادت من الدعم النقدى، منذ بدء البرنامج حتى اليوم، وصل إلى نحو ٨.١ مليون أسرة. بينما بلغت موازنة برنامج «تكافل وكرامة»، خلال العام المالى الحالى، نحو ٥٤ مليار جنيه.

وأضافت الوزيرة: «التمكين الاقتصادى يمثل إحدى الركائز الاستراتيجية الرئيسية لعمل وزارة التضامن الاجتماعى، فى إطار رؤيتها للتحول من مفهوم الرعاية الاجتماعية إلى التنمية المستدامة، انطلاقًا من إيمانها بأن مكافحة الفقر لا يمكن أن تتحقق من خلال الدعم النقدى فقط، وإنما عبر توفير فرص العمل، وتنمية المهارات، وخلق مصادر دخل مستقرة تضمن للأسر الاستقلال المالى، والمشاركة الفعالة فى الاقتصاد الوطنى».

فى هذا السياق، والحديث لا يزال للدكتورة مايا مرسى، تركز الوزارة على بناء منظومة متكاملة للتمكين الاقتصادى تستهدف الفئات الأولى بالرعاية، خاصة النساء والشباب والأشخاص ذوى الإعاقة، من خلال برامج تدريبية وتمويلية مرنة، وتعزيز الشمول المالى، وربط برامج الحماية الاجتماعية بفرص التمكين الاقتصادى، إلى جانب دعم مشاركة النساء فى الأنشطة الإنتاجية وريادة الأعمال، وتوسيع نطاق الاقتصاد الرعائى، بما يسهم فى تحسين جودة الحياة داخل المجتمعات المحلية.

أما إنجى اليمانى، المدير التنفيذى لـ«صندوق دعم الصناعات الريفية والبيئية»، فقالت إن الصندوق بات يمثل أداة استراتيجية فاعلة فى مساعدة مستفيدى برنامج «تكافل وكرامة» على الانتقال من مرحلة الاعتماد على الدعم والمساعدات إلى مرحلة التمكين الاقتصادى والإنتاج، بما يعزز قدرتهم على المنافسة، ويجعلهم شركاء حقيقيين فى مسيرة التنمية. وأوضحت أن الصندوق يعمل على تحويل القرى والمجتمعات الريفية إلى بؤر نشطة للتنمية المستدامة، من خلال دعم توطين الصناعات المحلية، والتوسع فى استخدام التكنولوجيا الخضراء، وتشجيع الابتكار، وبناء القدرات البشرية، مع الالتزام بتطبيق أعلى معايير الحوكمة والشفافية فى تنفيذ برامجه المختلفة.

«منى»: توظيفى فى مصنع خلصنى من الاحتياج

منى رمضان على، سيدة من محافظة الفيوم، تبلغ من العمر ٣٨ عامًا، تبرز كنموذج واضح لدور برامج الحماية الاجتماعية فى تغيير حياة الأسر البسيطة، وعلى رأسها برنامج «تكافل وكرامة» التابع لوزارة التضامن الاجتماعى.

«منى» كانت واحدة من الحالات المستفيدة من برنامج «تكافل وكرامة»، الذى وفر لها دخلًا شهريًا ثابتًا ساعدها على مواجهة أعباء الحياة، خاصة مع كونها أمًا لطفلين فى مراحل التعليم.

ورغم بساطته، كان دعم «تكافل وكرامة» بمثابة طوق نجاة، وفر حدًا أدنى من الأمان للأسرة، وساعدها على تلبية الاحتياجات الأساسية لأبنائها من أكل وشرب وتعليم. لكن الدعم لم يتوقف عند حدود المساعدة النقدية فقط، بل امتد ليشمل التمكين الاقتصادى الحقيقى. فمن خلال جهود وزارة التضامن الاجتماعى، تمت إتاحة فرصة عمل لـ«منى» داخل أحد مصانع الفيوم، فى إطار سياسة تستهدف تحويل المستفيدين من الدعم إلى عناصر منتجة وقادرة على الاعتماد على النفس. وتؤكد «منى»، أن هذه الفرصة كانت نقطة تحول حقيقية فى حياتها، مشيرة إلى أن التحاقها بالعمل جاء بعد فترة تدريب منظمة، خضعت خلالها لتأهيل عملى خارج المصنع، تعلمت فيه أساسيات العمل خطوة بخطوة، حيث لم يكن التدريب شكليًا، بل حقيقيًا ومفيدًا، وساعدها على اكتساب مهارة جديدة لم تكن تمتلكها من قبل، مشيرة إلى أن المشرفات لعبن دورًا مهمًا فى تعليم العاملات، ومساعدتهن على اجتياز مراحل التدريب بنجاح.

فى البداية، كان الدخل محدودًا، والأجر اليومى بسيطًا. لكن «منى» كانت ترى فى العمل أملًا أكبر من مجرد مبلغ مالى. ومع الوقت واكتساب الخبرة، تحسن الدخل تدريجيًا، وأصبح العمل مصدر رزق أساسى للأسرة، إلى جانب «تكافل وكرامة».

واختتمت بقولها: «الأهم من الجانب المادى هو الإحساس بالقيمة، فقد علمنى العمل الاعتماد على النفس، ومنحنى ثقة كبيرة، وجعلنى أشعر بأننى قادرة على تربية أبنائى بكرامة، والمشاركة فى بناء مستقبلهم، من خلال تعليمهم، وتلبية احتياجاتهم، وعدم الشعور بالعجز أو الاحتياج الدائم».

شيماء جمعة: أصبحت قادرة على تلبية احتياجات أولادى

قالت شيماء جمعة، ٣٣ عامًا، إن الدعم النقدى الذى يقدمه برنامج «تكافل وكرامة» كان طوق نجاة حقيقيًا لها ولأسرتها، وبداية لطريق الاستقرار والاعتماد على النفس.

وأوضحت «شيماء»: «أنا متزوجة، وأم لأربعة أطفال فى مراحل تعليمية مختلفة، ابتدائى وإعدادى، وكلهم يحتاجون لمصاريف دراسة وملابس وأكل وعلاج، وظروف الحياة لم تكن سهلة أبدًا؛ فالأعباء زادت والأسعار ارتفعت ولم يعد الجلوس فى البيت خيارًا ممكنًا، خاصة مع احتياجات الأطفال اليومية».

وأضافت: «التحقت ببرنامج تكافل وكرامة بعد رحلة طويلة من المحاولات، فقد انتظرت قرابة عام كامل قبل أن يجرى إدراج اسمى ضمن المستفيدين»، مشيرة إلى أنه.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الدستور المصرية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الدستور المصرية

منذ 11 ساعة
منذ ساعة
منذ 8 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 12 ساعة
منذ 7 ساعات
صحيفة المصري اليوم منذ 6 ساعات
صحيفة المصري اليوم منذ 11 ساعة
صحيفة المصري اليوم منذ 7 ساعات
صحيفة الوطن المصرية منذ 16 ساعة
صحيفة المصري اليوم منذ 23 ساعة
صحيفة الوطن المصرية منذ 3 ساعات
صحيفة الوطن المصرية منذ 12 ساعة
صحيفة الوطن المصرية منذ 5 ساعات