إيران وحصاد العام: انحسار للنفوذ وانقسام داخلي

ملخص كان لحرب الـ 12 يوماً تأثيرها الداخلي في إيران فقد أدت إلى ظهور انقسامات ما بين النخبة السياسية البارزة التي تنتمي لكل من الإصلاحيين والمتشددين، وظهرت مطالب داخلية بضرورة المراجعة الذاتية للسياسة الإيرانية داخلياً وخارجياً.

دائماً ما يحمل ديسمبر (كانون الأول) شعوراً بأن النهايات تقترب تمهيداً لأمل ببدايات جديدة لعام يأتي بالأفضل، فهل يمكن أن يكون انتهاء 2025 المليء بالانكسارات والانهزامات مبشّراً بأمل لإيران في حدوث انفراجات؟ أم سيكون امتداداً لأزماتها؟

LIVE An error occurred. Please try again later

Tap to unmute Learn more لقد كان 2025 عام تكريس الأزمات التي تواجهها إيران خارجياً وإقليمياً، إضافة إلى تكريس الانقسام الداخلي في شأن السياسات الداخلية والخارجية لها، إذ تصاعدت الاتهامات المتبادلة بين المتشددين والحكومة الحالية والمنتمين للتيار الإصلاحي، فعلى رغم أن 2023 يعد عام بدء انحسار النفوذ الإقليمي الإيراني وصعود المشروع الإسرائيلي، لكن طهران التي عملت على تجنب الصراعات المشتعلة في المنطقة قدر الإمكان كانت الهدف الرئيس لتل أبيب.

منذ عام 2023 بدأت إسرائيل العمل على إضعاف القدرات العسكرية والتنظيمية لجميع الميليشيات الإقليمية التابعة لإيران مثل "حزب الله" و"أنصار الله" و"حماس" والفصائل العراقية، لكنها جعلت 2025 عام المواجهة العسكرية المباشرة مع إيران للمرة الأولى والتي استمرت 12 يوماً، أما ما سبق هذا العام من صراع بين إيران وإسرائيل فقد كان يتخذ شكل "حرب الظل" التي تراوحت ما بين حروب سيبرانية ومناوشات ضد السفن واستهداف إسرائيلي لأهداف إيرانية داخل لبنان وسوريا.

كان لحرب الـ 12 يوماً تأثيرها الداخلي في إيران حين أدت إلى ظهور انقسامات ما بين النخبة السياسية البارزة، والتي تنتمي لكل من الإصلاحيين والمتشددين، وظهرت مطالب داخلية بضرورة المراجعة الذاتية للسياسة الإيرانية داخلياً وخارجياً، وعلى رغم أن أهم إيجابيات الحرب كان التماسك والوحدة الداخلية التي عمل النظام الإيراني على الترويج لها كشعار قومي يجمع المواطنين في مواجهة الأفكار الأيديولوجية، لكن هذه التماسك الداخلي مهدد بتفاقم الأوضاع الاقتصادية التي انعكست في مظاهر عدة، ومنها انعدام الأمن الوظيفي ومشكلات السكن وانخفاض القدرة الشرائية وعدم المساواة في الحصول على الخدمات الصحية، وحتى سياسة البنوك في ما يخص قروض الزواج أخيراً، والتي لا تعتبر داخل إيران قضية اقتصادية فقط بل سياسة اجتماعية تهدف الحكومة من خلالها إلى تشجيع الشباب على الزواج من أجل الإنجاب، وذلك لأمرين، أولهما مواجهة أزمة كبر العمر والكهولة التي ترتفع في إيران لتجعلها أكثر دولة في المنطقة بها نسبة كبار السن، وثانيهما أن تيسير الزواج يمنح المجتمع شعوراً بالأمان والاستقرار، لكن ما حدث هو تزايد قوائم انتظار سداد قروض الزواج، فقد كشفت إحصاءات البنك المركزي للأشهر الثمانية الماضية حول قروض الزواج وتربية الأطفال أن عدد المنتظرين في هذه القوائم قد تجاوز المليون، وإذا كان توفير هذه التسهيلات يمنح الأفراد، ولو بصورة محدودة، شعوراً بالدعم والقدرة على التغلب على المشكلات، وفق تصور الحكومة، فهو ما لم يحدث.

من جهة أخرى تزايد الصراع بين المتشددين وحكومة الرئيس الإصلاحي مسعود بيزشكيان، فقد صدرت تصريحات رئيس مجلس الشورى باقر قاليباف حول ضرورة تعديل الحكومة والتحذير من العزل، على خلفية ما اعتبره فشلاً للسياسات الحكومية ستضطر البرلمان إلى استخدام أدواته الرقابية، مما جعل وسائل الإعلام المقربة من الحكومة تتهم قاليباف بالسعي إلى فرض نفوذه على الحكومة.

جدل داخلي حول سياسة إيران الخارجية وكان من تداعيات حرب الـ 12 يوماً ظهور الانقسامات بين المتشددين والإصلاحيين حول مسألة المفاوضات والخطوط الحمر لإيران، فقد اعتبر الإصلاحيون أن المفاوضات ضرورة للحفاظ على بقاء النظام، والتخلي عن الالتزامات الأيديولوجية كمحرك للسياسة الخارجية التي رتبت الصراعات بين إيران وواشنطن، فدعا الرئيس السابق حسن روحاني إلى ما يسمى بالتوازن الإيجابي، أي الحفاظ على علاقات إيجابية مع جميع دول المنطقة وخارجها، وكذلك نادى جواد ظريف بضرورة التخلي عن رفض إيران تمسكها بتطوير منظومة الصواريخ الباليستية، وقال إن الإنسان أهم من الصواريخ، في دعوة إلى إظهار مرونة تجاه المطالب الأميركية لتحقيق اختراق في المفاوضات ورفع العقوبات.

وفي المقابل كال المتشددون الاتهامات إلى التيار الإصلاحي معتبرين أن هذا نوع من الانسحاب والتراجع، في توقيت تُصوّر إيران بأنها منهزمة أمام أعدائها، ومن ثم فإن هذا ليس تراجعاً تكتيكياً بل استسلام.

وتجددت انتقادات المتشددين لجواد ظريف أخيراً في أعقاب مقالته في "مجلة السياسة الخارجية" والتي أوضح فيها أن التوتر بين إيران والغرب عائد لسلوك الطرفين، وأن السردية الأميركية والإسرائيلية التي صورت إيران كعدو وخطر على النظام العالمي هي ما دفعت طهران إلى انتهاج سياسة خارجية قائمة على الأمن والعسكرة، ومرتكزة على بناء الصواريخ الباليستية وشبكة الوكلاء، وهنا يثار الجدل في داخل إيران حول تأمين السياسة الإيرانية التي تحدّث عنها ظريف واتخذها الأميركيون والإسرائيليون ذريعة ضد إيران، وأن ظريف بذلك نفى عن بلاده حقها في تطوير بنيتها الدفاعية والعسكرية من أجل التفاوض مع الغرب حول التخلي عن تعزيزها.

التهديدات الإقليمية حمل عام 2025 كثيراً من التحديات والتهديدات الإقليمية لإيران، ومن ذلك مطالبة الإمارات العربية المتحدة بسيادتها على الجزر الثلاث، على رغم تحسن العلاقات دبلوماسياً معها،.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من اندبندنت عربية

منذ 15 دقيقة
منذ 9 ساعات
منذ ساعة
منذ 4 ساعات
منذ ساعة
منذ 31 دقيقة
التلفزيون العربي منذ 10 ساعات
بي بي سي عربي منذ 13 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 9 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 9 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 3 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 12 ساعة
قناة العربية منذ ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 16 ساعة