الصف المبكر يعيد رسم بوابة التعليم.. عراق أوبزيرفر ترصد التحول التربوي من عمر الأربع سنوات

بغداد / عراق اوبزيرفر

بشكل رسمي، أعلنت وزارة التربية أن العام الدراسي 2026 2027 سيكون الموعد الفعلي لتطبيق مشروع الصف المبكر في المدارس الحكومية والأهلية، في خطوة تعد تحولاً نوعياً في مسار التعليم الأساسي في العراق، وتهدف إلى تهيئة الأطفال نفسياً وتعليمياً قبل دخولهم مرحلة الإلزام المدرسي.

ويأتي اعتماد هذا التوقيت، بحسب الوزارة، لإتاحة الفرصة أمام المؤسسات التربوية لاستكمال التحضيرات اللوجستية والفنية، من حيث البنى التحتية، والمناهج، وتأهيل الملاكات التربوية المختصة بالتعامل مع الفئات العمرية الصغيرة.

خطوة منتظرة

وفي هذا السياق، أكد أستاذ علم النفس التربوي الدكتور حيدر عبد الزهرة لـ عراق أوبزيرفر ، أن مشروع الصف المبكر يمثل خطوة استراتيجية طال انتظارها داخل النظام التعليمي العراقي، مشيراً إلى أن السنوات الأولى من عمر الطفل تُعد الأكثر حساسية في بناء الشخصية والقدرات المعرفية والانفعالية.

وأوضح عبد الزهرة أن تهيئة الطفل نفسياً واجتماعياً قبل دخوله الصف الأول الابتدائي تسهم في تقليل الصدمة المدرسية، وترفع من مستوى الاستعداد للتعلم، كما تنعكس إيجاباً على التحصيل الدراسي في المراحل اللاحقة، مبيناً أن التجارب الدولية أثبتت أن التعليم المبكر يسهم بشكل واضح في خفض نسب الرسوب والتسرب.

الطفل سيتقبل المدرسة

من جانبها، رأت التدريسية في إحدى المدارس الابتدائية الحكومية سعاد عبد الأمير، أن تطبيق الصف المبكر سيحدث فرقاً ملموساً داخل الصفوف الدراسية، ويساعد الكوادر التعليمية على التعامل مع أطفال أكثر استعداداً وانضباطاً.

وقالت عبد الأمير لـ عراق أوبزيرفر ، إن العديد من التحديات التي تواجه المعلمين في الصف الأول الابتدائي تعود إلى عدم جاهزية الطفل نفسياً وسلوكياً، لافتة إلى أن وجود صف تمهيدي ببيئة تعليمية مرنة تعتمد على الألعاب والأنشطة التفاعلية، سيجعل الطفل يتقبل المدرسة كمساحة آمنة ومحببة، وليس كمكان للضغط أو الخوف.

استثمار بعيد المدى

بدوره، أكد التدريسي في إحدى المدارس الإعدادية علي كاظم، أن أثر الصف المبكر لن يكون آنياً أو محدوداً بالمراحل الأولى، بل سيظهر بشكل واضح في المراحل المتقدمة من التعليم.

وأوضح كاظم لـ عراق أوبزيرفر ، أن الطالب الذي يدخل النظام التعليمي وهو مهيأ منذ الصغر يكون أكثر قدرة على التكيف، وأكثر استقراراً نفسياً وسلوكياً في المرحلتين المتوسطة والثانوية، مشيراً إلى أن الاستثمار في التعليم المبكر يُعد استثماراً بعيد المدى في تقليل المشكلات السلوكية والضعف الدراسي مستقبلاً.

تنسيق دولي

وعلى الصعيد الرسمي، أفاد المتحدث باسم وزارة التربية كريم السيد، بأن مشروع الصف المبكر يُعد من أهم المشاريع التي ستدعم الجوانب التعليمية والاجتماعية والنفسية للأطفال قبل دخولهم المدرسة، تمهيداً لتسجيلهم في الصف الأول الابتدائي.

وكشف السيد عن وجود تنسيق مع منظمات دولية للتعاون في تنفيذ المشروع، مؤكداً أن مرحلة ما قبل المدرسة تُعد من أهم المراحل العمرية التي تزيد شغف الطفل ورغبته في التعلم والدخول إلى المدرسة، الأمر الذي سينعكس بشكل مباشر على تقليل حالات التسرب الدراسي.

وأشار إلى أن وزارة التربية وجهت بأن يكون الصف المبكر معزولاً عن باقي الصفوف الدراسية، ومزوداً بساحات خاصة تحتوي على ألعاب تعليمية، فضلاً عن تهيئة ملاكات تربوية متخصصة تتلاءم مع الخصائص العمرية للأطفال المستهدفين.

ويأتي هذا المشروع تنفيذاً لتوجيهات رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي وجه في آذار/مارس الماضي وزارة التربية بافتتاح صفوف للتعليم المبكر (التمهيدي) للأطفال من أعمار 4 إلى 6 سنوات، ضمن رؤية حكومية تهدف إلى تطوير العملية التعليمية وبناء جيل أكثر استعداداً واستقراراً منذ سنواته الأولى.

وبينما يستعد العراق لدخول مرحلة جديدة في التعليم الأساسي، يرى مختصون أن نجاح مشروع الصف المبكر سيعتمد على جودة التطبيق، واستمرارية الدعم، وتحويل المدرسة من مجرد مساحة تعليمية تقليدية إلى بيئة جاذبة تُراهن على الطفل باعتباره أساس المستقبل.


هذا المحتوى مقدم من عراق أوبزيرڤر

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من عراق أوبزيرڤر

منذ 3 ساعات
منذ ساعة
منذ 3 ساعات
منذ ساعتين
منذ 38 دقيقة
منذ 34 دقيقة
وكالة الحدث العراقية منذ 22 ساعة
وكالة الحدث العراقية منذ 10 ساعات
قناة الرابعة منذ 19 ساعة
قناة السومرية منذ 6 ساعات
موقع رووداو منذ 5 ساعات
قناة السومرية منذ 7 ساعات
موقع رووداو منذ 16 ساعة
وكالة الحدث العراقية منذ 9 ساعات