أثبت مسلسل "ميدتيرم" نجاحًا ملفتًا برهانه على التوليفات الشبابية للتعبير عن الدراما بالموسيقى، خصوصًا بعدما لاقت الأغاني المنشورة بشكل رسمي أو الموجودة بأحداث المسلسل رواجًا وانتشارًا على منصات التواصل الإجتماعي كما أصبحت أغنية التتر "ع العادي" صوتًا ملازمًا للعديد من ريلات التيك توك والإنستغرام.
توّج زياد ظاظا عامًا مميزًا للغاية على المستوى التمثيلي والغنائي بدور مميز خلق من خلاله خط موسيقي تجريبي توائم مع الشخصية المقدمة وأضاف لها. بينما أثبتت دنيا وائل على قدرتها على أن ترسخ مساحتها كصوت شاعري يقدم لونًا عاطفيًا نسائيًا مختلفًا يعبّر عن الأجيال الشابة بلغتهم.
ياسمينا العبد من الهواية للاحتراف
قُدمت أيضًا الممثلة الشابة ياسمينا العبد نفسها للجمهور بشكل أوسع في أغنيات تقدّمها بنفسها هذه المرة، مثلما أخبرت بيلبورد عربية في مقابلة سابقة أنها "اتبسطت جدًا من التجربة، وفكرة إنه يكون تتر مسلسل دي حاجة حمستني أكتر وأكتر. بس فكرة إن أنا قادرة أربط الاتنين ببعض، بين أدائي لدور البطولة، وغنائي تتر النهاية دي مسؤوليات كبيرة قوي".
ظهرت الممثلة الشابة ياسمينا العبد بوجهها الموسيقي بحضور لافت للغاية من خلال غنائها حتى الآن لأغنيتي "ضمة" و"ظلموه"، الأولى صدرت كتتر نهاية للمسلسل بينما كانت جاءت الثانية في ختام أحداث الحلقة العاشرة من المسلسل.
ويُعتبر ميدتيرم عودة غير مباشرة لياسمينا إلى الغناء، بعد تجارب خاضتها في سن صغيرة قبل حوالي خمس سنوات، قدمت خلالها أغانِ مثل 24 قيراط و سوا سوا .
ضمّة وظلموه: غناء للدراما
تتناول "ضمة" شعور الوحشة الذي يتراكم بشكل قاسي يشبه في تأثيره تأثير الضرب الجسدي، وكيف يتأرجح الإنسان بين الأمان والقلق عندنا تمد له يد المساعدة. الأغنية كتابة وألحان محمد البحيري وتوزيع علي الدين عمر.
بينما تتجه أغنية "ظلموه" للدراما العاطفية البحتة، مستعيدةً بعض ملامح الأسلوب الكلاسيكي لأغنية الخمسينيات والستينيات المصرية سواء في الكتابة أو الأداء.
كيمياء دنيا وائل وزياد ظاظا
بعد النجاح الذي حققه تراك شمروخ ضمن فيلم «شماريخ» للمخرج عمرو سلامة، عاد الثنائي دنيا وائل وزياد ظاظا للتعاون مجددًا في مسلسل «ميدتيرم» عبر تتره الرئيسي «عال عادي». مثّلت دنيا صوت التساؤلات الجيلية التي يعيشها أبطال العمل وحيرتهم في مرحلة جديدة من اكتشاف الذات، بينما جاء صوت ظاظا كمحاولة للهروب من الوقوف طويلًا أمام هذه الأسئلة، والمضي قدمًا بلمسة من الإنكار البسيط، قبل أن تتداخل الأصوات ويتبادلا الأدوار.
التتر من كلمات منة عدلي القيعي ألحان دنيا وائل، وتوزيع الوايلي، وتميّز بدمج اللحن الإلكتروني الراقص، الذي يُعد من بصمات الوايلي، مع إيقاع بلدي راقص أضفى عليه طابعًا محليًا نابضًا.
إلى جانب «عال عادي»، جاءت أغنية «ضد الكون»، الأقرب لأسلوب دنيا وائل، والتي اعتمدت على استغراق صوتي يجمع بين شخصيتي المغنيين داخل المسلسل، اللذين يتشاركان رغبة مستمرة في رفض واقعهما ومحاولة التحرر منه. كما قدمت دنيا وائل أغنية منفردة بعنوان «يا ريتنا»، من تأليفها وألحانها وتوزيعها، عادت فيها إلى جذور بداياتها في جنرا الإندي، مركزة على ثيمة الحب من طرف واحد، مع تعبيرات حميمة مثل: (نبدل قلوبنا / نبدل عيوننا) و*(بشوف نفسي أوقات بعيون حد مش ليا)*.
زياد ظاظا في صوت «يزن»
استثمر زياد ظاظا مشاركته في المسلسل بشخصية شاب يسعى لبناء مسيرته الموسيقية، دون الاكتفاء بالألوان النفسية الهادئة التي اتجه إليها هذا العام. فقدّم تعاونًا غير مطروح رسميًا حتى الآن مع ليجي - سي الذي ظهر بشخصيته الحقيقية، في أغنية «الوقت الضايع»، حيث تناولا فكرة الحنين إلى الماضي والندم عليه، بإنتاج موسيقي يميل لأسلوب ليجي سي عبر تسلسلات لحنية متكررة ومدخلات متصاعدة لإيقاعات الجيتار الإلكتروني.
كما قدّم أغنية «مش هكدب عشان أعيش»، التي تعكس ملامح شخصية «يزن» العنيدة، الحاملة لقيم واضحة تحكم تعاملاتها الإنسانية، والساعية للصعود رغم التحديات، وعلى رأسها إصابته بمرض التأتأة.
هذا المحتوى مقدم من بيلبورد عربية
