التعافي الحقيقي للجسم لا يتحقق إلا من خلال عادات يومية صحية ترتبط بالغذاء ونمط الحياة؛ إذ تساعد الوجبات السليمة والمتوازنة في استقرار الهرمونات وتعزيز مناعة طويلة الأمد. #فوربس

لم يعد التعافي الصحي يُقاس بمجرد زوال الأعراض بل بقدرة الجسم على استعادة وحفظ توازنه على المدى الطويل.

ومع تزايد الأدلة العلمية التي تربط "الميكروبيوم" (Microbiome) بوظائف الجهاز المناعي والتمثيل الغذائي وصحة الدماغ، انتقلت صحة الأمعاء من كونها شأنًا غذائيًا ثانويًا لتصبح ركيزة محورية في فهم المناعة واستقرار الهرمونات.

من الفم وصولًا إلى الجهاز المناعي الذي يعمل بصفته منظومة مراقبة دقيقة، تبرز ضرورة إعادة تعريف الغذاء والعادات اليومية البسيطة باعتبارها أدوات استراتيجية للوقاية من الأمراض.

ميكروبيوم الفم.. بداية منسية لصحة الأمعاء إن الاهتمام المتزايد بصحة الأمعاء ليس مجرد موجة صحية عابرة، بل هو تحوّل عميق في فهم الصحة بوصفها منظومة مترابطة لا تعمل أجزاؤها بمعزل عن بعضها. ومع اتساع الحديث عن "الميكروبيوم المعوي" ودوره في التعافي والمناعة، تبرز أسئلة أكثر دقة حول الانطلاقة الفعلية لهذه المنظومة: أين تبدأ صحة الأمعاء حقًا؟

في هذا السياق، قدّمت ماري كريستين طرحًا لافتًا يوسّع زاوية النظر التقليدية، مستندة إلى خبرتها العملية في قطاع المكملات الغذائية وإدارة شركة متخصصة في تصميم الوجبات. وهذا التعامل اليومي مع أنماط غذائية متباينة، ومع أشخاص عالقين في دوامة الحميات المتناقضة وتضارب النصائح الصحية، يمنح فهمًا عمليًا للفجوة بين المعرفة النظرية والتطبيق الواقعي، خصوصًا في مجتمعات متعددة الثقافات مثل الإمارات حيث تتقاطع عادات غذائية مختلفة قد تربك مفهوم الغذاء الصحي.

لفتت كريستين الانتباه إلى ما وصفته بالحَلقة المفقودة في خطاب الصحة: الميكروبيوم الفموي. فبينما انصب التركيز لسنوات على محور "الأمعاء الدماغ"، جرى تجاهل المرحلة الأولى في رحلة الطعام داخل الجسم. وهنا لا يُنظر إلى الفم بوصفه مجرد مدخل للهضم بل كنظام بيولوجي متكامل يؤثر في ما يليه. وتذهب كريستين أبعد من ذلك حين تشبّه الميكروبيوم الفموي (Oral Microbiome) بـ"نظام التشغيل" للجسم. حسب هذا التصور، أي خلل في النظام سواء بسبب الأطعمة فائقة المعالجة أو التعرّض المستمر للسموم أو الاستخدام اليومي لمحلولات الغسيل لا يبقى محصورًا في تجويف الفم، بل ينتقل تدريجيًا ليؤثر في كفاءة الجهاز الهضمي، ويُربك توازن الأمعاء، ويمتد أثره إلى الجهاز اللمفاوي ومسارات الالتهاب في الجسم.

وهذا الطرح يقود إلى إعادة ترتيب الأولويات في صحة الأمعاء. بدل البدء بالمكملات أو البروتوكولات المعقدة، تصبح "حراسة الفم" خطوة تأسيسية لأي تعافٍ مستدام. ويشمل ذلك تبني نظام غذائي مضاد للالتهابات، والحد من الأطعمة المصنعة، وتجنب تخزين الطعام في البلاستيك، إضافة إلى مراجعة العناية بالفم واستبعاد المنتجات المعتمدة على الكحول. في المحصلة، تم تقديم إطار مفاهيمي يربط بين التفاصيل اليومية الصغيرة والصورة الصحية الكبرى، لأن سلامة الأمعاء لا تبدأ في العمق، بل عند البوابة الأولى. والوعي بصحة الفم ليس تفصيلاً ثانويًا، بل نقطة انطلاق لأي خطة تهدف إلى التعافي، وبناء صحة طويلة الأمد قائمة على الفهم لا على التلقين.

التوازن الهرموني يبدأ من الداخل مع مداخلة د. بول عون، انتقل النقاش من التوعية العامة إلى مساحة طبية أكثر دقة، مع تعريف صحة الأمعاء باعتبارها مسألة سريرية صِرفة، لا مجال لوضعها في خانة الطب التكميلي أو الاتجاهات الصحية الرائجة. هذا الطرح جاء متسقًا مع منطق علم الغدد الصماء القائم على الأدلة والذي يضع الميكروبيوم في قلب معادلات الهرمونات والتمثيل الغذائي الذي يحكم توازن الجسم.

من الضروري النظر للجسم بوصفه كيانًا سياديًا يواجه تهديدات مستمرة من الخارج، وأي منظومة دفاعية فعالة لا تُبنى في العمق، بل تبدأ عند الحدود. وحسب رؤية د. عون تلك الحدود هي الأمعاء التي تتفاعل بشكل مباشر ويومي مع العالم الخارجي عبر الطعام والشراب، ولا يمكن اختزال دورها في الهضم فقط لأنها تمثل نقطة الفرز الأولى وموقع اتخاذ القرار المناعي والهرموني في آن واحد.

عند تفكيك هذا الطرح علميًا، تتضح الصورة بشكل أكثر عمقًا. الأمعاء ليست مجرد أنبوب حيوي، بل مركز تنسيقي معقّد، تحتضن 70% من خلايا الجهاز المناعي، وتشارك في إنتاج 90% من السيروتونين، أحد أهم النواقل العصبية المنظمة للمزاج والنوم والشهية. ويربط د. عون بين هذه الوظائف عبر العصب المبهم (Vagus Nerve) الذي وصفه بالطريق السريع لنقل الإشارات.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من فوربس الشرق الأوسط

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من فوربس الشرق الأوسط

منذ 5 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 11 ساعة
منذ ساعة
منذ 9 ساعات
قناة العربية - الأسواق منذ ساعة
منصة CNN الاقتصادية منذ ساعة
قناة العربية - الأسواق منذ ساعة
صحيفة الاقتصادية منذ ساعة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ ساعتين
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 8 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 5 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 22 دقيقة