شارع الجامعة في إربد.. هل يستعيد نبضه التجاري بعد الركود غير المسبوق؟

أحمد التميمي إربد- رغم الإجراءات التي اتخذتها الجهات المعنية لتنشيط الحركة التجارية في شارع الجامعة بمدينة إربد، فإن الواقع على الأرض يشير إلى أن تلك الخطوات لم تتجاوز كونها حلولا شكلية لم تمس جوهر المشكلة، ولم تتطرق إلى الأسباب الحقيقية لتراجع هذا الشارع الأشهر في المدينة.

فالمحال التجارية الممتدة على طول شارع الجامعة، والتي كانت في السابق تعج بالطلبة والمتسوقين، باتت اليوم تعاني ركودا غير مسبوق.

وأكد أصحاب محال "أن جوهر المشكلة لا يكمن في الأرصفة أو الإنارة أو اللوحات الإعلانية الجديدة، بل في غياب الفئة الأساسية التي كانت تحرك اقتصاد الشارع، وهم طلبة جامعة العلوم والتكنولوجيا، الذين يشكلون نحو 60 % من شاغري المساكن في المنطقة، إضافة إلى تراجع عناصر الجذب الترفيهي بعد إغلاق نادي الطفل والملاهي التي كانت تستقطب العائلات والزبائن من خارج المنطقة".

وأوضح المهندس معتز الحسن، صاحب سكن جامعي في المنطقة "أن محاله كانت تعتمد بنسبة كبيرة على الطلبة، لا سيما غير الأردنيين منهم، الذين كانوا يستأجرون الشقق والمساكن القريبة لسهولة الوصول إلى الجامعة".

وأضاف "أن المشكلة بدأت فعليا حين جرى منع باصات الجامعة من المرور بشارع الجامعة قبل سنوات عدة، ما دفع الطلبة إلى البحث عن سكن في مناطق أقرب لمسارات الباصات الجديدة، فضلا عن انخفاض أعداد الزبائن العائليين بعد إغلاق النوادي والملاهي".

وأشار الحسن إلى "أن السكن الذي يملكه كان يؤوي عشرات الطالبات، لكن بعد انقطاع خطوط النقل غادرت معظمهن إلى مناطق أخرى في المدينة، خصوصا القريبة من مسارات باصات النقل العام".

وقال "إن ما يحدث اليوم هو تجميل لواجهة ميتة، وإن المشكلة ليست في الشارع ذاته، بل في غياب الناس عنه، وإن إعادة الطلبة ونوادي الترفيه وحدها كفيلة بإنعاش المنطقة اقتصاديا".

فقدان الزبائن من الطلبة

وأكد أصحاب محال متضررون من الركود، من بينهم أيمن الغزاوي وساهر الإدريسي وحسان المقابلة "أن غياب الطلبة أثر بشكل مباشر على دخلهم اليومي، إذ كان الطلبة يشكلون أكثر من 70 % من زبائنهم، فيما أسهم غياب النوادي والملاهي في تقليص أعداد الزبائن العائليين والعابرين".

وأوضحوا أن مشاريع التجميل والتنظيم المروري لم تنجح في إنعاش الشارع، حيث اضطرت بعض المحال إلى الإغلاق أو تقليص أعداد العاملين بسبب ضعف الحركة.

وبحسب الغزواي وهو أيضا عضو غرفة تجارة إربد، فإن شارع الجامعة كان لا ينام حتى ساعات متأخرة من الليل، أما اليوم فتتوقف الحركة فيه بعد المغيب، وكأن الحياة انسحبت تدريجيا مع مغادرة الطلبة وإغلاق النوادي والملاهي.

وأشار إلى أن إحياء الشارع لا يتطلب ميزانيات ضخمة أو مشاريع بنية تحتية معقدة، بل إعادة النظر في خطوط النقل العام، لأن عودة الطلبة تعيد معها الحركة التجارية والسكنية والخدمات المصاحبة من مطاعم ومكتبات وقرطاسية ومواصلات داخلية، إضافة إلى ضرورة إعادة فتح عناصر الجذب الترفيهي لتعزيز النشاط العائلي والزائرين.

وطالب الغزاوي، بإجراء دراسة مرورية عاجلة لإعادة إدراج شارع الجامعة ضمن خطوط باصات الجامعة، ولو بشكل جزئي أو عبر رحلات صباحية ومسائية، لإعادة التوازن إلى المنطقة.

كما أشار إلى أن شارع الجامعة يتمتع بخصوصية فريدة على مستوى العالم، إذ دخل موسوعة "غينيس" كأقصر شارع يضم مقاهي إنترنت، وهو إنجاز كان يمكن أن يشكّل نقطة جذب سياحي وتجاري مهمة للمدينة، إلا أن الركود الحالي قلل من الاستفادة الاقتصادية من هذا الإنجاز، خصوصا مع خروج الطلبة الذين يشكلون نحو 60 % من شاغري السكنات في المنطقة، وتراجع حركة المارة، وإغلاق النوادي والملاهي، ما أدى إلى تقليص أعداد العاملين في العديد من المحال أو إغلاقها مؤقتا.

وأكد الغزاوي، أن المشاريع التجميلية وحدها، مثل تحسين الأرصفة والإنارة وتنظيم المواقف، لم تكن كافية لإعادة الحياة إلى الشارع، موضحا أن الحل الحقيقي يكمن في إعادة الطلبة عبر استعادة خطوط الباصات المباشرة إلى الجامعة، إلى جانب إعادة فتح عناصر الجذب الترفيهي مثل نوادي الأطفال والملاهي، وهو ما سيعيد النشاط للعائلات والزوار، ويحوّل الرقم القياسي في "غينيس" إلى قيمة اقتصادية ملموسة على أرض الواقع.

وشدد كذلك، على أن شارع الجامعة يمتلك جميع المقومات ليكون مركزا نابضا بالحياة والتجارة، وما يحتاجه اليوم هو قرار إداري شجاع لتنشيط الحركة الطلابية والاجتماعية، إذ إن عودة الطلبة والنشاط الترفيهي ستعيد للشارع رونقه السابق، مستفيدا من الإنجاز العالمي الذي حققه.

صعوبة الوصول للجامعة

من جانبهم، قال طلبة في جامعة العلوم والتكنولوجيا، إن المشكلة لا تكمن في ارتفاع الإيجارات أو صعوبة السكن، بل في صعوبة الوصول إلى الجامعة.

وأكدت الطالبة سارة، من كلية الطب، أنها اضطرت إلى.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الغد الأردنية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الغد الأردنية

منذ 10 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 10 ساعات
قناة المملكة منذ 13 ساعة
خبرني منذ 20 ساعة
قناة المملكة منذ 12 ساعة
خبرني منذ 20 ساعة
خبرني منذ 20 ساعة
جو ٢٤ منذ 13 ساعة
خبرني منذ 22 ساعة
قناة رؤيا منذ 6 ساعات