هوية تفرض بالأغاني.. عراق اوبزيرفر تكشف ماذا يحدث خلف صوت الموسيقى في مطاعم العلامات التجارية؟

بغداد / عراق اوبزيرفر

لم تعد الموسيقى داخل مطاعم الوكالات أو العلامات التجارية ذات الفروع المتعددة مجرد خلفية ناعمة ترافق الوجبة، بل تحولت إلى تعليمات تشغيلية صارمة تدار بعقلية الأوامر لا الخيارات، فالتشغيل المتواصل للموسيقى، من لحظة فتح الأبواب وحتى الإغلاق، بات جزءا من قواعد الانضباط التي لا يملك مدير الفرع أو العاملون أي صلاحية للتصرف حيالها، حتى لو تعارضت مع طبيعة المكان أو رغبة الزبائن أو راحة الموظفين أنفسهم.

هذه السياسة، التي تفرضها الإدارات العامة للشركات، تطبق حرفيا في جميع الفروع دون استثناء، وتراقب عبر كاميرات وأنظمة تفتيش وتقارير مفاجئة، ليصبح سؤال هل الموسيقى تعمل؟ معيارا أساسيا في تقييم الأداء، لا يقل أهمية عن النظافة أو سرعة الخدمة.

الموسيقى هوية أم أداة سيطرة؟

تبرر إدارات هذه العلامات التجارية سياستها بالقول إن الموسيقى عنصر أساسي من هوية الماركة ، وإن غيابها يخلق شعورا بالاغتراب لدى الزبون. فالتجربة بحسب هذا المنطق لا تُقاس بالطعام فقط، بل بمزيج متكامل من الإضاءة والألوان والتصميم والصوت.

لكن خلف هذا الخطاب التسويقي، تظهر صورة أخرى موسيقى تفرض بلا مرونة، وبلا مراعاة لاختلاف البيئات الاجتماعية أو الثقافية، أو حتى الظروف اليومية داخل الفرع. فالصباح الباكر، أوقات الصيام، المناطق المحافظة، أو فترات الهدوء، جميعها لا تشكل سببا كافيا لإيقاف الصوت.

ضغط نفسي على العاملين

يتحدث مديرو فروع وعاملون طلبوا عدم ذكر أسمائهم عن ضغوط نفسية متراكمة بسبب هذا الإلزام.

يقول أحدهم: لسنا زبائن نستمتع بالموسيقى، نحن موظفون نتعرض لها 8 أو 9 ساعات يوميا. الصداع والإرهاق يصبحان جزءا من العمل، ومع ذلك لا يسمح لنا حتى بخفض الصوت .

وفي بعض الحالات، تحوّلت الموسيقى بحسب شهادات العاملين إلى وسيلة عقاب غير معلن ، إذ يحاسب الفرع فور انقطاعها لبضع دقائق، وتبدأ الإنذارات وخصومات الرواتب، وقد يصل الأمر إلى استبدال مدير الفرع بالكامل.

التعرض القسري يرهق العقل

في هذا السياق، تقول الباحثة النفسية فاطمة صباح في تصريح لـ عراق اوبزيرفر ،: الموسيقى بحد ذاتها ليست مشكلة، لكن المشكلة تبدأ عندما تتحول إلى مثير قسري مستمر. التعرض الإجباري لأصوات متكررة ولساعات طويلة، خصوصاً في بيئة عمل، قد يسبب إرهاقا ذهنياً، انخفاض التركيز، وزيادة التوتر، وقد يؤدي مع الوقت إلى نفور نفسي من المكان نفسه .

وتضيف أن تجاهل الفروق الفردية والثقافية في التعامل مع الصوت يعكس إدارة ترى في الموظف جزءًا من المنظومة لا انسانا له احتياجات نفسية .

زبائن بين التأييد والرفض

على مستوى الزبائن، تنقسم الآراء بوضوح. فشريحة من الشباب ترى أن الموسيقى تضيف حيوية للمكان وتجعل التجربة أكثر عصرية، خاصة في المقاهي والمطاعم السريعة.

في المقابل، تعترض عائلات وزبائن آخرون على الصوت المرتفع أو المستمر، معتبرين أنه يفسد متعة الجلوس والحديث، ويحول المطعم إلى مكان مزعج لا يصلح للراحة أو اللقاءات العائلية.

أصحاب وكالات التزام بلا نقاش

حتى أصحاب الامتياز (الفرنشايز) ليسوا خارج دائرة الضغط. فعدم الالتزام بالموسيقى قد يعرضهن للمساءلة أو الغرامات أو التهديد بسحب الامتياز. ما يضعهم بدورهم في مواجهة دائمة مع مديري الفروع والزبائن.


هذا المحتوى مقدم من عراق أوبزيرڤر

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من عراق أوبزيرڤر

منذ 8 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 12 ساعة
منذ 10 ساعات
موقع رووداو منذ 6 ساعات
قناة السومرية منذ 22 ساعة
قناة السومرية منذ 6 ساعات
قناة اي نيوز الفضائية منذ 12 ساعة
عراق أوبزيرڤر منذ 18 ساعة
موقع رووداو منذ 11 ساعة
قناة السومرية منذ 15 ساعة
قناة السومرية منذ 21 ساعة