4 مايو/ تقرير / رامي الردفاني
في عالمٍ تتسارع فيه التحولات الأمنية وتتراجع فيه قدرة المنظومات التقليدية على احتواء الأزمات، لم تعد الجغرافيا مجرد إطار صامت للصراعات، بل تحوّلت إلى عنصر فاعل في رسم ملامح الأمن الإقليمي والدولي.
وفي قلب هذه المعادلة الحساسة، يبرز الجنوب العربي أحد أهم ركائز الاستقرار، وصخرة صلبة تتحطم عندها مشاريع الفوضى ومحاولات العبث بأمن المنطقة والممرات الدولية.
لم يعد الجنوب مجرد ساحة مؤجلة أو ملف قابل للمقايضة، بل أصبح عنصر توازن حقيقي يستند إلى موقع جغرافي فريد، وإرادة شعبية راسخة، وقوة سياسية وعسكرية متماسكة تقودها قيادة مفوضة، يتقدمها الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، الذي أعاد للقضية الجنوبية حضورها السياسي، ورسّخ موقع الجنوب كلاعب لا يمكن تجاوزه في معادلات الإقليم.
كما يمثل الجنوب العربي البوابة الجنوبية للبحر الأحمر وخليج عدن، ونقطة الارتكاز الأهم حركة الملاحة العالمية وخطوط إمداد الطاقة المتجهة إلى أوروبا وشرق آسيا إن أي اضطراب أمني في هذه الجغرافيا لا يظل محصورًا ضمن حدوده المحلية، بل ينعكس مباشرة على التجارة الدولية وأسواق الطاقة وتكاليف الشحن والتأمين، ما يجعل من استقرار الجنوب ضرورة دولية لا تقل أهمية عن كونه مطلبً وطنيًا مشروعا.
وقد أثبتت السنوات الماضية أن القوات المسلحة الجنوبية، وفي مقدمتها قوات النخبة الحضرمية، شكّلت الشريك الأكثر فاعلية وجدية في مكافحة الإرهاب وتأمين السواحل ومواجهة شبكات التهريب والجريمة المنظمة وأسهم هذا الدور بشكل مباشر في تقليص الفراغات الأمنية، وتجفيف منابع التنظيمات المتطرفة، وتحويل الجنوب من ساحة مفتوحة للفوضى إلى خط دفاع متقدم عن الأمن الإقليمي والدولي.
غير أن هذا المسار تعرّض لأمر خطير عقب القصف الجوي الذي استهدف مواقع لقوات النخبة الحضرمية في محافظة حضرموت، في تطور أثار صدمة واسعة في الأوساط الجنوبية، وطرح تساؤلات جدية حول طبيعة الشراكات المعلنة، وحدود الالتزام بشعارات مكافحة الإرهاب وحماية الاستقرار. وجاء هذا التطور في وقت كانت فيه تلك القوات تخوض مواجهات مباشرة مع جماعات مسلحة، وتؤدي دورًا محوريا في حماية الأرض وتأمين السواحل.
وعلى إثر ذلك، أطلق ناشطون جنوبيون حملة إعلامية واسعة تحت.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة 4 مايو
