عندما ذهبت إلى وارسو، قام أحد الأصدقاء بأخذنا في جولة في المدينة، وأحد المعالم التي وقفنا عندها كانت مبنى كبيراً ومميزاً. وهنا شرح لنا أنَّ هذا المبنى موجود وبنفس الشكل في كل دولة كانت في الاتحاد السوفيتي، وأنَّ البعض يطالب بهدمه، وعندما سألته عن السبب قال إنَّهم يريدون محو أي صلة لهم بالاتحاد السوفيتي.
هذا الحوار نقلني إلى حالة نفسية نعيشها أحياناً، وهي الرغبة في هدم أو محو أي شيء يذكّرنا بمرحلة صعبة في حياتنا. إنَّها آلية دفاعية تهدف إلى حمايتنا من إعادة معايشة الألم. إنَّ العقل، في محاولته للحفاظ على بقائنا النفسي يعتقد أنَّ بإزالة كل ما يذكرنا بتلك المرحلة ستزول المشاعر المرتبطة به. هذه هي «استراتيجية البتر العاطفي»، وهي فعّالة على المدى القصير لعزل الألم، لكنّها تحمل في طياتها تكلفة باهظة على المدى الطويل.
عندما «نهدم» جزءاً من ماضينا، نحن لا نمحو التجربة فقط، بل نمحو الدروس القيمة التي تعلمناها، والقوة التي اكتسبناها ونحن نسعى لنتجاوزها، والحكمة التي تشكلت في أساساتها. عملية الهدم تخلّف فراغاً في سردية حياتنا، فجوة تجعلنا أقل تكاملاً وأقل فهماً لمسارنا.
الطريقة الأكثر نضجاً هي عملية «وضع معنى» لما حدث. بمعنى آخر، نقرُّ بوجود الذكريات الأليمة ونعترف بتاريخها.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الوطن البحرينية
