التعليم العالي في العراق: من واقع التراجع إلى آفاق الإصلاح (رؤى حول أولويات المؤسسات المعنية بالتعليم)
الأستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي
تشير كافة المؤشرات الدولية والمحلية إلى أن التعليم العالي في العراق يمر بمرحلة حرجة وتأزم من التراجع الممنهج الذي مسَّ جوهر العملية التعليمية وهو واقع يفرض على الغيارى من الأكاديميين وصناع القرار إعادة النظر جذرياً في آلياته وجودته. إن استعادة هيبة التعليم العالي العراقي وسمعته الدولية (كان التعليم في العراق هو الأفضل عربيا واقليميا)الذي كان يوماً مناراً للمنطقة ! وهذه العملية تتطلب وقفة جادة لتشخيص الداء ووضع العلاج الأنسب عبر تفعيل حقيقي للهيئات والمؤسسات التعليمية بعيداً عن التدخلات السياسية.
أولاً: أسباب تراجع التعليم العالي في العراق (تشخيص الأزمة)
لا يمكن الحديث عن حلول دون الوقوف على أسباب "المأساة" التي حلت بالمؤسسة الأكاديمية ؟؟ والتي يمكن تلخيصها في:
1. المحاصصة والتدخل السياسي وخضوع المناصب الأكاديمية (من رئيس جامعة إلى عميد ورؤساء الأقسام ) لمنطق المحاصصة الحزبية مما أدى إلى غياب الكفاءة وتغليب الولاءات على التميز العلمي.
2. هجرة العقول والتهديدات الأمنية حيث تعرضت النخب الأكاديمية للتصفية والتهجير القسري مما أفرغ الجامعات من كبار العلماء والباحثين.
3. انتشار التعليم الأهلي غير المنضبط لاسيما بعد تحول التعليم إلى "سلعة" من خلال التوسع العشوائي في الجامعات الأهلية التي يفتقر الكثير منها لأدنى معايير الجودة وهدفها الربح المادي فقط.
4. تآكل البنية التحتية بسبب تقادم المناهج وتدمير ممنهج (المختبرات والمكتبات )وغياب الدعم المالي الحقيقي للبحث العلمي نتيجة الفساد الإداري والمالي.
5. أزمة الشهادات الوهمية والمزورة لاسيما بعد تفشي ظاهرة الشهادات العليا المزورة وكذلك غير الرصينة الممنوحة لأغراض سياسية أو وظيفية مما أضعف القيمة العلمية للمخرجات التعليمية؟!
ثانياً: أولويات الإصلاح و (الحلول الممكنة)لإيقاف هذا التدهور !!! يجب أن تتحول أجهزة الإشراف والتقويم في وزارة التعليم العالي إلى "سلطة مستقلة" وان تضع همها الاول التركيز على:
1. وضع معايير وطنية صارمة وغير قابلة للاختراق حيث يجب إخلاص.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من وكالة الحدث العراقية
