حل الفنان العراقي سيف نبيل ضيفًا مع الإعلامي محمد قيس في بودكاست "عندي سؤال" عبر قناة ومنصة "المشهد". وخلال الحلقة، اقترب الحوار من الداخل الحقيقي للفنان، بعيدًا عن الشهرة والأضواء، فدعونا نستعرض أهم تصريحاته.
الغربة كخيار قسريتحدث سيف نبيل عن مفهوم النِعَم من منظور شخصي صادق، معتبرًا أن الصحة والعافية وحب الناس هي أعظم ما يملكه الإنسان. وأوضح أن "الكمال" بالنسبة له لا يرتبط بالمظاهر أو الشهرة، بل بسلامة الجسد والعقل، وبالرضا الداخلي.انتقل الحوار بسلاسة إلى واحدة من أكثر النقاط حساسية في حياة سيف نبيل، وهي الغربة الطويلة عن العراق. فبرغم الاستقرار المهني خارج بلده، أكد أن البعد عن الأهل، خصوصًا عن والدته، هو النقص الأكبر في حياته.
ووصف سيف نبيل الغربة بأنها حياة دليفري، بلا مائدة عائلية ولا تفاصيل يومية بسيطة كانت تشكل جزءًا من روحه، مؤكدًا أن هذا الخيار لم يكن سهلًا. وقال: "النجاح بره بلدي ما يعوّضني عن أمي ولا عن أهلي".
القلق على الأم ومرارة البعد
من أكثر اللحظات تأثيرًا في الحلقة حديثه عن مرض والدته ومعاناته النفسية وهو بعيد عنها، وعدم قدرتها أحيانًا على إخباره بتفاصيل حالتها الصحية خوفًا عليه. هذا البعد القسري جعله يشعر بالعجز، مهما بلغت قوته أو نجاحه.
بغداد، كما وصفها سيف نبيل، ليست مجرد مدينة، بل ذاكرة وهوية. الغياب عنها لسنوات لم يُلغِ حضوره الداخلي فيها، بل زاد من شوقه إليها. ورغم اعتياده على الغربة، أكد أن الحنين لا يخف، بل يتراكم، وأن النجاح خارج الوطن لا يعوض دفء العائلة ولا رائحة البيت الأول.
تحدث سيف عن أسرته الكبيرة، وعن كونه واحدًا من 5 أبناء، في بيت كانت له قوانينه الصارمة. هذا الجو العائلي علّمه منذ الصغر معنى المسؤولية، والمشاركة، والالتزام، وأسهم في صقل شخصيته الاجتماعية، وقدرته على التعامل مع الآخرين.
الأب الصارم.. مدرسة الحياة الأولى
احتل الأب مساحة محورية في حديث سيف نبيل، واصفًا إياه بالرجل الصارم الذي لا يقبل النقاش في قراراته. ورغم خوفه منه في طفولته، اعترف بأن تلك الشدة كانت جزءًا من تربية "رجال يتحملون الحياة". ومع تقدمه في العمر، تحولت هذه الصرامة إلى مصدر احترام وفهم، خصوصًا بعدما بدأ والده يشركه في قراراته ويستمع إلى رأيه.
من أبرز ما كشفه سيف نبيل هي النصيحة التي تلقاها من والده قبل دخوله عالم الفن، حين حذره من صعوبة هذا المجال وكثرة التحديات فيه. هذه الكلمات ظلت ترافقه طوال مسيرته، وشكّلت درعًا نفسيًا جعله أكثر وعيًا وحذرًا في اختياراته.
كانت وفاة والد سيف نبيل عام 2012 نقطة تحول قاسية في حياته. وصف سيف لحظة الفقد بأنها موجعة، خصوصًا وأنه كان قد اقترب من والده في سنواته الأخيرة. ورغم إيمانه بالقضاء والقدر، لم يُخفِ تأثره العميق، مؤكدًا أن غياب الأب ترك فراغًا لا يُعوّض.(المشهد)۔
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد
