واصل المركز القومي للسينما، على مدار عام كامل، أداء دوره الثقافي والفني بوصفه أحد أهم الأذرع الداعمة للسينما المصرية ونشر الثقافة السينمائية، محققا حصادا حافلا بالأنشطة المتنوعة التي امتدت من القاهرة إلى مختلف محافظات الجمهورية، ووصلت في الوقت نفسه إلى منصات ومشاركات دولية في عدد كبير من دول العالم.
وجاءت هذه الجهود في إطار استراتيجية تهدف إلى الجمع بين المعرفة والترفيه، وإتاحة السينما لمختلف الفئات العمرية والاجتماعية، مع دعم المبدعين الشباب وذوي القدرات الخاصة.
وشهد عام 2025، تنظيم 115 عرضا سينمائيا تنوعت بين الأفلام الروائية والتسجيلية والتحريك، واحتضنها مركز الثقافة السينمائية، ونوادي السينما، والمكتبات العامة، وقصور الثقافة، والهناجر بدار الأوبرا المصرية، ومركز الإبداع الفني، وسط حضور جماهيري لافت من محبي السينما وطلاب معاهد وكليات الفنون.
كما نظم المركز 19 ورشة سينمائية وفنية استهدفت الشباب والأطفال وذوي القدرات الخاصة والموهوبين، إلى جانب ورش قص ولصق وتلوين وحكي للأطفال، وكورسات مجانية في مهارات التكوين البصري وأساسيات النقد السينمائي.
وعلى الصعيد الدولي، سجل المركز القومي للسينما نحو 18 مشاركة خارجية من خلال أسابيع وعروض سينمائية في دول عدة، من بينها المغرب وأذربيجان وقبرص والهند وكوريا وإندونيسيا وألمانيا وبوليفيا وقطر وبنين وإيطاليا، بما يعكس حضور السينما المصرية وقدرتها على التواصل مع الثقافات المختلفة.
وفي مجال تنظيم الصناعة، ومن خلال التنسيق مع الرقابة على المصنفات الفنية والجمارك، بلغ عدد تصاريح تصدير واستيراد الأفلام السينمائية 64 تصريحًا للأفلام المعروضة داخل مصر أو المقرر عرضها خلال الفترة المقبلة، دعمًا لحركة تداول الأفلام وتنظيم السوق السينمائي، إلى جانب توفير أماكن تصوير تسهم في زيادة الدخل القومي.
كما قام المركز القومي للسينما، بالتعاون مع نقابة الصحفيين، بعرض مجموعة من الأفلام من إنتاج المركز القومي للسينما وغيرها، ضمن عدد من الفعاليات التي أُقيمت بمقر النقابة.
وحرص مركز الثقافة السينمائية على تقديم عروض لأفلام تسجيلية ذات طابع تراثي تمثل علامات بارزة في تاريخ السينما التسجيلية المصرية، تواكب المناسبات الوطنية والثقافية المختلفة، إلى جانب المشاركات التي
قام بها المركز مع قطاع الفنون التشكيلية، وإقامة العديد من الفعاليات بالمتاحف المختلفة، ومشاركة مكتبات مصر العامة في تنظيم عدد كبير من الفعاليات الثقافية والعروض بعدد من المكتبات، كما أقام مركز الثقافة السينمائية، احتفالية خاصة لتكريم الأم المثالية لذوي الهمم، كما أقيمت احتفالية خاصة لعرض أفلام المحاولات الأولى لدعم الشباب السينمائيين.
وامتدت أنشطة المركز إلى المحافظات من خلال تنظيم نادي سينما الإسماعيلية شهريا بمكتبة مصر العامة، بهدف نشر الوعي السينمائي وإتاحة الفرصة للجمهور للاطلاع على أحدث التجارب السينمائية القصيرة، إلى جانب استمرار فعاليات نادي سينما المرأة، الذي يقدم برنامجا شهريا من الأفلام الروائية ذات الرسائل الهادفة في أمسيات مجانية للجمهور.
كما شهد عام 2025 إطلاق المسابقة الأدبية "إبداعات عميد الأدب العربي طه حسين" بمركز الثقافة السينمائية بمناسبة اليوم العالمي لذوي الهمم، تأكيدًا على دور الثقافة والفن في دمج وتمكين هذه الفئة واستلهام النماذج الإنسانية الملهمة.
ولم تقتصر جهود المركز على العروض والورش، بل شملت تنفيذ ملاحقات وثائقية لأحداث قومية وثقافية بارزة، من بينها الملاحقة الخاصة بالمتحف المصري الكبير، وفيلم "من قلب الشعب"، إلى جانب عدد من الأعمال التوثيقية الأخرى، حيث قام المركز القومي للسينما على مدار عام 2025 بإنتاج ما يقرب من 9 أفلام وملاحقات وثائقية.
كما قام المركز بتدشين مسابقة لأفلام تتناول موضوعات تجسد انتصارات حرب أكتوبر المجيدة، على أن تكون الأفلام منفذة بتقنية الذكاء الاصطناعي.
وفي إطار تعزيز التعاون الدولي، شهد العام مقترحا لتوقيع بروتوكول تعاون مع الجانب الصيني لدعم الإنتاج المشترك وتبادل الخبرات وإدارة أرشيف الأفلام والمشاركة في المهرجانات، حيث استقبل المركز بمقر استوديو الأهرام وفدا صينيا رفيع المستوى برئاسة ماو يو، نائب المدير العام التنفيذي لهيئة الأفلام الصينية، وبحضور ممثلي السفارة الصينية بالقاهرة، في خطوة تعكس المكانة المتقدمة للمركز القومي للسينما ودوره المتنامي إقليميا ودوليا، حيث جاءت هذه الزيارة تزامنا مع افتتاح أسبوع السينما الصينية في مصر.
كما شارك المركز القومي للسينما في الاحتفالات الوطنية من خلال عرض مجموعة من الأفلام التي تتناسب مع طبيعة هذه الأعياد والمناسبات، مثل أعياد وفاء النيل وذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة، وذلك عبر شاشات محطات المترو والقطار السريع وشاشات المطارات.
وبهذا الحصاد المتنوع، يؤكد المركز القومي للسينما استمراره في أداء رسالته الثقافية والفنية، ساعيا إلى ترسيخ السينما كأداة للمعرفة والتنوير، وداعما للمواهب، وجسرا للتواصل بين السينما المصرية والعالم.
هذا المحتوى مقدم من بوابة دار الهلال
