التفكير الإبداعي يغيّر حياتك.. هكذا تنمّيه

هناك أنواع عدة من التفكير منها التفكير الإيجابي والناقد، ويمكن تصنيفها إلى أنماط عدة. أحدها يعتبر أنالتفكير الإبداعي الذي وكما يدلّ اسمه، يرتبط بالإبداع وخلق الأفكار الجديدة والفريدة. ويمكن القول إنّ التفكير الإبداعي هو نافذة نحو عوالم جديدة من الاحتمالات، وأداة فاعلة لتجاوز التحديات من خلال حلول لا تخطر على البال. ومن هنا نعرض في هذه السطور لما هو التفكير الإبداعي وأنواعه ومراحله واستراتيجياته وفوائده. تعريف التفكير الابداعييُعتبر التفكير الابداعي من أبرز القدرات التي تميّز الإنسان عن غيره، فالتفكير الإبداعي لا يقتصر على أفكار معروفة وأمور مألوفة، إنّما يتعداها ليشمل حلولًا جديدة وأفكارًا غير تقليدية، تنبع من خيال الشخص والتفكير خارج الصندوق. ويمكن تعريفه بأنه المهارة الذهنية التي تسمح للفرد رؤية الأمور من زوايا غير مألوفة، وتفكيك المشكلات بطريقة مختلفة، ثم إعادة تركيبها في إطار جديد مدهش ومثير للفضول. ما هو التفكير الإبداعي؟ هذا النوع من التفكير مبني على كسر القيود الذهنية والابتعاد عن الأنماط السائدة، وتجاوزها إلى أمور خارج المألوف، فهو يسمح للعقل أن يصبح مساحة حرة للتجارب والبحث والتأمل في احتمالات متعددة. وهو يُعتبر نشاطًا فكريًا منظمًا يقوم باستخدام الموارد المتاحة بابتكار وذكاء لتحقيق أهداف معينة. ومن أبرز سمات التفكير الابداعي، القدرة على الدمج بين أفكار متباعدة، وربطها بأشكال جديدة تُنتج رؤية مغايرة عن ما هو معتاد، وعن الحلول المعهودة. تجدر الإشارة إلى أنّ هذا النوع من التفكير يتطلب جرأة في الطرح وانفتاحًا على التغيير، واستعدادًا لمواجهة المجهول بثقة، وهو ما يجعل منه أداة قوية في مجالات الإبداع الفني والابتكار العلمي وريادة الأعمال وحتى في الحياة اليومية.أنواع التفكير الابداعيهناك أنواع عدة للتكفير الإبداعي الذي يتغير وفق الطبيعة التي يتميز بها عقل كل إنسان، وما يخبئه من خلفية معرفية. وما يجهله كثيرون أنّ التفكير الإبداعي لا يقتصر على نوع واحد أو طريقة معينة، بل يتشعب إلى أنواع مختلفة تتميز بخصائص فريدة.التفكير المنطقيمن أبرز هذه الأنواع نذكر التفكير المنطقي. ماذا يعني؟ هذا النمط يعتمد على التحليل والتقويم من خلال العمليات العقلية من دون الحاجة إلى معلومات مسبّقة بعيدة عن المنطق، وهذا ما يجعله مهمًا باعتماده على الواقعية والمعطيات الحسية، لأنه ينطلق من الأسلوب العقلاني.التفكير العلميوالنوع الآخر هو التفكير العلمي الذي يقوم على التجربة كأساس للوصول إلى الحقيقة. يستند هذا التفكير إلى خطوات دقيقة معروفة علميًا، تعتمد على خبرات ودراسات لتفسير ظواهر معينة وإيجاد حلول لها قائمة على المنطق والبراهين. ومن المعروف أنه يُستخدم في البحث والإكتشاف العلمي، كما يدل اسمه.التفكير الاستدلاليكذلك، هناك ما يُعرف بالتفكير الاستدلالي. هذا النوع يكون مبنيًا على استخلاص النتائج من مبادئ أو قواعد عامة، يتم البدء بها قبل إسقاطها على ملفات معينة، وثم الوصول من خلال هذا المسار، إلى حلول مبتكرة. التفكير الابتكاريوإذا أردنا الغوص أكثر في الإبداع، لا بد أن نسلط الضوء على التفكير الابتكاري، الذي يعدّ من أهم أنماط التفكير الإبداعي. لماذا؟ الجواب يكمن في اسمه. إنه ابتكاري أي يعتمد على الابتكار والتفكير خارج الصندوق، للخروج بأفكار فريدة ومقترحات جديدة لم يتم التطرق إليها من قبل. التفكير الخرافيأيضًا هناك نوع غير مألوف من التفكير الإبداعي، يطلق عليه اسم التفكير الخرافي. هذا النوع بعيد كل البعد عن الواقع والمنطق، ويعتمد على الخيال من دون أن يكون لأفكاره أيّ مبرر أو منطق. هنا، يلجأ الشخص إلى أحداث مختلقة من قبله أو غير مؤكدة، ويربط بها تفسيرات لا أساس علميًا لها. حيث يستخدم هذا النوع من التفكير؟ في الأعمال الفنية أو الأدبية، فرغم أنه بعيد عن الموضوعية، إلا أنه يتم اللجوء إليه عمومًا، لفتح آفاق واسعة وإثراء الخيال وإنتاج أعمال إبداعية.إستراتيجيات التفكير الابداعيتُعتبر استراتيجية التفكير الابداعي والابتكار، إطارًا ذهنيًا يشمل مجموعة من المهارات المتعددة والمتنوعة. وهي تهدف إلى تنمية خيال الشخص وتوسيع آفاق تفكيره، لتمكينه من توظيف أفكاره بطريقة مبتكرة وفاعلة ومنظمة. ومن خلال هذه الاستراتيجية، يصبح الشخص قادرًا على خلق أفكار جديدة غير تقليدية وخارج الصندوق (out of the box) ما يزيد من جودة الحلول وفرص النجاح في الكثير من المجالات. مراحل التفكير الابداعيللتفكير الإبداعي مراحل عدة متداخلة، تتفاوت بين شخص وآخر لكنها غالبًا ما تتقاطع عند محطات مشتركة، تشكّل البنية الرئيسية لخلق الأفكار الجديدة والمبتكرة: الإعداد أو التحضيرالمرحلة الأولى هي مرحلة الإعداد أو التحضير، حيث يبدأ العقل في جمع ورصد المشكلات ومن ثم المعلومات، وتحليل المعطيات المتعلقة بها، في عملية تهدف إلى فهم المشكلة قبل التفكير في حلّ لها في عملية تشبه العصف الذهني الاستكشافي. الاختمار بعد ذلك تأتي مرحلة تُعرف بمرحلة الاختمار، وهي كما يدل اسمها، تؤشر إلى المرحلة التي تختمر فيها الأفكار في خلفية الدماغ من دون أن تظهر بشكل واضح. وينشغل العقل الباطني في فرز هذه الأفكار والتفريق بين تلك المهمة منها، والتي تُعتبر ثانوية. كما يعمد إلى الدمج بين المعلومات والخبرات السابقة والبيانات الجديدة. الإلهام ثم تأتي مرحلة الإلهام، والتي تُعتبر اللحظة التي تخطر فيها فكرة جيدة في بال الشخص، حيث يظهر الحل فجأة. ورغم أنّها قد تبدو للبعض لحظة فجائية، إلا أنّها ليس كذلك، بل نتيجة التفكير والعمل الفكري المتراكم من المراحل السابقة. التحقيق أما المرحلة الأخيرة فهي مرحلة التحقيق أو التحقق، حيث تخضع الفكرة للاختبار والتقييم، ويتم اختبارها في الواقع العملي أو النظري للتحقق من مدى فاعليتها. وفي هذه المرحلة يتم تعديل الفكرة أو تطويرها أو حتى استبعادها إن لم تكن مناسبة، لأنّ الإبداع لا يكمن فقط في إيجاد فكرة جديدة، بل في تحويلها إلى حل واقعي قابل للتنفيذ.فوائد التفكير الإبداعييلعب التفكير الإبداعي دورًا مهمًا في تغيير طريقة التفكير، من خلال فتح آفاق واسعة وفريدة والتفكير خارج الصندوق. فالأسلوب يكون مختلفًا إذا كنت تتمتع بتفكير إبداعي، إذ بدل العودة إلى خبرات سابقة أو نصائح من أفراد آخرين، واستنتاج حلول منها، يمكنك ابتكار حلول جديدة وغير مألوفة، وغالبًا ما تكون مفيدة لتناسب الوضع تمامًا. تجدر الاشارة إلى أنّ مهارات التفكير الإبداعي هذه، لا تولد مع الإنسان بالفطرة، بل يمكن العمل على تنميتها وتطويرها من خلال اكتساب المهارات التي تعود عليه بفوائد متعددة لها آثار عملية على الفرد والبيئة المحيطة به، والمجتمع ككل.ومن هذه الفوائد نذكر تحرير المجتمع من القيود الفكرية التي تحدّ عقل الإنسان، ولا تمكّنه من التفكير إلا ضمن إطار محدد غير خلاق، بما يساهم في كسر الأنماط العامة السائدة، وتشجيع الفرد على الانفتاح لوجهات نظر تختلف عن رؤيته الخاصة، ما يجعله قويًا أكثر، نظرًا للتنوع الذي سيُغني دماغه. وعلى صعيد المجتمع والمؤسسات والمستوى التعليمي، يمكن لمهارة التفكير الإبداعي أن تزيد القدرة التنافسية بين الزملاء، ما يدفعهم إلى التطور شخصيًا ومهنيًا، وتطور المؤسسة أيضًا، كما يعزز ذلك الشعور بالانتماء. فاللجوء إلى التفكير الإبداعي وإدخاله ضمن ثقافة المؤسسة، يرفع من حماسة الموظفين ويُعزز روح العمل الجماعي. انطلاقُا من هذا الواقع، يُحدث التفكير الإبداعي نقلة نوعية، إذ إنه يفتح المجال للطلاب والمعلمين لاستخدام وسائل تعليمية أكثر مرونة ومتعة، الأمر الذي يعزز الخيال والذكاء العاطفي، ويحد من التوتر والقلق والمشاعر السلبية عمومًا، بالإضافة إلى تحسين المهارات، خصوصًا في ما يتعلق بحل المشاكل والأمور العالقة والتفكير خارج الصندوق.معوقات التفكير الإبداعيهناك الكثير من العوامل التي تشكّل معوقات للتفكير الإبداعي. ومن بين أبرز هذه العوامل: قلة الثقة بالنفسالتفكير بواقعية كبيرة التوتر والقلقالخوف من الفشلالشعور بالإحباطضغط الوقتالتقييدات الثقافية والاجتماعيةالروتينالتعب والإرهاقخصائص التفكير الابداعيمن أبرز خصائص التفكير الإبداعي أنّه يعزز من قدرتك على إنتاج محتوى جديد وخلاق وغير مألوف. كذلك نظرًا لأنّ هذا النوع من التفكير، ليس متحجّرًا ولا تقليديًا، فإنّه يتميّز بالتنوّع والقبول من قبل فئات عدة رغم الاختلاف في طريقة تفكيرها. ومن أبرز الخصائص أيضًا، أنّه يُعرف بالمرونة والطلاقة الفكرية. مهارات التفكير الإبداعيهذا النوع من التفكير ليس محصورًا بأحد، إنّما هو مهارة يمكن تطويرها. ومن أبرز مهارات التفكير الابداعي: الانفتاح على الأفكار الجديدةأي تقبّل كل الأفكار التي تُطرح من دون أحكام مسبّقة، حتى وإن بدت غريبة أو غير مألوفة، وذلك بهدف توسيع أفق العقل والتفكير خارج الصندوق. وهي مهارة تحتاج إلى فضول واستعداد لاكتشاف المجهول، من دون أن يكون الشخص ملزمًا في تبني هذه الأفكار، ولكن بمجرد الانفتاح عليها، فإنّ ذلك يبني لديه أفاقًا واسعة في التفكير.تغيير وجهات النظر يعني ذلك محاولة رؤية الأمور من زوايا مختلفة، وطرح أسئلة حولها. أي أنّ الشخص يحاول أن يضع نفسه في مكان الآخرين، وأن ينظر إلى الأمور من منظار آخر. وهذه القدرة تساعد على الفهم الأعمق للمشكلات والعلاقات، وتعزز قدرة الشخص على التكيف والابتكار.تسجيل الأفكار فور ظهورهامهما بدت بسيطة أو غير مكتملة، لا بد من تسجيل الأفكار، لأنّ الفكرة قد تخطر في بالك وتختفي إذا لم تقُم بتسجيلها. لذلك يُنصح بالاحتفاظ بدفتر صغير معك، واستخدامه عندما يحدث ذلك، فالتدوين يثبّت الفكرة في الدماغ، ويمنحك فرصة للعودة إليها وتطويرها.العمل الجماعي والفردي كلّ من العمل الجماعي والفردي، يساهم في التفكير الإبداعي. العمل الفردي يسمح بالتركيز والتأمل والإبداع، بينما يشجع العمل الجماعي على تبادل الأفكار واستلهام أفكار أخرى من الآخرين. التدرب المستمر التدرب المستمر والمنتظم، يوصل الشخص إلى مستوى الاحتراف. وكذلك بالنسبة إلى التفكير الإبداعي، فهو لا يأتي فجأة بل يساعد التدرب في تطويره. ويمكنك أن تقرأ باستمرار أو تطلع على أفكار جديدة.الإنصات الفاعل يُعتبر عنصرًا أساسيًا في هذا النوع من التفكير، إذ يساعد على فهم وجهات نظر الآخرين بعمق. ويؤدي إلى التفكير في أسئلة جديدة قد لا تخطر ببالك لأنك لم تستمع بشكل جيد.الفضول للمعرفة يُعتبر الفضول محركاً أساسيًّا للإبداع. لأنه يدفع الشخص إلى معرفة المزيد والاطلاع على الكثير من المواضيع والأمور والتفاصيل، عبر القراءة والبحث ومشاهدة الوثائقيات، وكلها مصادر تغذي التفكير الإبداعي.عدم الخوف من التجاربيُعتبر عدم الخوف من التجارب، أحد أهمّ الصفات لدى الشخص المبدع. فالفشل لا يشكل له عائقًا ولا يحبطه، لأنه يدرك أنّ كل تجربة تجعله أقرب من الفكرة الأفضل.كيف نطور مهارات التفكير الإبداعي؟من المعروف أنّ تطوير الذات يتحقق بوعي ولا يحصل عن طريق الصدفة، وكذلك تعزيز مهارات التفكير الابداعي. فمهارات التفكير الإبداعي يمكن تطويرها من خلال أمور عدة أبرزها: وعي الذات تطوير الذات لا يحدث صدفة، بل هو نتيجة لوعي مستمر وممارسة متعمدة. وكذلك الحال مع التفكير الإبداعي، فهو مهارة يمكن تنميتها بالتدريب والاهتمام وليس موهبة فطرية.الانتباه للتفاصيل اليوميةأحد أهم مفاتيح تطوير مهارة التفكير الإبداعي، هو الانتباه لما يدور حولك. فالتفاصيل الصغيرة في الحياة اليومية قد تفتح لك آفاقًا جديدة للتفكير والتحليل، ما يزيد من قدرتك على ملاحظة الأمور وربط الأحداث.تحويل بعض الممارسات إلى عاداتيمكن أن يحدث ذلك عبر اختيار سلوكيات يومية تدعم تطوير ونمو العقل وتحويلها إلى عادات. مثلًا:دوّن أفكارك بانتظام.اسأل نفسك أسئلة مفتوحة.لا تكتفِ بالإجابات السطحية.القراءة المستمرةتخصيص وقت لقراءة كتب ملهمة وغنية بالأفكار، يُعتبر أيضًا عنصرًا أساسيًا في تطوير مهارة التفكير الإبداعي، فالقراءة تزيد من المعرفة وتساعد الشخص على رؤية بعض الأمور من زوايا مختلفة.النقاش وتبادل الأفكارهل تعلم أنّ مشاركة أفكارك مع الآخرين، وتبادل الآراء والنقاشات، يفتح أمامك طرقًا جديدة للتفكير، ويجعلك تتعلم من وجهات نظر مختلفة؟ ولذلك فإنّ استخدام هذه الطريقة يُعتبر أيضًا من الأمور المفيدة. اكتب ما يخطر في بالكالكتابة وسيلة فاعلة لتحفيز مهارات التفكير الإبداعي، ولذلك يجب ألا تتردد في كتابة:تساؤلاتك اليومية.أفكارك الغريبة أو غير المألوفة.ملاحظاتك حول ما يحدث من حولك.كن جريئًاالإبداع يحتاج إلى الجرأة وابتكار اقتراحات غير مألوفة، لذلك على الشخص ألا يخشى طرح أفكار جديدة حتى لو بدت غريبة.إلى جانب ذلك، خذ بعين الاعتبار ما يلي: الابتعاد عن مصادر التشتيت.تقليل الإجهاد الذهني.تنظيم الوقت.للمزيد :-ما هو التفكير النقدي-ماهو التفكير الناقد(المشهد)۔


هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من قناة المشهد

منذ ساعتين
منذ 9 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ ساعة
منذ ساعتين
منذ 4 ساعات
قناة العربية منذ 12 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 10 ساعات
سي ان ان بالعربية منذ 10 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 11 ساعة
قناة العربية منذ 4 ساعات
قناة العربية منذ 6 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 4 ساعات
قناة العربية منذ 13 ساعة