يعتبر وجود النساء في مجال صناعة السينما أمرا ليس غريبا؛ فقد كانت أوائل من اقتحم هذا المجال في النصف الأول من القرن العشرين هن النساء، وأصبحن رائدات في مجال الإنتاج، مثل عزيزة أمير وآسيا داغر، لكن ربما توارت النساء قليلا على مدار سنوات عن هذا الجانب واكتفين بوجودهن في إطار التمثيل أو الإخراج، ومع ذلك لا يزال هناك أسماء في العصر الحالي يحاولن الاستمرار في صناعة يسيطر عليها الرجل.
وتُعد المنتجة باهو بخش اسما مهما في هذه الصناعة حاليا، من خلال شركة "Red Star Films" التي تأسست عام 2014 ككيان يسعى إلى تطوير أسس السوق السينمائي؛ حيث أنتجت حتى الآن أكثر من ٤٠ فيلما -تشمل أفلاما قصيرة وطويلة ووثائقية- حصد بعضها جوائز عديدة من مهرجانات سينمائية إقليمية ودولية، منها: كان والقاهرة وروتردام، وكان عام 2025 عاما حافلا بالأفلام بالنسبة للشركة، فقد أنتجت حوالي 9 أفلام متنوعة، ست أفلام منها شاركت في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
وعن حب السينما واختيارات الأعمال وتنوعها، أجرت "الشروق" حوارا مع المنتجة السعودية باهو بخش، وإلى نصر الحوار..
متى بدأ شغفك تجاه السينما؟.. ولماذا اخترتي خوض المغامرة في هذا المجال الذي يبدو صعبا؟
- بدأ شغفي الحقيقي بالسينما عام 1995، مع انتقالي إلى القاهرة، حيث تعرفت على السينما العالمية من خلال عروض مميزة في مراكز ثقافية وفي الجامعة الأمريكية التي كانت في ميدان التحرير، فضلا عن عروض مهرجان القاهرة في سينمات وسط المدينة، وأيضا عروض بانوراما السينما الأوروبية إذ كنت أقضي أسبوعا لا أبارح سينما جالاكسي، تلك العروض والمناقشات التي تلتها فتحت أمامي باب التفكير في السينما كفن وصناعة في آنٍ واحد.
وبينما كنت أستعد للدخول في مجال صناعة السينما عبر الانتظام بمدرسة دكتورة منى الصبان ومدرسة علي بدرخان، بدرجة من التخبط، شرفت بلقاء المنتج العظيم حسين القلا، وهو من وجهة نظري أهم صناع الأفلام المصرية في الثمانينات والتسعينات.
ورغم عدم اكتمال التجربة بصناعة فيلم مشترك إلا أنني أدين لتلك اللقاءات الملهمة فوق قدرتي على التوصيف؛ فقد شرفت بالتحاور مع قامة كبيرة في مجال الإنتاج السينمائي فتح أمامي الباب في التفكير في السينما كصناعة تتم بتوجه وليس مجرد تجارة، وهو ما حسم موقفي بالدخول في مجال الإنتاج
وأُدين أيضا وبالتأكيد بالكثير لشريكي صفي الدين محمود؛ فقد استخدم خبرته العريضة في قيادة "ريد ستار" وهو ما قلل كثيرا بالنسبة لي من إحساسي بالمغامرة.
كامرأة في الصناعة.. ما الذي ترين أنه مهم بالنسبة لكِ داخل هذا المجال؟ وهل وجود منتجة يساهم في دعم صانعات أخريات؟
- السينما ليست فقط صناعة تقنية، بل مساحة سرد يجب أن تتسع لتعقيد وعمق قصص النساء بعيدا عن القوالب الجاهزة؛ فأي مجال عمل يحتاج جهدا واعيا ليكون بيئة آمنة وعادلة للنساء، بمعنى خلق مناخ يسمح للنساء بالإبداع دون أن تضطر لإثبات نفسها مضاعفا مقارنة بالرجل، ووجود منتجات مثل نادين لبكي ودرة بشوشة وهيفاء المنصور لعب دورا بالتأكيد في فتح الأبواب أمام قصص وشخصيات نسائية في أفلام فارقة.
لكن، لا يمكن إغفال أن منتجين رجال مثل أحمد فهمي وأحمد الدسوقي وغيرهم فتحوا الباب أمام مخرجات رائعات مثل هبة يسري وسارة جوهر وغيرهن.
إلى أى مدى تنحازي للموضوعات النسوية في السينما؟
- أنحاز بكل تأكيد لقصص النساء وللشخصيات النسائية بحكم كوني امرأة لديها ذائقة فنية وتفضيل شخصي، لكن مصطلح "السينما النسوية" مُربك بالنسبة لي ولا أفضله؛ هذا التوصيف يضع الأفلام في خانة أيديولوجية ضيقة قبل أن تحظى بفرصة المشاهدة حتى.
وأيضا، أحيانا ما يتم التعامل مع الأفلام التي تعرض قضايا اجتماعية باعتبارها أقل من حيث القيمة الفنية، بل وأحيانا يحدث المعكوس ويصبح طرح القضايا النسوية أو غيرها مبررا مقبولا لتقديم سينما أقل جودة، وأُفضل أن تكون الأفلام إضافة وجسرا لما هو جديد وليس سورا أو سقفا لفكرة مسبقة.
كان 2025 حافلا بعروض الأفلام التي أنتجتها الشركة أو شاركت في انتاجها.. إلى أي مدى تعتقدين أن هناك نقلة نوعية في مسار "ريد ستار" خلال العام؟
- كانت سنة حافلة بالنسبة لـ"ريد ستار"بالتأكيد؛ فلأول مرة نشارك في مهرجانات عالمية بفيلمين وثائقيين، هما "ضايل عنا عرض" لمي سعد وأحمد الدنف، الحاصل على جائزة الجمهور في مهرجان القاهرة الدولي وجائزتي الجمهور وأفضل إنتاج من مهرجان روما للأفلام الوثائقية، وفيلم "الحياة ما بعد سهام" للمخرج المتميز نمير عبدالمسيح الذي عُرض في مهرجان كان ومهرجان إدفا وحصل على عدد كبير من الجوائز بمهرجانات دولية وعربية، من بينها الجائزة الفضية بمهرجان الجونة وذكر خاص بمهرجان زيوريخ.
كما حصل فيلم "شكوى 317713" لياسر شفيعي، وهو إنتاج مشترك لـ"ريد ستار" على جائزة أفضل سيناريو من مهرجان القاهرة، وفي انتظار عرضه في المسابقة الرسمية لمهرجان روتردام في فبراير 2026.
أيضا، في وقت عمل هذا الحوار.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من جريدة الشروق
