جاء في كتاب أحكام أهل الذمة لابن قيم الجوزية رحمه الله (تلميذ ابن تيمية) في رواية عن أحمد بن حنبل رحمه الله (الفقيه الحنبلي المعروف) أنه قد صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أنزل وفد نصارى نجران (وفد من مسيحيي منطقة نجران، وكانت منطقة مزدهرة بالمسيحية قبل الإسلام وتشتهر بـقصة الأخدود) أنزلهم في مسجده وحانت صلاتهم (صلاة المسيحي) فصلوا فيه (في المسجد النبوي)، وذلك عام الوفود. (المرجع/ أحكام أهل الذمة، تحقيق صبحي الصالح، الصفحة 187، القسم الأول، دار العلم للملايين).

تخيلوا لو طلبنا الآن من فقهاء عصرنا أن يصدروا لنا فتوى بجواز استقبال وفد مسيحي في مسجد من المساجد؟ وليس في (المسجد النبوي). وتخيلوا لو طلبنا منهم دراسة الرأي الفقهي في السماح لهذا الوفد أن يمارسوا صلاتهم في المسجد كما سمح النبي عليه الصلاة والسلام (الموحى إليه) لهم بأن يمارسوا طقوس صلاتهم في مسجده؟ ماذا سيكون رأي الفقهاء في هذا العصر؟ وكيف سيتعاملون مع هذه المسألة؟ مسألة صلاة المسيحي في المسجد؟

أستطيع أن أتخيل الآراء الفقهية التي ستكون من متابعة ما يُكتب في قضية هامشية جُعلت بكل أسف قضية عقائدية بين الكفر والإيمان لمجرد عبارة تُقال! وأستطيع كذلك أن أتخيل ردة فعل عامة الناس كيف ستكون، وأستطيع أكثر أن أتخيل ردة فعل وسائل التواصل وروادها تجاه هذه القضية، وأستطيع أن أتخيل ردة فعل (مجانين اللايكات والترندات)؛ فهم قد يكونون من وجهة نظرهم أكثر فهما وأكثر علما وأكثر دراية (لا قدر الله) من فعل النبي الموحى إليه من فوق سبع سماوات! وسأترك لخيالكم الخصب تصور هذه المسألة الفقهية وتصور الفقهاء وأصحاب العلم الشرعي الذين سيدلون بدلوهم الفقهي في هذه المسألة وطرق تفكيرهم، وكيف سيكون السجال والنقاش والتناحر عبر وسائل التواصل!.

ما الذي حصل؟ ولماذا أصبحت بعض الآراء الفقهية في بعض المدارس الفقهية أكثر تشددا وأكثر تشنجا من رأي صاحب الرسالة الموحى إليه نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، بل وأكثر تشنجا من رأي الصحابة الذين عاصروا النبي عليه السلام وفهموا مقاصد الشريعة وفهموا (علل الأحكام) ومقاصدها، ما الذي جعل الفقه بعد عصر النبي وعصر الصحابة وعصر التابعين أكثر تشددا في بعض المسائل من سابقه من العصور القريبة جدا.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه

هذا المحتوى مقدم من صحيفة الغد الأردنية