في خطوة لافتة، شنت الولايات المتحدة غارات جوية في نيجيريا للمرة الأولى منذ عقود، بعد تهديدات أطلقها الرئيس دونالد ترامب بالتدخل لوقف أعمال العنف، وهي الخطوة التي أثارت المخاوف من انخراط واشنطن في صراع معقد وطويل الأمد داخل الدولة الإفريقية الأكبر من حيث السكان. ونقل تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين نيجيريين كبار قولهم، إن الضربات الأميركية داخل نيجيريا على ما وصفه ترامب بـ"حثالة إرهابيي تنظيم داعش" ربما تمثل الخطوة الأولى في حملة أميركية ضد الجماعات المسلحة هناك، لكن محللين أمنيين حذروا في الوقت نفسه من أن مسؤولي الإدارة الأميركية يبدون وكأنهم يدخلون في صراع معقد وطويل الأمد قد لا يفهمونه بشكل كامل. وكان الرئيس الأميركي قد حذر في الكثير من المناسبات في الفترة الأخيرة من أنه سيتدخل في نيجيريا، إذا لم تتوقف عمليات قتل المسيحيين. وقد نفذ ترامب تهديده يوم الخميس الماضي، معلنا عن "عدد كبير من الضربات المثالية"، في ليلة عيد الميلاد، وتوعد بالمزيد إذا استمرت أعمال القتل.كما نقل تقرير "واشنطن بوست" عن محللين غربيين ونيجيريين قولهم إن هذه الهجمات تعتبر الأولى منذ عقود التي تشنها الولايات المتحدة في نيجيريا، الدولة التي يزيد عدد سكانها على 230 مليون نسمة، والتي تنقسم بالتساوي بين المسلمين والمسيحيين.وأضاف المحللون أن العنف استهدف أحيانا المسيحيين لكن طال المسلمين كذلك وخصوصا في الشمال من قبل المتشددين. ولم يحدد ترامب ولا القيادة الأميركية في إفريقيا (أفريكوم) هوية القتلى في الضربات، التي قالت واشنطن وأبوجا إنها نفذت بموافقة حكومة نيجيريا.تعاون استخباراتي وقال دانيال بوالا، مستشار الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو، إن ضربات الخميس الماضي ليست سوى البداية، ومن جانبه أشار وزير الخارجية النيجيري يوسف توغار إلى أن أبوجا قدمت معلومات استخباراتية للولايات المتحدة من أجل تنفيذ الضربات. وأوضح مسؤولان أميركيان لصحيفة "واشنطن بوست" واشترطا عدم الكشف عن هويتهما بسبب حساسية الموقف، أن الضربات تم تنفيذها بصواريخ من طراز "توماهوك" أطلقت من سفينة تابعة للبحرية في خليج غينيا. وأضاف التقرير أن استخدام هذه الصواريخ التي يبلغ مداها نحو 1000 ميل يوضح الصعوبات التي تواجهها الولايات المتحدة في الحفاظ على وجود لمكافحة الإرهاب داخل منطقة الساحل، التي تمتد عبر عرض إفريقيا. وفي نيجيريا، يتخذ العنف أشكالا متعددة ويختلف باختلاف المناطق، ففي الشمال الشرقي تنشط جماعة "بوكو حرام"، وفصيل تابع لتنظيم "داعش" الإرهابي، وفي الشمال الغربي تسود عصابات مسلحة، وفي وسط البلاد تنتشر صراعات بين المزارعين والرعاة.(ترجمات )۔

هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد