12 قاعدة ذكية لاختيار بطاقة الائتمان

في زمن ترتفع فيه كلفة المعيشة وتتقلّب أسعار الفائدة، لم تعد بطاقة الائتمان مجرد وسيلة دفع، بل قراراً مالياً قد يفتح باباً للمكافآت أو يقود إلى دائرة ديون مُكلفة، وبين الإغراءات التسويقية والمخاطر الخفية، يصبح السؤال الحقيقي كيف تختار البطاقة المناسبة لك، لا للبنك؟ ما الائتمان أصلاً؟ الائتمان، ببساطة، هو ثقة مؤجلة بالدفع، وهي أن تحصل على سلعة أو خدمة اليوم، وتتعهد بالسداد لاحقاً، غالباً مع فائدة. تقف هذه الفكرة البسيطة خلف القروض، وبطاقات الائتمان، وحتى التقييم المالي المعروف بالتصنيف الائتماني، الذي يتراوح عادة بين 300 و850 نقطة، وكلما ارتفع، بدوت أكثر جدارة بالثقة في نظر المقرضين، وفقاً لتقارير ماني هيلبر والحكومة الأميركية MoneyHelper وUSA.gov.

قبل البطاقة.. افهم تاريخك الائتماني أول خطوة لاختيار بطاقة مناسبة تبدأ قبل التقديم، عبر مراجعة تقريرك الائتماني، يسجّل هذا التقرير سلوكك في الاقتراض والسداد، وأي خطأ بسيط فيه قد يكلّفك رفض الطلب أو فائدة أعلى، تاريخ السداد هو العامل الأهم في تحديد درجتك الائتمانية، تليه نسبة استخدامك للحد الائتماني. إن لم يكن لديك سجل أو تعاني ضعفاً ائتمانياً قد تكون البطاقات المضمونة مدخلاً عملياً، تضع وديعة نقدية تحدد سقف الائتمان، ومن خلال الاستخدام المنتظم والسداد الكامل، يمكنك إعادة بناء تصنيفك من دون تعريض البنك لمخاطر، ومن دون تعريض نفسك لفوائد مفرطة. الرصيد الشهري.. لحظة الصراحة هنا الفارق الجوهري بين ما إذا كنت تسدد كامل المبلغ شهرياً أم تتركه يتراكم، إذ إن من يحمل رصيداً من شهر لآخر يجب أن يركّز على معدل الفائدة السنوي، وأن ينتبه إن كان السعر المنخفض مؤقتاً أو مشروطاً، إضافة إلى الغرامات القاسية عند التأخير. رسوم خفية قد تغيّر المعادلة تُخفي كثير من البطاقات تكلفتها الحقيقية في التفاصيل، من رسوم سنوية، وعمولات تحويل الرصيد، والسحب النقدي، والعملات الأجنبية، وتجاوز الحد، وحتى عدم الاستخدام، قد تبدو بطاقة جذابة بالمكافآت قد تصبح مكلفة إذا لم تُحسب هذه الرسوم بدقة. المكافآت.. متى تكون مجدية فعلاً؟ قد تكون بطاقات الاسترداد النقدي، ونقاط السفر، وبطاقات المتاجر، مفيدة فقط إذا كنت تسدد كامل الرصيد شهرياً. والقاعدة الذهبية هنا هي: إن كانت قيمة المكافآت أقل من الرسوم السنوية أو الفوائد المتوقعة، فأنت الخاسر. السفر والتسوّق.. بطاقات متخصصة قد يستفيد المسافرون من بطاقات تقدّم صالات مطارات أو نقاط قابلة للتحويل، بينما المتسوّقون بكثرة في متجر بعينه قد يجدون بطاقات المتاجر مغرية، لكن بشرط الانتباه إلى أسعار الفائدة المرتفعة وقصر الاستخدام على متجر واحد. الطلاب وأصحاب الأعمال تمنح بطاقات الطلاب بداية مبكرة، لكنها أقل سخاء في المزايا، أما روّاد الأعمال، فالفصل بين المصروفات الشخصية والعملية ليس رفاهية، بل ضرورة محاسبية وائتمانية. تساعد بطاقات الأعمال على بناء سجل للشركة، لكنها قد تتطلب ضماناً شخصياً. التأمينات والحماية توفّر بعض البطاقات حماية من انخفاض الأسعار أو تمديد الضمانات، وهي مزايا نادرة اليوم لكنها قد تصنع فرقاً عند شراء سلع مرتفعة الثمن، في المقابل، تأمين رصيد البطاقة قد يبدو مطمئناً، لكنه غالباً مرتفع الكلفة ومحدود التغطية. كيف تحسّن تصنيفك الائتماني؟ السداد في موعده، إبقاء استخدامك دون 30% من الحد الائتماني، تجنّب التقديم على عدة بطاقات دفعة واحدة، ومراجعة تقريرك بانتظام، المفارقة أن إغلاق بطاقة قد يضرّ بتصنيفك لأنه يقلّل إجمالي الائتمان المتاح، بينما إبقاؤها مفتوحة من دون استخدام غالباً لا يضر. بطاقة الائتمان ليست جيدة أو سيئة في ذاتها، بل أداة، بيد مستخدم منضبط، تصبح وسيلة لبناء سمعة مالية قوية والحصول على مزايا حقيقية، وبيد مستخدم متهوّر، تتحول إلى عبء طويل الأمد بلا عائد، الفارق كله في الاختيار، وفي السلوك بعد الاختيار.


هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من منصة CNN الاقتصادية

منذ 10 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 31 دقيقة
منذ 4 ساعات
منذ 3 ساعات
قناة CNBC عربية منذ ساعتين
صحيفة الاقتصادية منذ 7 ساعات
قناة CNBC عربية منذ ساعتين
فوربس الشرق الأوسط منذ 4 ساعات
قناة العربية - الأسواق منذ 14 ساعة
قناة العربية - الأسواق منذ 18 ساعة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 5 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 4 ساعات