في حلقة جديدة من بودكاست عندي سؤال مع الإعلامي محمد قيس عبر قناة "المشهد"، كانت هناك العديد من التصريحات التي أطلقها الفنان سيف نبيل. فدعونا في هذا المقال نستعرض تصريحات الفنان بشأن ملامح البدايات الأولى لموهبته، وكيف اصطدم مبكرًا بواقع الوسط الفني القاسي.
اكتشاف الصوت منذ الطفولةأوضح سيف نبيل أنه أدرك امتلاكه موهبة الغناء في سن مبكرة، وكان يغني داخل المنزل، خصوصًا أمام والدته، قبل أن يكتسب الجرأة لاحقًا للغناء أمام والده. تأثره بالأغنية العربية الكلاسيكية والطربية شكّل ذائقته الفنية، ورسّخ لديه إحساسًا مبكرًا بقيمة الصوت والأداء، لا مجرد الشهرة السريعة.
رغم حبه للغناء، التزم سيف بنصيحة والده بضرورة إكمال دراسته قبل التفرغ للفن. أنهى دراسته ودخل تخصص علوم الحاسوب، قبل أن يتخذ قراره النهائي بدخول المجال الفني.
سنوات التعب دون مقابل
تحدث سيف نبيل بصراحة عن الفترة الممتدة تقريبًا بين عامي 2011 و2015، واصفًا إياها بأنها "خسارة فنية" على مستوى الوقت والجهد.
خلال هذه السنوات، واجه تجاهلًا من ملحنين ومنتجين، ورفضًا متكررًا للأغاني التي كان يطلبها أو يرى أنها تناسب صوته. هذا الرفض المستمر شكّل ضغطًا نفسيًا كبيرًا، لكنه لم يدفعه للاستسلام.
لم يحمّل سيف أحدًا اتهامات مباشرة، لكنه أشار إلى مناخ "غير صحي" في الوسط، تداخلت فيه الغيرة مع الحسابات الضيقة، ما جعله يشعر بأنه غير مرحّب به في بداياته.
الأغنية التي كسرت الحاجز
شكّلت بعض الأعمال الغنائية نقطة تحول حاسمة في مسيرة سيف نبيل، حيث حققت انتشارًا واسعًا في العراق والخليج، ولفتت الأنظار إلى صوته وأسلوبه المختلف. هذه الأغاني لم تكن مجرد نجاح عابر، بل إعلانًا رسميًا عن ولادة نجم جديد في الساحة العربية.
أكد سيف نبيل أن انتقاله من النجاح المحلي إلى العربي لم يكن مخططًا له بقدر ما كان نتيجة طبيعية لتراكم الجهد. مشاركته في مهرجانات كبرى، وعلى رأسها مهرجان جرش في الأردن، كانت لحظة فارقة، إذ واجه جمهورًا ضخمًا وتفاعلًا غير متوقع، ما عزز ثقته بنفسه وبمشروعه الفني.
مع تصاعد النجاح، أدرك سيف أن الشهرة ليست امتيازًا فقط، بل مسؤولية. تحدث عن التغييرات التي طرأت على حياته، من حيث طريقة الكلام، والظهور، واختيار الأعمال، مشيرًا إلى أنه بات أكثر حرصًا على الجودة والوعي الثقافي، إدراكًا منه أن الفنان الناجح يمثل صورة أمام جمهوره.
الإحباط الذي قاد إلى التلحين
بعد سنوات من التعامل مع ملحنين لم يؤمنوا بصوته أو لم يمنحوه الأغاني التي تناسبه، وجد سيف نفسه أمام خيارين: إما الانتظار، أو المبادرة. اختار الطريق الأصعب، وقرر أن يلحن لنفسه، واضعًا ثقته في إحساسه الفني وذائقته الموسيقية.
كانت أولى تجاربه في التلحين بمثابة مفاجأة إيجابية، إذ حققت الأغاني التي لحنها بنفسه نجاحًا واسعًا وأرقام مشاهدة مرتفعة. هذا النجاح لم يمنحه فقط انتشارًا أكبر، بل منحه ثقة داخلية بأنه قادر على صناعة الأغنية من الفكرة حتى التنفيذ.
أوضح سيف نبيل أن التلحين ليس عملية تقنية فقط، بل حالة شعورية تتأثر بالطاقة النفسية. فالفرح يولّد ألحانًا مبهجة، والحزن يخلق موسيقى حزينة. وخلال أزماته، واجه صعوبة في التلحين، ما دفعه أحيانًا للعزلة والتأمل، بحثًا عن صفاء ذهني يسمح له بالإبداع.(المشهد)۔
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد
