1. فوجئت حين رأيت أن اليوم العالمي للاحتفال باللغة العربية حل في موعده دون تأخير، وأن اللغة العربية تقف وحيدة تنتظر المحتفلين بها من أبنائها فلا تجد إلا الصمت! - أحمد عبد المعطي حجازي #رأي_الشرق_الأوسط

أعود لأكتب عن اللغة بعد أن قلت في المقالة السابقة إنها ستكون خاتمة لما كتبته في هذا الموضوع، موضوع اللغة، لأني تحدثت فيها عن اليوم الذي جعلته منظمة «اليونيسكو» يوماً عالمياً للغة العربية. وكان موعد هذا اليوم قد اقترب. فهو كما يعرف الكثيرون يحل في اليوم الثامن عشر من ديسمبر (كانون الأول) كل عام؛ أي بعد أربعة أيام من نشر المقالة التي كتبتها عنه.

وقد كنت أعتقد أننا نحن الناطقين بالعربية سنكون أول المحتفلين بهذا اليوم تعبيراً عن اعتزازنا بهذه اللغة التي يتمثل فيها وجودنا، وتقديراً وعرفاناً لمنظمة «اليونيسكو» التي بادرت باتخاذ هذه الخطوة النبيلة إدراكاً منها للدور العظيم الذي أدته لغتنا وتؤديه في الحضارة الإنسانية باعتبارها مجالاً مفتوحاً يتسابق فيه البشر سعياً لكسب المعارف وتبادل الخبرات وتحقيق التقدم وإقرار السلام والدفاع عن حقوق الإنسان.

ومن الطبيعي، والعالم كله مدعو للاحتفال بهذا اليوم، أن أتوقع من جانبنا نحن أبناء العربية مشاركة ننتظم فيها جميعاً، أفراداً وجماعات، ومؤسسات رسمية وأهلية، وأن أعتبر مقالاتي التي نُشرت في هذه الصحيفة الغراء في الأسابيع التي سبقت الاحتفال مشاركة متواضعة حاولت فيها أن أؤدي واجبي نحو لغتنا، وألفت النظر للفرصة المفتوحة أمامنا جميعاً لنؤدي واجبنا نحوها، ولهذا جعلتها خاتمة لما كتبته أخيراً في هذا الموضوع الذي طرقته مرات من قبل لأتحدث في موضوعات أخرى.

لكني فوجئت حين رأيت أن اليوم العالمي للاحتفال باللغة العربية حل في موعده دون تأخير، وأن اللغة العربية تقف وحيدة تنتظر المحتفلين بها من أبنائها فلا تجد إلا الصمت!

كان هذا هو ما رأيته في اليوم المحدد للاحتفال، الثامن عشر من هذا الشهر، فسارعت إلى أوراقي أعبّر عن شعور بالغضب والاكتئاب تثيره في نفسي هذه الطعنات التي توجّه للفصحى في العقود الأخيرة، ليس فقط في يوم عادي لا يستدعي الانتباه والاحترام، بل في اليوم المحدد للاحتفال بها.

***

غير أن هذا الصمت كان مجرد هاجس أوهمني بوقوع ما لم يقع؛ لأن يوم العربية كان عامراً في الواقع بالاحتفالات التي لم تنل حقها في وسائل الإعلام المختلفة. وكيف كان يمكن أن يمر هذا العيد دون احتفال؟

مواهب العربية وذخائرها وفضائلها تمنحها حصانة ترفع قدرها وتحميها من النوازل والشرور. والناطقون بها يزيد عددهم على أربعمائة وعشرين مليوناً، غير الذين يعرفونها من الناطقين بلغات أخرى. لكن المشاركة في الاحتفال بيومها العالمي لا يتاح إلا لمن نالوا قسطاً من التعليم يمكّنهم من معرفتها وتذوقها، فضلاً عن أن الاحتفال باللغة لا يتحقق بالقدرة على القراءة والكتابة فحسب، وإنما يحتاج لبرامج معدة سلفاً ومعلن عنها على نطاق واسع تثير الشعور بالانتماء، وتجيب عن الأسئلة المطروحة وتلبي حاجات الناطقين بها في العصور الحديثة، ومن هنا حاجتنا الدائمة للمؤسسات المختصة بتعليم اللغة العربية ورعايتها وحمايتها بمختلف الطرق والوسائل.

ونحن ننظر في بلادنا فنجد من هذه المؤسسات المختصة ما يعد بالعشرات والمئات. مدارس،.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الشرق الأوسط

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الشرق الأوسط

منذ 8 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ ساعتين
منذ 4 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 6 ساعات
قناة العربية منذ 55 دقيقة
قناة العربية منذ 4 ساعات
بي بي سي عربي منذ 5 ساعات
سي ان ان بالعربية منذ 17 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 10 ساعات
قناة العربية منذ 7 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 10 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 15 ساعة