من نجاحٍ مدوٍّ بأغنية واحدة، إلى مسيرة مليئة بالمفارقات وسوء الحظ قصة طارق شريف، صاحب «هما بيطلعوا إمتى؟»، واحدة من أغرب حكايات مطربي الألفية.. القصة كاملة على موقعنا.

لم تشهد بداية الألفية مسيرة فنية أغرب من مسيرة المطرب الشاب طارق شريف، صاحب أغنية «هما بيطلعوا إمتى؟». نجاحٌ ساحق بأغنية واحدة، تلاه مسار مليء بالمفارقات القدرية الغريبة، تنقّل بصاحبه بين القاهرة وأمستردام، قبل أن يختفي مبتعدًا عن نجومية سريعة، رافقها الكثير من سوء الحظ.

ربما تصلح قصة حياة طارق شريف فيلمًا سينمائيًا. طفل مصري وُلد في الكويت، وفي سنوات عمره الأولى أرسله والداه للتعليم في مدرسة داخلية بلندن، ثم عاد إلى مصر ليكمل تعليمه، قبل أن يسافر مرة أخرى إلى إنجلترا في مراهقته، سعيًا لاحتراف كرة القدم والعمل مع عمه الذي كان يمتلك مطعمًا هناك.

أصغر مطرب في الملاهي الليلية لم يستمر طارق طويلًا في أوروبا، فعاد إلى القاهرة بعد عامين. الصدفة وحدها أدخلته عالم الغناء، حين التقى بمتعهد حفلات خلال سهرة مع والده في أحد المطاعم الشهيرة. أُعجب الرجل بصوته، وساعده على تكوين فرقة موسيقية، وقدمه لصاحب أحد الملاهي الليلية المعروفة.

سرعان ما تحول الشاب الذي لم يكن قد تجاوز عامه الثامن عشر إلى واحد من أشهر مطربي الملاهي الليلية. عرفه الجمهور وقتها بأداء أغاني وائل كفوري، وجورج وسوف، وحسن الأسمر، حتى وصل للعمل في الملهى الليلي الذي كانت تملكه الراقصة لوسي.

كانت لوسي سببًا محوريًا في تغيير مسيرته بعد أن نصحته بترك الغناء في الملاهي الليلية، والتفكير في إنتاج ألبوم غنائي خاص به. حكى لي طارق في لقاء سابق عن تلك اللحظة قائلًا": لوسي قالت لي: أنت وسيم وشبه مصطفى قمر وصوتك حلو حرام تضيع عمرك في الكباريهات أنت مشروع نجم".

رغم أنه كان يتقاضى ما يقرب من خمسة آلاف جنيه في الليلة، وهو رقم ضخم لمطرب مغمور في ذلك الوقت، قرر طارق شريف ترك الملاهي الليلية، وأنتج لنفسه أربع أغنيات. لكنه لم يعرف كيف يسوّقها، إلى أن التقى بالمنتج والموزع الموسيقي عمرو محمود، صاحب شركة "ديجيتيك"، الذي تحمّس لموهبته وتعاقد معه.

الأغنية التي طارت إلى الهضبة بدأ طارق العمل على ألبومه الأول عام 1998، وتعرّف على الشاعر عادل عمر، الذي أهداه أغنية "الفراق ده نار" وبعد عدة أشهر، تواصل مع حميد الشاعري لتوزيعها، لكنه فوجئ بأن حميد يوزع الأغنية نفسها لعمرو دياب.

موقفٌ حكاه لي طارق قائلًا: "روحت ستوديو إم ساوند علشان أقابل حميد، وسمّعته الأغنية، فضحك ودخلني الكنترول روم وقال لي اسمع. فوجئت بصوت عمرو دياب على الأغنية. بكيت زي طفل صغير، واتصلت بالمنتج واشتكت له. وبالفعل تدخّل، وعرفت إن الشاعر والملحن باعوا الأغنية للهضبة. فقرر حميد الشاعري يعوضني عن اللي حصل وقال لي: أنا هعملك أغنية هيت هتكسر الدنيا".

كان الملحن عصام كاريكا قد عرض لحن "هما بيطلعوا إمتى؟" على طارق شريف، وعندما سمعها حميد الشاعري قال له: "دي الأغنية اللي هتعملك شهرتك". وبالفعل وزّعها في يوم واحد، وضُمّت إلى الألبوم الذي صدر في صيف 1999 تحت عنوان "هلوا".

x لم يحقق الألبوم نجاحًا يُذكر، وهو ما أصاب طارق بالإحباط. في تلك الفترة، تعرف على فتاة تونسية وتزوجها، وقررا السفر إلى هولندا. لكن بعد عدة أشهر، انتشرت الأغنية ضمن شرائط الكوكتيل المجمعة. لم يكن الناس يعرفون اسم صاحب الأغنية، لكنها انتشرت على نطاق واسع، وبدأ الجمهور ومتعهدو الحفلات في البحث عن مطربها.

في أحد الأيام، تلقى طارق اتصالًا هاتفيًا من مدير أعماله في القاهرة، قال له: "إنت مطلوب تحيي حفل في الجامعة الأمريكية بالقاهرة بكرة الأغنية نجحت، إنت فين؟ تعالى مصر فورًا!".

حجز طارق تذكرة على أول رحلة إلى القاهرة، ووصل قبل الحفل بساعة واحدة فقط. صعد إلى المسرح وغنى "هما بيطلعوا إمتى؟"، وتذوق طعم النجاح الحقيقي لأول مرة. صور الأغنية فيديو كليب، وذاعت شهرته بعد عرضها على القنوات الفضائية لكن القدر كان له رأي آخر.

x

السقوط في فخ المرض والأزمات أصيب طارق بمرض في الغدة الدرقية أعاقه عن الغناء، وابتعد عن الساحة الفنية. لاحقته شائعات قاسية، أبرزها إدمانه للمخدرات، بينما كان هو يعتقد أنه تعرض للسحر أو الحسد. ساءت حالته النفسية، فسافر إلى فرنسا للعلاج في رحلة استغرقت عامًا كاملًا. وعندما عاد إلى مصر، فوجئ بإغلاق شركة "ديجيتك"، وبيع صاحبها حقوق الألبومات والتعاقدات لشركة "هاي كواليتي".

قال لي طارق عن تلك الفترة: "اتفاجئت إني انتقلت لشركة هاي كواليتي. كنت متعاقد قبلها مع شركة فري ميوزيك للمنتج نصر محروس، وحصلت خلافات قانونية بين الشركتين. في الآخر كمّلت مع هاي كواليتي، بس الشركة مكانتش مهتمة بيا، وكان عندهم أولويات لفنانين تانيين، ورفضوا إني أشتغل مع حميد الشاعري كموزّع للألبوم".

بعد خمس سنوات، وتحديدًا عام 2007، طرح طارق ألبومه الثاني "السنين دوّارة"، ولم يحقق نجاحًا يُذكر، باستثناء أغنية "البلد دي فيها حكومة"، التي أثارت جدلًا عند بثها في الإذاعات.

x

حلم كرة القدم ... وماذا بعد؟! اشتعلت الخلافات بينه وبين شركة "هاي كواليتي"، ووصل الأمر إلى منعه من الغناء في الحفلات. عندها، قرر التخلي عن مسيرته الفنية، وعاد إلى هولندا ليحقق حلمًا قديمًا: لعب كرة القدم. ورغم تقدّمه في السن، التحق بأحد فرق الهواة هناك، ولعب حتى بلغ عامه التاسع والأربعين، كأكبر لاعب سنًا في تلك المسابقة.

بعد سنوات، عاد حلم الغناء ليطارده من جديد. منذ عام 2017، طرح طارق عدة أغنيات منفردة، منها "عيني على البنات" التي صوّرها وطرحها مع شركة مزيكا، ثم "ليلتك بتضحك"، قبل أن يتوقف لفترة. وفي مطلع عام 2025، عاد بأغنية "يا برنس الليالي"، وقرر بعدها الاستقرار في القاهرة، واستعادة مشروعه الغنائي، حيث يعمل حاليًا على تحضير مجموعة من الأغنيات، تمهيدًا للعودة إلى الساحة خلال الفترة المقبلة.

x


هذا المحتوى مقدم من بيلبورد عربية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من بيلبورد عربية

منذ ساعة
منذ ساعة
منذ 5 ساعات
موقع سائح منذ 5 ساعات
موقع سفاري منذ 7 ساعات
موقع سائح منذ 8 ساعات
موقع سائح منذ 7 ساعات
موقع سفاري منذ 7 ساعات
العلم منذ 5 ساعات
موقع سائح منذ 6 ساعات
العلم منذ 3 ساعات