شهدت سورية، أمس، تصعيداً أمنياً لافتاً، بالتزامن مع خروج تظاهرات في محافظتي اللاذقية وطرطوس، تلبية لدعوة أطلقها رئيس المجلس العلوي الأعلى، غزال غزال، للاعتصام في مناطق الساحل، تحت شعار «تقرير المصير»، في وقت أعلنت وزارة الداخلية تعرُّض عناصر من قوى الأمن الداخلي لاعتداءات نفذتها مجموعات مسلحة تابعة لفلول الرئيس المخلوع بشار الأسد خلال الاحتجاجات، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين والعسكريين.
وأفاد قائد الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية، العميد عبدالعزيز الأحمد، في بيان رسمي، بأن مسلحين أقدموا على إطلاق النار خلال الاحتجاجات التي جرت في دوار الأزهري بمدينة اللاذقية، ودوار المشفى الوطني في مدينة جبلة، موضحاً أن قوى الأمن تدخلت سريعاً واحتوت الموقف، ومنعت تطوره إلى مواجهات مفتوحة.
وأشار الأحمد إلى أن الأجهزة الأمنية رصدت وجود عناصر ملثمة ومسلحة تتبع لما يسمى «سرايا درع الساحل» و«سرايا الجواد»، وهما مجموعتان متورطتان في عمليات تصفية ميدانية وتفجير عبوات ناسفة، واستهداف نقاط أمنية وعسكرية على أوتوستراد M1 خلال فترات سابقة.
ووفق وزارة الداخلية، فإن فلول النظام المخلوع، التي هاجمت الأمن الداخلي، كانت مختبئة في جبال الساحل، مؤكدة أنها استغلت التظاهرات التي دعا إليها غزال للاعتداء على عناصر الأمن الداخلي، مما أدى إلى مقتل شرطي وعدد من المدنيين وإصابة عدد منهم، إضافة إلى إطلاق قنابل يدوية ورصاص من بعض الأبنية على قوات الأمن في دوار الأزهري، وتكسير آليات تابعة للمهام الخاصة والشرطة.
الفدرالية والتقسيم
وخرج المتظاهرون في اللاذقية وطرطوس رافعين شعارات تطالب بالفدرالية والإفراج عن الموقوفين، وردد بعضهم هتافات مؤيدة لغزال، فيما شهدت مدينة اللاذقية احتكاكاً بين تظاهرتين، إحداهما مؤيدة لغزال والأخرى داعمة للحكومة السورية.
وأفادت مصادر محلية بأن قوى الأمن فرضت حواجز بشرية، وانتشرت بكثافة في محيط الساحات، لمنع وقوع اشتباكات مباشرة بين الطرفين.
في المقابل، أعلن وجهاء منطقة القدموس في ريف طرطوس رفضهم أي دعوات لتقسيم سورية أو الذهاب نحو مشاريع انفصالية أو فدرالية، مؤكدين تمسكهم بوحدة البلاد، في موقف عكس انقساماً واضحاً داخل البيئة المحلية حيال الدعوات التي أطلقها غزال.
وكان غزال دعا، في كلمة مصورة، إلى اعتصامات سلمية تمتد من الثانية عشرة ظهراً حتى الخامسة مساءً، واصفاً ما سماه «غضب الكرامة» بأنه بلغ ذروته، وأكد أن المرحلة المقبلة «مفصلية». وتأتي هذه الدعوة في ظل أجواء متوترة أعقبت تفجير مسجد في مدينة حمص، أودى بحياة 8 أشخاص، مما زاد من حالة القلق الأمني في عدة محافظات.
الجيش اللبناني يتبرأ من مأساة غرق لاجئين سوريين على الحدود
سرايا الحسن
وفي تطور أمني متصل، أعلنت وزارة الداخلية السورية.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الجريدة
