شكوى العبد إلى ربِّه في جوهرها من أصدق مظاهر الإيمان به، والاعتماد عليه وحده سبحانه، وليست تبرُّمًا من قضاء أو قدر، بل تستدعي الرَّحمة ولا تنازع الحكمة، وهي تَوجُّهٌ للقلب إلى طريق لا يعرف سواه، ولا يأمل في غيره، وإظهار لضعف المرء أمام عظمة الله، وإقرار بمدى قصور الحول والقوة الإنسانيَّة؛ أمام لطف الله وعطفه وكرمه وعنايته.
وبالرغم من بعض الارتياح الذي تُوفِّره «الفضفضة» لصديق أو قريب، إلَّا أنَّ الناس لا يمكنهم مساعدتك كما ترجو وتتأمَّل؛ فالبوح إليهم، وإنْ أراح لحظة، يُعرِّي القلب ويُثقله، فالنَّاس مشغولون بأوجاعهم، وقد يبدون لك التعاطف، وربما النصيحة، لكنَّهم لا ينفذون إلى عمق وجعك.
وبعد تعرية أسرارك، وافتضاح أحوالك، قد تحصل -إن كنت محظوظًا كفاية- على بعض التعاطف والتفهُّم، أو النصائح التي قد لا تقع في نفسك موقعًا حسنًا، وقد تُثير لديك مشاعر الغضب أو الحزن أو الندم، كونها نصائح مثاليَّة متعالية، أو غير عمليَّة، وهي قد تُخفِي قدرًا من التَّشفِّي والتَّأنيب.
قد نتشارك التجارب، لكن لا نتشارك المشاعر.. نتشارك الدِّين، لكن لا نتشارك.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة المدينة
