حزِنْتُ كثيرًا على وفاة مؤذِّن المسجد النبويِّ الشَّريف، الشيخ الوقور والجليل فيصل النُعمان -رحمه الله، وأسكنه فسيح جنَّاته مع عباده الصَّالحين-.
قبل سنواتٍ لا أذكرُ عددَها ولكنَّها كثيرةٌ، ولم أكنْ أعرف النُعمان، وفي إحدى زياراتي للمدينة المنوَّرة، دخلْتُ المسجد النبويَّ قبل رفع أذان صلاة الفجر، وكان حظِّي الجميل أنْ عثرْتُ على مكانٍ في الرَّوضة الشَّريفة، وكانتْ بي من الهموم مَا اللهُ به عليمٌ، فصلَّيْتُ ركعتَيْن، ودعوْتُ اللهَ بما قدَّر، وجلسْتُ أتخيَّل هذا المكان العظيم، حين كانَ رسولُ الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- حيًّا يُرزق، فتخيَّلتُه وهو يخرجُ من غرفاتِه ليؤمَّ المسلمِينَ، والصحابة الكِرام يقفُون خلفَه كأنَّهم بُنيانٌ مرصوصٌ، يفدُونَه بآبائِهِم وأُمَّهاتِهِم وأموالِهِم وأنفسِهِم، يا إلهي كمْ هُو خيالٌ جميلٌ، كمَا سألتُ نفسي عن المؤذِّن الذي قد يسمعه الحبيبُ المصطفَى -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- وهُو في قبرِه الشَّريف.
وفجأةً صدحَ النُعمان بالأذان، وكانت هذه هي المرَّة الأُولى في حياتي التي أسمعهُ فيها، ولا أذكرُ أنَّني خشعْتُ طيلةَ حياتِي مع أذانٍ مثلمَا خشعْتُ مع أذانهِ، حتَّى ذرفت عيناي الدموعَ وانخرطْتُ في.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة المدينة
