أبو مروان.. مسنّ كوردي في غزة يحلم بلقاء "الوطن الأم" والموت فوق ترابه

أربيل (كوردستان 24)- بين خيام النازحين في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، يرتفع صوت المسنّ الكوردي جعفر خليل كولان، المعروف بـ "أبو مروان"، وهو يتغنى بلحنه المفضل، محاولاً التغلب على مرارة الغربة وقسوة الحرب التي لم ترحم شيبته ولا أحلامه.

يجلس "أبو مروان" على كرسيه المتحرك، يتابع أخبار وطنه عبر شاشة هاتف صغير، بينما تنشغل زوجته الفلسطينية بطهي وجبة متواضعة على نيران مشتعلة أمام خيمتهم. لم يكن أبو مروان مجرد عابر سبيل في غزة، بل هو مناضل حمل قضية وطنه في قلبه، وقضى عقوداً من عمره في الشتات.

يروي أبو مروان قصة رحلته الطويلة قائلاً لكوردستان24: "كان في رأسي دائماً أن أصبح فدائياً كوردياً (بيشمركة). وفي عام 1982، عرض عليّ أحد الأصدقاء التدريب في صفوف منظمة التحرير الفلسطينية، فقبلت الفكرة على أمل أن تتاح لي الفرصة يوماً للعودة والقتال في كوردستان".

لكن مسار التاريخ غيّر اتجاهاته؛ فبعد حرب لبنان عام 1982، اضطر للرحيل مع القوات الفلسطينية إلى الجزائر، حيث قضى هناك 15 عاماً. ومع توقيع اتفاقية أوسلو عام 1995، انتقل أبو مروان إلى قطاع غزة، لتبدأ فصلاً جديداً من حياته كمناضل في صفوف الثورة الفلسطينية، حتى تقاعد برتبة عسكرية رفيعة.

لم تكن سنواته الأخيرة في غزة هينة، فقد زادت الحرب الأخيرة من أوجاعه. يروي بمرارة: "لقد فقدت اثنين من أحفادي في هذه الحرب، أحدهما عمره 4 سنوات والآخر 5 سنوات، كما بترت قدم ابني الأكبر".

ورغم هذه الخسائر الفادحة، يبقى الوجع الأكبر لأبي مروان هو شعور "الغربة" الذي لم يفارقه يوماً. يقول وعيناه تملأهما الدموع: "أحلم كل ليلة وأنا جالس هنا بأن أعود إلى كوردستان، أن أصل إلى المطار وأسجد لله وأقبّل ترابها.. أتمنى أن أموت هناك".

من جانبها، وجهت زوجته الفلسطينية نداءً إنسانياً عبر "كوردستان 24"، قائلة: "إنه يتحدث دائماً عن رغبته في الموت بين إخوته وأخواته في كوردستان. لقد تقطّع قلبه من الشوق. نأمل من الجهات المعنية والمنظمات الدولية مثل الصليب الأحمر مساعدته للسفر وتلقي العلاج، فهو رجل مسن ومريض، والظروف هنا قاسية جداً".

أكثر من 30 عاماً قضاها أبو مروان بين الغربة والحرب، لكنها لم تكسر عزيمته ولا انتماءه. يبقى اليوم بانتظار معجزة تعيده إلى حضن وطنه الأول، ليكون بين أهله في كوردستان قبل أن يرحل عن هذه الدنيا، وفاءً لحلم تعلمه من أجداده ولم يغادره قط.

يشار الى ان جعفر خليل كولان من أحدى قرى تابعة لمدينة ديرك في غرب كوردستان (سوريا) واضطر أشقاؤه النزوح الى مدينة دهوك قبل 13 عاما ومازالوا مقيمين هناك وعلى تواصل معهم.

تقرير: بهاء طوباسي كوردستان24 غزة


هذا المحتوى مقدم من كوردستان 24

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من كوردستان 24

منذ ساعة
منذ ساعة
منذ ساعتين
منذ ساعتين
منذ 44 دقيقة
منذ ساعة
قناة السومرية منذ ساعة
وكالة الحدث العراقية منذ 8 ساعات
قناة السومرية منذ 3 ساعات
قناة السومرية منذ 53 دقيقة
قناة السومرية منذ ساعتين
وكالة الحدث العراقية منذ 7 ساعات
وكالة الحدث العراقية منذ 7 ساعات
وكالة الحدث العراقية منذ 10 ساعات