من الشرق للغرب.. 2025 عام الأزمات الكبرى والتحالفات المتأرجحة

لم يكن عام 2025 مجرد عام آخر في سجل التاريخ المعاصر، بل شكّل نقطة انعطاف حادة في النظام الدولي، حيث تداخلت الحروب مع السياسة، وانهارت مسلّمات ديمقراطية، وصعدت قوى شعبوية، بينما اهتزّت مؤسسات عريقة من واشنطن إلى بروكسل، ومن غزة إلى الفاتيكان. كان عامًا أعاد تعريف موازين القوة، وكشف هشاشة الاستقرار العالمي، وبيّن إلى أي حد بات العالم محكومًا بمنطق الصدام لا التوافق، وبسياسات القوة أكثر من قيم القانون.

في هذا العام، فرض دونالد ترامب إيقاعه على السياسة العالمية، واستمرت الحروب المفتوحة بوقف إطلاق نار هش أو بلا أفق، وتقدّم اليمين المتطرف في قلب أوروبا، بينما غرقت دول كبرى في أزمات حكم غير مسبوقة. وفي الوقت نفسه، شهد العالم اغتيالات سياسية، وفضائح فساد مدوية داخل الاتحاد الأوروبي، وتغييرات تاريخية، وحتى عمليات سرقة صادمة طالت رموز التراث الإنساني.

أحداث 2025 لم تكن متفرقة أو معزولة، بل شكّلت لوحة واحدة لعالم مضطرب، تتراجع فيه الثقة بالمؤسسات، ويتقدّم فيه منطق القوة والاصطفاف، وسط شعور عالمي بأن النظام الدولي القديم يوشك على الانهيار، دون أن تتضح بعد ملامح البديل؛ في التقرير التالي ومع إسدال الستار عن العام نستعرض في إيقاع سريع أبرز البصمات لـ2025.

هيمنة ترمب على السياسة العالمية أعاد دونالد ترمب، بعودته إلى البيت الأبيض، تشكيل السياسة العالمية بشكل كبير في عام 2025، وكان لهذا التغيير أثرٌ قوي داخل الولايات المتحدة أيضًا. كما هزّ ترمب الاقتصاد العالمي عبر رفع الرسوم الجمركية على الواردات من معظم دول العالم. وأجبر الاتحاد الأوروبي على اتفاق تجاري غير مواتٍ، ودفع دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى رفع الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي.

وأعاد الرئيس الأمريكي العلاقات الدبلوماسية مع روسيا، واتخذ موقفًا تصادميًا تجاه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حيث قام «بتوبيخه» ورفع صوته عليه داخل البيت الأبيض. وفي مقابل استمرار الدعم الأمريكي لأوكرانيا، سعى وحصل على حق الوصول إلى معادنها الاستراتيجية. كما بذل جهودًا كبيرة لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا، لكنه لم ينجح بعد، رغم إحراز بعض التقدم.

وشهدت ولايته الثانية أيضًا انخراطًا عسكريًا ضد فنزويلا، اقتصر حتى الآن على ضربات مميتة استهدفت عشرات السفن، بدعوى محاولتها تهريب مخدرات إلى الولايات المتحدة. وعلى الصعيد الداخلي، أطلق ترمب عمليات ترحيل جماعي للمهاجرين غير النظاميين، وفكك أجزاء من الحكومة الفيدرالية، بما في ذلك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، وواصل هجماته الحادة على خصومه ووسائل الإعلام.

حرب ووقف إطلاق نار هش في قطاع غزة بعد أكثر من عامين من الحرب الدامية، دخل وقف إطلاق نار هش بين حركة حماس الفلسطينية وإسرائيل حيّز التنفيذ في قطاع غزة في 10 أكتوبر، وذلك تحت ضغط أمريكي. ولا يزال الوضع غير مستقر، إذ يتبادل الطرفان بشكل دوري الاتهامات بخرق اتفاق وقف إطلاق النار.

ومنذ دخول الهدنة حيّز التنفيذ، قُتل عدة آلاف من الفلسطينيين في ضربات إسرائيلية، ليرتفع العدد الإجمالي إلى أكثر من 69 ألف قتيل منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023. ولا يزال مئات الآلاف من الفلسطينيين في قطاع غزة، الذي تعرّض لدمار شبه كامل، يواجهون أوضاعًا إنسانية بالغة الصعوبة، رغم أن وقف إطلاق النار أتاح زيادة تدفّق المساعدات الإنسانية.

وسبق الهدنة هجوم إسرائيلي على إيران في يونيو، تصاعد إلى حرب استمرت 12 يومًا، وانتهت بضربات أمريكية استهدفت منشآت نووية إيرانية. وفي سبتمبر، نفّذت إسرائيل هجومًا غير مسبوق على العاصمة القطرية الدوحة، استهدف قيادة حماس التي كانت تفاوض على وقف إطلاق النار هناك.

الحرب الروسية الأوكرانية على الرغم من الجهود الدبلوماسية التي بذلتها إدارة ترمب لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، فإن الصراع يقترب من عامه الخامس. وفي نهاية عام 2025، عدّلت أوكرانيا والولايات المتحدة المسودة الأولى لخطة السلام الأمريكية، التي كانت غير مقبولة لكييف وحلفائها الأوروبيين لأنها تداخلت إلى حد كبير مع أهداف موسكو.

وأعلنت كييف تخليها عن نيتها الانضمام إلى حلف الناتو مقابل الحصول على ضمانات أمنية، غير أن الخلاف الجوهري ما زال قائمًا حول مسألة السيطرة على منطقتي دونيتسك ولوهانسك في شرق أوكرانيا. واستمر القتال العنيف طوال عام 2025، حيث نجحت أوكرانيا إلى حد كبير في صدّ الغزو الروسي، بدعم مالي وعسكري كبير من الدول الغربية.

وحققت أوكرانيا بعض النجاحات، من بينها سلسلة هجمات استهدفت منشآت نفطية روسية بعيدة عن خطوط المواجهة، إضافة إلى ناقلات نفط روسية.

صعود اليمين في الانتخابات الألمانية بعد ثلاث سنوات ونصف في صفوف المعارضة، عاد الحزب الديمقراطي المسيحي في ألمانيا ليصبح القوة الأساسية في الحكومة، عقب فوزه بأكبر عدد من الأصوات في انتخابات برلمانية شهدت صعودًا حادًا لليمين المتطرف.

وفي الانتخابات المبكرة التي جرت في 23 فبراير، عقب تصويت بحجب الثقة عن حكومة المستشار الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتس، حلّ تحالف الاتحاد الديمقراطي/الاتحاد الاجتماعي (CDU-CSU) في المرتبة الأولى بنسبة 28.4% من الأصوات. وبعد مفاوضات طويلة، تم التوصل إلى اتفاق لتشكيل ما يُعرف بـ«الائتلاف الكبير» الأسود-الأحمر بين الديمقراطيين المسيحيين والحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD)، الذي سجّل أسوأ نتيجة له منذ عام 1945 بنسبة 16.3%.

وأصبح زعيم الحزب الديمقراطي، فريدريش ميرتس، مستشارًا لألمانيا. غير أن الفائز الأكبر في الانتخابات كان حزب «البديل من أجل ألمانيا» (AfD) اليميني المتطرف، الذي حصل على 20.7% من الأصوات، أي أكثر من ضعف نتيجته في انتخابات 2021. ومن أصل 630 نائبًا في البوندستاغ، حصل الحزب على رقم قياسي بلغ 152 مقعدًا.

كما تكبّد شركاء الائتلاف الحكومي السابق خسائر كبيرة إلى جانب الحزب الاشتراكي الديمقراطي، إذ تراجعت نسبة حزب الخضر إلى 11.5%، بينما خرج الحزب الديمقراطي الحر (الليبراليون) من البرلمان بحصوله على 4.3% فقط.

اضطراب سياسي في فرنسا شهدت فرنسا في عام 2025 استمرار أزمة سياسية غير مسبوقة.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الوئام

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الوئام

منذ ساعتين
منذ 26 دقيقة
منذ ساعتين
منذ ساعة
منذ ساعة
منذ ساعتين
صحيفة عكاظ منذ 7 ساعات
صحيفة سبق منذ ساعتين
صحيفة الشرق الأوسط منذ 5 ساعات
قناة الإخبارية السعودية منذ 3 ساعات
صحيفة المدينة منذ 7 ساعات
صحيفة سبق منذ ساعتين
صحيفة الشرق الأوسط منذ 3 ساعات
صحيفة الشرق الأوسط منذ 5 ساعات