هذا الحديث عن الموقف السعودي من أحداث المنطقة العسكرية الأولى لا يعبر بالضرورة عن الموقف الشخصي لكاتب هذه السطور من البيان السعودي والموقف السعودي عامةً إزاء التطورات الأخيرة في تلك المنطقة ولكنه مجرد محاولة لتحليل هذا الموقف من خلال بيان الخارجية السعودية والضربة الجوية التي وجهتها الطائرات السعودية لقوات النخبة الحضرمية في المنطقة التي كانت تواجه فيها كمينا أعدته لها الجماعات الإرهابية في غيل بن يمين، وفي هذا السياق يمكن التوقف عن النقاط التالية:
1. لقد جاء بيان الخارجية السعودية متأخراً أكثر من عشرين يوماً عن بدء الأحداث التي تمثلت في مواجهة القوات المسلحة الجنوبية بما فيها قوات النخبة الحضرمية وقوات دفاع شبوة، مع معسكرات المنطقة العسكرية الأولى ذات التكوين الشمالي بكامل قياداتها وافرادها، والتأخير هذه له دلالته، وفي ظني أن الموقف السعودي كان قد حسم حينما التقى الوفد السعودي بالرئيس عيدروس الزبيدي بعيد أحداث المنطقة العسكرية الأولى لكن إلحاح الدكتور رشاد العليمي وإعلام إسطنبول دفع الخارجية السعودية إلى إصدار البيان الذي لم يأتِ في مستوى يلبي ما كان يتوقعه الغاضبون من ترحيل قوات المنطقة العسكرية الأولى وإحلال القوات الجنوبية محلها، وبمعنى آخر فإن البيان لم يأت إلا من باب الترضية للنائحين الشرعيين إزاء الخطوة الشجاعة الحاسمة التي اتخذتها القوات الجنوبية التي يقودها المجلس الانتقالي الجنوبي لقطع ذراع الجماعة الحوثية في تلك المنطقة الشديد الحساسية.
2. وبالنسبة لضربة الطيران السعودي لموقع قوات النخبة الحضرمية فمن الواضح أن هذه الضربة لم تستهدف إلحاق الضرر بالقوات الجنوبية لكنها جاءت لإكمال الشق المعنوي من الترضية للرئيس رشاد العليمي وجماعته بضرورة تدخل السعودية عسكريا وهو طلب لا ينم عن مسؤولية إخلاقية او وطنية لأن رشاد العليمي وأنصاره يعيشون حالة هدنة مع الجماعة الانقلابية التي طردتهم من عاصمتهم ولم يطلبوا من أحد التدخل عسكريا ضد تلك الجماعة وحينما يطلب تدخلا ضد شركائه في السلطة التنفيذية والسياسية فإنه يكون قد حسم قرار عدم العودة إلى عدن، لأن من يطالب بقصف أية أرض لا يمكن أن يكون قد فكر بالعودة إليها.
وإذ لم تسفر الضربة السعودية عن أية أضرار بشرية أو حتى مادية بالقوات الجنوبية فإن المؤسف هو أن تتزامن مع عملية إرهابية ضد قوات النخبة قامت بها جماعة داعش التي ظلت متحالفةً مع قوات المنطقة العسكرية السابقة، وهو ما يضع القوات السعودية في موقف حرج يستدعي أن تقدم تفسيرا لهذا التزامن المؤسف، فمن غير شك أن السعودية يهمها.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من عدن تايم
