مصدر الصورة: BBC
انتشرت مقاطع مصوّرة، الأحد، تُظهر ما يبدو أنه هروب جماعي لعدد من نزلاء أحد مراكز علاج الإدمان، ما أثار جدلاً واسعاً عبر منصات التواصل الاجتماعي حول ضوابط عمل المصحات الخاصة.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو أظهر شباناً يفرّون على أحد الطرق، مدّعين تعرّضهم لانتهاكات داخل المركز، شملت سوء المعاملة وغياب الرعاية الطبية.
وذكر شاهد عيان على الواقعة لبي بي سي، أن الحادثة المشار إليها وقعت يوم السبت الماضي، بعدما قام الشبان بتحطيم أبواب ونوافذ المصحة، لعدم تحمّلهم الظروف القاسية داخل مركز علاج الإدمان الخاص.
وقال شاهد عيان آخر إنه" فوجئ بنحو مائتي شاب يهرعون من داخل المركز إلى الطريق الرئيسي، بعد سماع أصوات صراخ ومشاجرات داخله"، مضيفاً أنهم "كانوا في حالة يُرثى لها صحياً وجسدياً، ويرتدون ملابس رثّةً"، مشيراً إلى أن كثيرين منهم "ساروا مسافات طويلة على الأقدام لعدم امتلاكهم أي نقود ليستقلوا وسائل المواصلات العامة".
وقال أحد مستخدمي موقع إكس للتواصل الاجتماعي إنه، بعد مشاهدة هروب النزلاء، "طرأ على باله أن هؤلاء الشباب ربما دخلوا المصحة مُجبرين، تحت ضغط من الأهل أو المجتمع، دون قناعة شخصية أو رغبة حقيقية في التعافي، ما حوّل مكان العلاج والشفاء إلى سجن بدلاً من أن يكون ملاذاً آمناً".
وقالت مستخدمة أخرى "إن هروب الشباب بهذا العدد الكبير، وشكاواهم من فساد الإدارة وسوء التعامل معهم، يثير الشفقة على حال هؤلاء الشباب".
كيف يبدو مركز علاج الإدمان الذي هرب منه النزلاء؟ وبحسب جولة لبي بي سي حول المركز، فإنه يقع داخل منطقة زراعية نائية بالقرب من ترعة المريوطية، التابعة لمنطقة البدرشين، جنوب محافظة الجيزة، ويبعد نحو كيلومتر واحد عن الطريق الرئيسي.
والمنشأة مكوّنة من طابق واحد مبني من الطوب الأبيض، يحيط بها سور من جميع الجهات وبوابة حديدية كبيرة، يتصدّرها قرار غلق المنشأة معلّقاً على الباب، بسبب "إدارة منشأة طبية دون ترخيص بالمخالفة للقانون"، كما جرى إغلاق البوابة بالشمع الأحمر، وهو إجراء قانوني تتخذه السلطات المصرية لمنع أي محاولة لإعادة فتح المكان دون صدور قرار رسمي.
ويتوسّط المنشأة فناء مفتوح من دون سقف، وتتكوّن من أربع غرف، أسقفها على هيئة قباب، وبكل غرفة شباك واحد صغير مغلق بقضبان حديدية.
ويوجد بالمركز دورة مياه واحدة تخدم نحو مائتي نزيل، بحسب شهود عيان، أكدوا أن المنطقة ت"فتقر إلى شبكات المياه والصرف الصحي، ما يجعلها غير مؤهلة لتوفير الحد الأدنى من الحياة الآدمية للنزلاء، وذلك مقابل مادي يصل إلى نحو أربعة آلاف جنيه شهرياً، أي ما يعادل حوالي 100 دولار".
وطبقاً لشاهد عيان آخر، قال لبي بي سي، فإن هذه المنطقة الزراعية النائية "تضم العديد من المنشآت الصغيرة التي تزعم أنها مراكز لعلاج الإدمان، وتُدار بواسطة أشخاص غير متخصصين وبدون تراخيص رسمية".
غلق المركز من قبل الجهات الرسمية وأعلنت وزارة الصحة المصرية، الأحد، إغلاق المصحة وإحالة المسؤولين عنها إلى النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية، مؤكدة أنه "لا تهاون في استغلال معاناة مرضى الإدمان".
وذكر بيان الوزارة أن مركز العلاج المشار إليه يقع في منطقة المريوطية بمحافظة الجيزة جنوب القاهرة، وليس له أي تراخيص صادرة عن الوزارة.
وأوضح البيان أن الوزارة، بالتعاون مع المجلس.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من بي بي سي عربي
