رداءة السلع الفاخرة.. شكاوى متزايدة تكشف أزمة ثقة

لم يكن عارض الأزياء والمؤثر المقيم في نيويورك ويزدوم كاي يتوقع أن تنهار بعض القطع التي اشتراها من علامة الأزياء الإيطالية "ميو ميو" بقيمة 18 ألف دولار أمام عينيه فور وصوله إلى المنزل.

ففي مقاطع فيديو نشرها على حسابه في "تيك توك" الذي يتابعه أكثر من 13 مليون شخص، ظهر وهو يستعرض مشترياته قبل أن يبدأ بسرد تفاصيل أعطالها، قائلا: "بمجرد أن عدت إلى المنزل، انكسر كل شيء".

أحد الأزرار الذهبية في سترة الجينز انخلع فور فتحه، فيما بدا السحاب الفضي لسترة أخرى مكسورا بشكل واضح.

وبعد أيام، عاد كاي ليكشف أن القطع البديلة التي حصل عليها من "ميو ميو" انهارت هي الأخرى، ما أثار دهشته وغضبه.

ولم يكن كاي وحده، ففي أكتوبر الماضي نشرت أخصائية صحة الأسنان الأميركية تيفاني كيم مقطعا على "إنستغرام" لسترة صوفية رمادية من "ميو ميو"، مشيرة إلى أن رباطا خرج من أحد أكمامها رغم أنها لم ترتدها سوى مرتين منذ شرائها مقابل 2,000 دولار.غضب وانتقادات واسعةوأثار انتشار هذه الفيديوهات موجة انتقادات واسعة، حيث شكك كثيرون في قيمة السلع الفاخرة التي ترتفع أسعارها بشكل متواصل.

وكتب صانع المحتوى، فاشن رودمان: "كونها غالية لا يعني أنها فاخرة إذا لم تكن الجودة موجودة".

من جانبها، ردت مجموعة "برادا" المالكة لـ"ميو ميو" بأن هذه "حوادث معزولة" لا تعكس مشكلة عامة في الجودة، مشيرة إلى أن معدل الإرجاع العالمي للعلامة يتراوح بين 0.2% و0.3% وهو من بين الأدنى في سوق الفخامة.

أزمة في صناعة الفخامةيرى خبراء أن هذه الحوادث تكشف أزمة أعمق في قطاع الأزياء الفاخرة، حيث لم تعد الأسعار المرتفعة تضمن مستوى الحرفية السابق.

وتحدثت مؤلفة كتاب "ديلوكس: كيف فقدت الفخامة بريقها" الصحفية دانا توماس عن تراجع الجودة منذ مطلع الألفية، مشيرة إلى أن بعض العلامات باتت تركز على الأرباح أكثر من جودة المنتجات.

ويشاركها الرأي المتخصص في تحليل المنتجات الجلدية فولكان يلماز الذي أكد أن التصنيع بات يعتمد على طرق أقرب للإنتاج الضخم، مع تفويض متزايد لمصانع منخفضة التكلفة، ما أدى إلى تراجع الجودة رغم ارتفاع الأسعار.

وتشير تقارير إلى أن بعض العلامات الفاخرة باتت تستخدم مواد أقل تكلفة مثل مزيج البوليستر والفيسكوز بدلا من الأقمشة الطبيعية عالية الجودة، فيما لجأت أخرى إلى حلول صناعية مثل الكعب البلاستيكي بدلا من الجلد المكدس.

ويرى خبراء أن هذه الممارسات، وإن كانت اقتصادية، تقوض مفهوم الفخامة القائم على الحرفية والندرة.ويشير تقرير "حالة الموضة 2026" الصادر عن "ماكينزي" و"بزنس أوف فاشن" إلى أن السوق المتوسط، الذي يجمع بين أسعار معقولة وجودة عالية، أصبح القطاع الأسرع نموا، فيما يرى خبراء أن ردود الفعل الغاضبة على الإنترنت قد تكون "جرس إنذار" يعيد التركيز إلى الجودة الحقيقية بدلا من التسويق البراق.(ترجمات)۔


هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من قناة المشهد

منذ 6 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 6 ساعات
قناة العربية منذ 17 ساعة
صحيفة الشرق الأوسط منذ 10 ساعات
صحيفة الشرق الأوسط منذ 13 ساعة
صحيفة الشرق الأوسط منذ 13 ساعة
قناة العربية منذ 18 ساعة
سي ان ان بالعربية منذ 19 ساعة
سكاي نيوز عربية منذ 12 ساعة
قناة العربية منذ 6 ساعات