«ألزهايمر» هو السبب الأساسى فى حدوث الخرف عند الإنسان، وهو ما يعنى أن الشخص ينسى بسرعة فائقة جميع الأحداث والكلمات والتفاهمات التى وقعت حديثًا، ويضع الأشياء فى غير أماكنها الصحيحة، مثلًا بدلًا من أن يضع ملابسه فى الدولاب يضعها تحت السرير، وينسى الأسماء والأماكن والأشياء المختلفة بسرعة فائقة، ويكافح كثيرًا للبحث عن كلمة يعبر بها عما يريده، ويعيد السؤال أو الكلمات عمومًا مرات كثيرة فى فترة قصيرة، فمثلًا يسأل الساعة كام عشر مرات فى ظرف خمس دقائق، ويكون غير قادر على الحكم على الأشياء أو اتخاذ قرار، ويصبح مترددًا وغير مرن، وفى المراحل الأكثر تقدمًا يجد صعوبة فى معرفة أفراد العائلة، وممكن أن يخرج من المنزل ويفقد طريقه بسهولة، ويجد صعوبة فى الكلام، ويتعرض لنوبات من الاكتئاب واضطراب فى النوم، وأحيانًا تحدث نوبات من الغضب أو الهياج ونوبات من الهلوسة، ويحتاج لرعاية حتى يستطيع أن يأكل ويستحم ويرتدى ملابسه. وفى المراحل شديدة التأخر قد يكون عدوانيًا ويجد صعوبة فى البلع أو الحركة ويفقد السيطرة على المثانة والتبرز.
ومرض «ألزهايمر» سببه ظهور مواد بروتينية تترسب فى المخ وتقتل خلايا المخ وينكمش حجم المخ تدريجيًا. ولا يوجد علاج ناجع لـ«ألزهايمر»، ولكن توجد أدوية حديثة ربما تقلل من سرعة التدهور وتقلل من الأعراض المزعجة، مثل العصبية الشديدة والصراخ، وتساعد على النوم. والعلاج الحقيقى هو كيفية التعامل مع المريض، فيجب احترام المريض، واحترام المساحة التى يرغب فى أن يتحرك فيها، ويجب أن يعيش فى مكان هادئ، وأن تُترك بجواره الأشياء التى يحبها، والصور القديمة لأن ذاكرته فى الأمور القديمة قد تكون محفوظة. فهو قد يعرف مَن الشخص الموجود فى صوره القديمة ولا يعرف الشخص الذى قدم له الصورة، ويجب إعطاؤه الإحساس بالأمان. وعندما يريد شخص أن يساعد المريض فعليه المساعدة فى التعرف عليه بذكر اسمه وعلاقته بالمريض، ولا تقول له أبدًا: «إنت مش فاكرنى». يجب أن يأكل المريض بانتظام أكلًا صحيًا، لأن المريض قد ينسى أن يأكل، وكذلك يجب أن يشرب ويجب تشجيعه على الحركة والمشى بصحبة شخص مناسب، ومحاولة إشراكه فى لعبة مثل الكوتشينة.
ويجب أن نكون واقعيين، فلا نطلب منه المشى أكثر مما يستطيع، فالحركة لفترة بسيطة عدة مرات مفيدة. ونحاول جذب المريض لسماع الموسيقى ومشاهدة الرقص، وندعه يختار بين أصناف الأكل المختلفة.
العناية بالمريض ورعايته تختلف حسب البلد الذى يعيش فيه المريض وظروف العائلة الاقتصادية. فى أوروبا وأمريكا معظم مرضى «ألزهايمر» يوضعون فى مصحات خاصة وترعاهم ممرضات ومتخصصون فى العناية بهذا المرض، بالطبع فى أمريكا هذه المصحات مكلفة ولا تستطيع العائلات ذات الدخل المتوسط والصغير تحمل التكلفة، فيترك المريض فى البيت وحده بسبب عمل باقى أفراد العائلة، وتتدهور حالته بسرعة. فى أوروبا كلها، هناك نظام رعاية صحية مجانية لهذه الحالات، ومستوى الرعاية والخدمة والمستوى يختلف من بلد لآخر، ولكنه متوفر بطريقة معقولة فى كل أوروبا، وفى مستوى.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة المصري اليوم


