تشير دراسة علمية حديثة إلى أن جميع الحيوانات والنباتات والفطريات والكائنات، بما في ذلك البشر، قد تعود في أصلها إلى ميكروب واحد عاش على الأرض قبل نحو ملياري سنة. ويقترح العلماء أن هذا الكائن القديم ينتمي إلى مجموعة نادرة من الكائنات الدقيقة تُعرف باسم "أسغارد أركيا".أصل البشروتنتمي الكائنات الحية المعقدة إلى فرع مختلف من شجرة الحياة يُسمى "حقيقيات النوى"، وهي كائنات تمتلك خلايا تحتوي على نواة واضحة وأجزاء داخلية متخصصة. ورغم أن هذه الخلايا المعقدة تقف خلف كل شيء، من عمل الدماغ إلى عملية التمثيل الضوئي، فإن أصولها الأولى بقيت لغزا طويلا.الدراسة قادها العالم تييس إيتيما من جامعة فاخينينغن الهولندية، المتخصص في تتبع التاريخ التطوري للكائنات الدقيقة التي يصعب استزراعها في المختبر. ومن خلال تحليل مئات الجينومات الميكروبية، أعاد فريقه بناء شجرة تطورية مفصّلة لمجموعة أسغارد أركيا.وأظهرت النتائج أن جميع حقيقيات النوى تقع داخل هذه المجموعة. وتشير الأنماط الجينية إلى أن هذه الميكروبات القديمة انفصلت مبكرا عن بقية الفروع، في زمن سبق ظهور الحيوانات بزمن طويل، وربما كانت تعيش في بيئات باردة نسبيا وتعتمد على الكربون العضوي كمصدر للطاقة.وتعيش هذه الكائنات عادة في بيئات قاسية مثل الفوهات الحرارية في أعماق البحار، أو المياه الجوفية، أو الرواسب الغنية بالمواد الكيميائية. وقد كُشف عن أسغارد أركيا لأول مرة عند تحليل حمض نووي مأخوذ من طين قاع البحر في القطب الشمالي.ورغم صعوبة دراستها مخبريا، أظهرت بعض الأنواع بنى خلوية معقدة بشكل مفاجئ، مثل امتدادات دقيقة تشبه الأذرع، وتستخدم بروتينات شبيهة بالأكتين، وهي خصائص كان يُعتقد سابقا أنها حكر على حقيقيات النوى.ويرى الباحثون أن هذه النتائج تُلقي ضوءا جديدا على لغز نشأة الخلية المعقدة، وهي العملية المعروفة باسم "تكوّن حقيقيات النوى". ويقول بريت بايكر من جامعة تكساس في أوستن إن تحديد هذا السلف المشترك يمثل خطوة كبيرة نحو فهم أصل الحياة المعقّدة على كوكب الأرض.(ترجمات)۔
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد
