قال مكتب الرئيس حيدر أبوبكر العطاس إن التطورات المتسارعة والتصعيد القائم ينذران بمخاطر جسيمة على أمن واستقرار محافظة حضرموت، محذرًا من انتقال التوترات إلى المحافظة بما يهدد نسيجها الاجتماعي ودورها التاريخي كمنطقة توازن واستقرار.
وأوضح المكتب، في بيان صدر الثلاثاء وتلقته صحيفة عدن الغد أن أخطر ما يواجه البلاد في هذه المرحلة ليس اختلاف المواقف السياسية، بل الانزلاق إلى مسارات تغلق باب السياسة وتفتح أبواب المواجهة، مشددًا على أن الحفاظ على حضرموت مستقرة يمثل مصلحة وطنية وإقليمية لا تحتمل المجازفة أو الحسابات الضيقة.
وأشار البيان إلى الدور الذي قدمته المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودول التحالف العربي منذ انطلاق عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل، مؤكدًا أن ما يتمتع به البلدان من ثقل سياسي وإقليمي يجعل دورهما محوريًا في احتواء التوترات ورعاية تفاهمات سياسية متوازنة تمنع اتساع رقعة التصعيد.
وتناول البيان القضية الجنوبية بوصفها قضية مركزية وجوهرية ناتجة عن مسار طويل من الاختلالات السياسية، مؤكدًا أن تجاهلها أو معالجتها بحلول جزئية كان سببًا في تراكم الأزمات، وأن حق شعب الجنوب في تقرير مصيره حق سياسي مشروع يجب التعامل معه ضمن إطار سياسي شامل يجنّب البلاد مزيدًا من الانقسام.
كما دعا البيان مجلس القيادة الرئاسي إلى الاضطلاع بمسؤوليته في احتواء التوترات ورعاية التوافقات السياسية، مشيرًا في الوقت ذاته إلى الدور المحوري للمجلس الانتقالي الجنوبي في هذه المرحلة، وما يتطلبه من حكمة وتهدئة وتغليب للعمل السياسي والحوار.
وأكد المكتب أن المسؤولية في هذه المرحلة مسؤولية جماعية، تتطلب من جميع القوى والمكونات ضبط النفس، والانخراط في حوار جاد يضع مصلحة المواطن فوق كل اعتبار، معتبرًا أن شجاعة السياسة وحكمة الحوار تظل الخيار الوحيد لتجنب البلاد مزيدًا من المواجهات.
نص البيان:
بيان صادر عن مكتب الرئيس حيدر أبوبكر العطاس
حول تطورات الأوضاع وضرورة تغليب الحلول السياسية
30 ديسمبر 2025
في ظل ما تشهده بلادنا من تطورات متسارعة، وما يرافقها من تصعيد مقلق، نود أن نعبّر عن قلقنا العميق إزاء ما يجري على الأرض، وما بدأ يشهده الواقع من انتقال فعلي للتوترات إلى محافظة حضرموت، بما يحمله ذلك من مخاطر جسيمة على أمنها واستقرارها، وعلى النسيج الاجتماعي الذي تميّزت به عبر تاريخها. إن أخطر ما نواجهه اليوم ليس اختلاف المواقف، بل الانزلاق إلى مسارات تُغلق باب السياسة وتفتح أبوابًا لا رابح فيها.
لقد شكّلت حضرموت، على الدوام، ركيزة استقرار وتوازن، ونموذجًا للتعايش والاعتدال، وبقيت بعيدة عن منطق الصراعات المفتوحة. وإن الحفاظ على حضرموت مستقرة ليس مطلبًا محليًا فحسب، بل مصلحة وطنية وإقليمية لا تحتمل المجازفة أو الحسابات الضيقة، لما لذلك من آثار تتجاوز حدود المحافظة إلى مجمل المشهد السياسي والأمني.
وفي هذا السياق، لا يمكن تجاهل ما قدّمته المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومعهما دول التحالف العربي، من تضحيات جسيمة وجهود كبيرة منذ انطلاق عاصفة الحزم وإعادة الأمل وما تلاهما، بهدف منع الانهيار الشامل، والحفاظ على الحد الأدنى من الاستقرار، ودعم.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة عدن الغد
