في خُطوة تعكس حجم التحولات المتسارعة في صناعة التكنولوجيا أعاد ساتيا ناديلا؛ الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت. رسم ملامح القيادة العليا داخل عملاق البرمجيات، في مسعى واضح لتعزيز موقع الشركة في سباق مايكروسوفت والذكاء الاصطناعي الذي بات أكثر احتدامًا من أي وقت مضى.
في حين أن هذه التحركات لا تأتي في سياق إداري تقليدي. بل تمثل رسالة إستراتيجية تؤكد أن الشركة التي تجاوز عمرها 50 عامًا تسعى إلى الحفاظ على ريادتها في عصر تعاد فيه صياغة قواعد المنافسة الرقمية.
وفي ظل اشتداد المنافسة مع عمالقة التكنولوجيا الآخرين، وعلى رأسهم جوجل وأمازون. اختارت مايكروسوفت نهجًا أكثر جرأة. قائمًا على إعادة هيكلة القيادة، وتسريع الابتكار، وضخ دماء جديدة في مفاصلها التنفيذية.
ويبدو أن ناديلا يدرك أن التفوق في مجال مايكروسوفت والذكاء الاصطناعي لم يعد حكرًا على الشراكات وحدها. لكنه يتطلب بناء قدرات داخلية قادرة على المنافسة المستدامة.
ومن هذا المنطلق تحوّل ملف الذكاء الاصطناعي إلى أولوية قصوى في أجندة مايكروسوفت. ليس فقط من حيث تطوير النماذج، بل أيضًا على مستوى الثقافة المؤسسية وآليات اتخاذ القرار. وهو ما يفسر التحركات الواسعة التي شهدتها الشركة خلال العام الجاري.
إعادة هيكلة القيادة
في هذا السياق أقدمت مايكروسوفت على سلسلة تعيينات وترقيات لافتة. كان أبرزها استقطاب جاي باريك؛ الرئيس السابق لهندسة البرمجيات في شركة «ميتا»، وتكليفه بقيادة وحدة CoreAI الجديدة.
بينما تهدف هذه الخطوة إلى تعزيز أدوات المطورين وتسريع الابتكار في مجال البرمجيات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. بما يخدم إستراتيجية مايكروسوفت والذكاء الاصطناعي على المدى الطويل.
وفي الوقت نفسه تولى ناديلا ترقية عدد من القيادات الداخلية. من بينهم جادسون ألثوف؛ رئيس القطاع التجاري، ورايان روزلانسكي؛ الرئيس التنفيذي لمنصة «لينكدإن» المملوكة لمايكروسوفت.
فيما تأتي هذه الترقيات في إطار تعزيز التكامل بين المنتجات التجارية ومنصات البيانات والشبكات المهنية. بما يدعم توظيف الذكاء الاصطناعي في الخدمات اليومية.
وبحسب ما كشفته مصادر مطلعة من داخل الشركة لـ فايننشال تايمز . فإن هذه التغييرات تعكس إدراكًا متزايدًا بأن المنافسة لم تعد تقتصر على تطوير التكنولوجيا فحسب. لكن تشمل أيضًا سرعة التنفيذ والقدرة على استقطاب أفضل العقول في مجال الذكاء الاصطناعي.
من الشراكة مع «OpenAI» إلى بناء القدرات الذاتية
لطالما شكّلت شراكة مايكروسوفت مع OpenAI ركيزة أساسية في تقدمها المبكر بمجال الذكاء الاصطناعي. لا سيما بعد استثمارها البالغ 14 مليار دولار، الذي منحها وصولًا حصريًا إلى تقنيات «تشات جي بي تي» وأولوية في عقود مراكز البيانات. غير أن إعادة هيكلة هذه الشراكة في أكتوبر الماضي فرضت واقعًا جديدًا على الشركة.
ومع تخلي مايكروسوفت عن حصرية احتياجات OpenAI من مراكز البيانات. واحتمال فقدان الوصول الحصري إلى الأبحاث والنماذج في أوائل.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من مجلة رواد الأعمال
