أسعار الفضة تضغط على صناعات الطاقة الشمسية والسيارات

تواجه صناعة الطاقة الشمسية والكهروضوئية ضغوطاً متزايدة في ظل الارتفاع المتواصل لأسعار الفضة العالمية، إذ أدى صعود السعر الفوري للفضة المحلية من الدرجة الأولى إلى زيادة مباشرة في أسعار معجون الفضة المستخدم في خلايا TOPCon، أحد المكونات الأساسية في تقنيات الخلايا عالية الكفاءة.

وارتفعت أسعار الفضة عالمياً إلى مستويات تاريخية، فمنذ بداية العام قفزت أسعار الفضة بنحو 181% حتى الآن، مدفوعة بنقص المعروض، بجانب تصنيفها في أميركا معدناً حيوياً، فضلاً عن قوة التدفقات الاستثمارية، ليتداول المعدن قرب 80 دولاراً للأونصة.

وخلال الأسابيع الأخيرة، برزت الفضة كعامل رئيسي مؤثر في هيكل تكاليف سلسلة صناعة الطاقة الشمسية الكهروضوئية، لينتقل هذا الأثر بسرعة إلى قطاع تصنيع الخلايا، متسبباً في تقلبات سعرية حادة في خلايا البطاريات.

ووفقاً لحسابات سوق شنغهاي للمعادن، ارتفعت تكلفة إنتاج خلايا الطاقة الشمسية من نحو 0.27 يوان لكل واط في أكتوبر إلى قرابة 0.33 يوان لكل واط خلال الأسبوع الماضي في بورصة شنغهاي، وأصبحت تكلفة معجون الفضة تمثل نحو 40% من إجمالي تكلفة إنتاج خلايا TOPCon، ما جعل التكلفة الكلية شديدة الحساسية لتقلبات أسعار الفضة.

وتشير سوق شنغهاي للمعادن إلى أن كل زيادة قدرها 142 دولاراً للكيلوغرام في سعر الفضة ترفع تكلفة الخلية بنحو 0.0014 دولار لكل واط، وهو ما أسهم في تسريع ارتفاع تكاليف التصنيع خلال الفترة الأخيرة.

وخلال أسبوعين فقط، وبعد أربع جولات من تعديل الأسعار، قفزت أسعار خلايا البطاريات بنسبة 28%، وخلال الأسبوع الماضي، بلغت عروض الأسعار من كبار المصنعين 0.4 يوان لكل واط، مع تنفيذ صفقات صغيرة الحجم عند مستوى 0.37 يوان لكل واط في تداولات فترة بعد الظهر، وهو أعلى مستوى سعري سنوي.

وتقول سوق شنغهاي للمعادن إن تأثير ارتفاع أسعار الفضة، إلى جانب الضغوط المتوقعة من زيادات مرتقبة في أسعار رقائق السيليكون، دفع أعباء الإنتاج على مصنعي الخلايا إلى مستويات غير مسبوقة، ورغم نجاح بعض الشركات في تخفيف جزء من الصدمة عبر أدوات التحوط، فإن اقتراب فترة الركود الموسمي التقليدية في الربع الأول من 2026 جعل خفض الإنتاج محل إجماع داخل الصناعة.

توقعات أسعار الفضة والطلب الصناعي وفقاً لميتالز فوكس، فمن المرجح أن تتجه أسعار الفضة العالمية إلى الارتفاع خلال هذا العام والعام المقبل، رغم استمرار تقليص الاستخدام في قطاع الطاقة الشمسية.

ويأتي جزء كبير من الطلب من هذا القطاع، الذي من المتوقع أن ينخفض طلبه هذا العام بنسبة 1% ليصل إلى 6086 طناً مترياً، بعد أن ارتفع بنسبة 3% في 2024 إلى 6147 طناً مترياً.

ويأتي نحو 58% من إجمالي الطلب العالمي السنوي على الفضة من التطبيقات الصناعية، يشكل قطاع الطاقة الشمسية منها 29%، وتشير التقديرات إلى أن كميات الفضة المستخدمة في الألواح الشمسية انخفضت بنحو 20% في 2024، مع استمرار سياسات التقشف في الاستخدام.

وفي تقرير المسح العالمي للفضة 2025، الصادر في أبريل نيسان عن معهد الفضة ومقره واشنطن، تتوقع ميتالز فوكس أن يرتفع المعروض العالمي من الفضة بنسبة 2% في 2025 ليصل إلى 32,056 طناً مترياً، مقارنة بالعام السابق، في حين يتوقع أن ينخفض الطلب العالمي بنسبة 1% إلى 35,716 طناً مترياً.

الطلب على المدى المتوسط والطويل ويتوقع معهد الفضة أن يشهد الطلب الصناعي العالمي على الفضة نمواً أكبر خلال السنوات الخمس المقبلة، مع تسارع الطلب من قطاعات تكنولوجية حيوية، ومن المتوقع أن تسهم قطاعات الطاقة الشمسية، والمركبات الكهربائية، وبنيتها التحتية، ومراكز البيانات، والذكاء الاصطناعي في رفع الطلب الصناعي على الفضة حتى عام 2030.

وبحسب المعهد، من المرجح أن يواصل قطاع الطاقة الجديدة استحواذه على حصة كبيرة من إجمالي الطلب الصناعي على الفضة، ففي عام 2014، استهلك هذا القطاع 11% فقط من الطلب الصناعي، مقارنة بـ29% في عام 2024. ورغم أن المسار العالمي لتركيبات الطاقة الشمسية لا يزال قوياً، فإن التطورات التكنولوجية أسهمت في خفض كمية الفضة المطلوبة في بعض خلايا الطاقة الشمسية.

السيارات الكهربائية تدعم الطلب على الفضة وفي السياق ذاته، يتوقع معهد الفضة أن تؤدي ثورة المركبات الكهربائية إلى زيادات كبيرة في الطلب على الفضة، نظراً لاعتماد هذه المركبات على كميات من الفضة تفوق بكثير تلك المستخدمة في مركبات محركات الاحتراق الداخلي التقليدية، وتُستخدم الفضة في تطبيقات متعددة تشمل أنظمة إدارة البطاريات، وإلكترونيات الطاقة، وبنية الشحن التحتية، والموصلات الكهربائية.

ومن المتوقع أن يعزز التحول من مركبات محركات الاحتراق الداخلي إلى المركبات الكهربائية الطلب على الفضة بشكل ملحوظ، إذ تستهلك المركبات الكهربائية، وخاصة العاملة بالبطاريات، في المتوسط كميات من الفضة تزيد بنسبة تتراوح بين 67% و79% مقارنة بالمركبات التقليدية، بما يعادل نحو 25 إلى 50 غراماً من الفضة لكل مركبة.

ويرجح المعهد أن يرتفع الطلب العالمي على الفضة في قطاع السيارات بمعدل نمو سنوي مركب قدره 3.4% بين عامي 2025 و2031.

وبحسب أوكسفورد إيكونوميكس، فإن الزيادة السريعة في الطلب والإنتاج ستجعل المركبات الكهربائية تتجاوز مركبات محركات الاحتراق الداخلي لتصبح المصدر الرئيسي للطلب على الفضة في قطاع السيارات بحلول عام 2027، وأن تستحوذ على 59% من السوق بحلول عام 2031، مدفوعة أيضاً بالحاجة المتزايدة إلى توسيع بنية الشحن التحتية.


هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من منصة CNN الاقتصادية

منذ 9 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 6 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 8 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 8 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 23 ساعة
موقع نمـازون الإقتصادي منذ 4 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 23 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 4 ساعات
إرم بزنس منذ ساعة
إقتصادنا منذ ساعة